طباعة هذه الصفحة

«الشعب» تقف عند الممـارسـة التجـارية

التسوّق عـبر الانـتـرنيــت.. تجـربـة في بــدايتهــــا

دليلة أوزيان

تحاول بعض المحلات التجارية في الجزائر الترويج لسلعها عبر الانترنيت باعتبارها الوسيلة أكثر إغراء للزبائن ، ويرى أصحابها انه كلما زاد الترويج لها عبر هذه التكنولوجيا كلما يتضاعف الطلب على منتوجاتهم، على غرار محل بيع الأحذية وحقائب اليد بـ«بئر خادم» ومحل بيع ألبسة الأطفال بـ»بئر توتة»،.....
لمعرفة مدى إقبال الزبائن على هذا النوع من البيع قامت «الشعب» بهذا الاستطلاع ونقلت هذه الآراء.
... يصعب تطبيقها على أرض الواقع
في هذا الصدد كشفت الأخصائية في علم الاجتماع كلثوم تكفي أن هذه العملية تستدعي وجود محيط ملائم بمعنى أن هناك فئة قليلة تمتلك شبكة انترنت في بيوتها.  ومن جهة أخرى قليلون هم من يستهويهم التسوق عبر الانترنت، لأن المستهلك عندنا تعوّد لمس ورؤية السلع بطريقة مباشرة.
 ولاحظت أن استخدام الانترنيت في البيع والشراء لازال يراوح مكانه بدليل أن العملية تقتصر على بعض المحلات التجارية التي يمكن أن نعدها على الأصبع ولا تتجاوز حدود الأحياء الراقية، على خلاف الدول المتقدمة التي تعتمد في الترويج وبيع سلعها على الانترنت وأكثر من ذلك هناك دولا في الشرق الأوسط استطاعت أن تلتحق بالركب ليصبح التسوق عبر الانترنت وسيلة مهمة للبيع والشراء.
 وأكدت كلثوم تكفي في حديثها إلى «الشعب»، أن الذين يتردّدون على المحلات التي تستخدم هذه الوسيلة للترويج لسلعها عادة ما يكون بدافع الفضول لا أكثر ولا أقل، والمشكلة التي تحوّل دون ذلك هي أن التكنولوجيا في الجزائر ليست متطورة إلى ذلك الحد الذي يسمح لنا باقتناء مختلف السلع، ولا زلنا نبيع ونشتري بطريقة مباشرة وأكثر من ذلك.
وأشارت كلثوم تكفي، إلى جانب مهم في المعاملات التجارية في الجزائر هو عنصر الثقة الذي سبب انعدامه تمسك المستهلك بالطريقة التقليدية للبيع والشراء في ظلّ وجدود ظاهرة التحايل في أوساط الباعة، خاصة إذا تعلّق الأمر بالسلع ذات السعر المرتفع كالتجهيزات الكبيرة المتمثلة في الآلات الكهرومنزلية...
وتساءلت السيدة كلثوم، تكفي عن كيفية استخدام الانترنيت في التسوّق والواقع المعيش يكشف لنا باستمرار أن الكثير من الباعة تعرضوا للخداع والاحتيال من خلال الشيكات التي ظهرت فيما بعد أنها بدون رصيد...مؤكدة أن النزاعات التي تدرجها المحكمة في هذا السياق أدل على ذلك.

لا أتسوق عبر الانترنت ولكن أبحث عن عمل
وأكدت رقية موظفة في مؤسسة عمومية البالغة من العمر ستة وثلاثون سنة، أن استخدام الانترنيت في البيع والشراء يجب أن يراعى فيها الجانب الأخلاقي، حتى يكون البائع صادقا في مثل هذه المعاملات فلا يغش ولا يخدع ولا يحتال في بيعه.
 في حين قالت رقية. ن،  أن مواقع بيع الألبسة على الانترنيت لا تهمها، بل ما يهمها هو مواقع البحث عن العمل فهي تتصفّح باستمرار هذه الأخيرة بحثا عن شغل يلائمها وأكثر المواقع التي ترتادها هو موقع «واد كنيس» للتعرف على السلع التي يوفرها للزبائن  قائلة: «أضغط على الموقع وأرى التواريخ التي نشر فيها إعلان البحث عن العمل ثم أقرأ قائمة الوظائف المتاحة».
وأضافت «رقية.ن»: «فيما بعد أتصل بهم حيث يطلب مني إرسال سيرة ذاتية  الذي وضعتها الشركة حسب شروط الوظيفة»، مشيرة أنها تركز اهتمامها دائما على مكان الوظيفة، لأنها في كثير من الأحيان تجد عملا جيدا، لكن بعد المسافة عن مقر سكناها يحول دون قبولها له.
وأكدت رقية، أن هذا الموقع أفادها كثيرا في إيجاد منصب عمل ....وقالت أيضا أنه  يتوفر على عروض للعمل في مختلف الولايات و ما عليك إلا الاتصال بهم وإرسال سيرتك الذاتية، بالمقابل أشارت إلى أن هناك من يستغلون الموقع لوضع إعلانات كاذبة يروج لها البعض لتكتشف في نهاية المطاف أن كل المعلومات مزيفة.

عملية تضبطها الأخلاق...
أما قوقام رشيد أستاذ في علم الاجتماع، فأكد أن التسوق عبر الانترنيت لديه الكثير من الايجابيات، لأن استخدام هذه الوسيلة في الترويج للسلعة يضاعف الطلب عليها بسرعة وفي وقت قياسي، بالإضافة إلى أنها تجنب الزبون عناء التنقل إلى محلات متعدّدة وفي أمكنة مختلفة، وما يرافق ذلك من اضاعة للوقت لاقتناء سلعة التي يرغب في شرائها.
كما أشار قوقام رشيد، إلى جانب آخر مهم في هذه العملية قائلا: «إن التاجر الذي يستخدم هذه التقنية في البيع يجب أن يكون مقتنعا انه يقدم خدمة للزبون، وهذا شيء أساسي في العملية، لأنه السبب في خلق علاقة ثقة بين البائع والمستهلك، حيث يعطي هذا الأخير ثمنا يساوي السلعة التي  يقتنيها من حيث المواصفات والقيمة المالية المدفوعة.
ومن جهة ثانية أشار رشيد قوقام أن الظروف حاليا غير ملائمة حتى نصل الى ما بلغته الدول الاوروبية في هذا المجال، حيث صارت حياتها كلها مبنية على استخدام الانترنيت في جميع الميادين.
فالأمر يقتضي ـ حسب رشيد قوقام - بالنسبة للجزائر أن نصل الى مستوى من الأخلاق تدفعنا إلى الإحساس بأن مثل هذه العملية تندرج في إطار القيام بالواجب،مؤكدا في سياق حديثه أن التعاملات التجارية لا زالت تكشف لنا عن تجاوزات كثيرة تقترف في حق الزبون والدليل على ذلك الانتشار المذهل للسلع المقلدة في المحلات التجارية التي تباع بثمن  السلع الموافقة  للمواصفات العالمية (اصلية)، وعليه فمن الممكن جدا ان يقتني الزبون سلعة مقلدة التي يسوقها التاجر على أنها أصلية بثمن مرتفع.