طباعة هذه الصفحة

استنكار إسباني واسع لمشاركة ثاباتيرو في كرانس مونتانا

السالك: فشل المنتدى هزيمة أخرى للدبلوماسية المغربية

أمين بلعمري /الوكالات/

عقد منتدى كرانس مونتانا بالداخلة المحتلة انتهاك مغربي مفضوح للشرعية الدولية على اعتبار أن مكان تنظيمه يقع بالأراضي المصنفة أمميا في دائرة  تصفية الاستعمار و هذا ما يؤكد انه لا يمكن إدراج هذا النشاط - المرصع بشعارات التنمية و التعاون- إلا ضمن المسارات المشبوهة المؤسسة لنهب خيرات الشعب الصحراوي المحتل وهو شعب يجب أن يحظى باهتمام أكبر من المجتمع الدولي و ذلك على الاقل من خلال توفير ميكانيزمات جادة لحماية خيراته الطبيعية من النهب والسرقة وأراضيه من العبث والانتهاكات الى غاية البت بكل حرية في مستقبله عبر استفتاء تقرير مصيره في اطار الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة التي لا تزال تشلها بكل أسف المصالح والأنانيات الضيقة التي رهنت مصير شعب بأكمله و لا تزال على مدار أربعين سنة.

عرفت مشاركة رئيس الحكومة الإسبانية السابق خوسي لويس رودريغيز ثاباطيرو، في منتدى كرانس مونتانا بمدينة الداخلة المحتلة ردود أفعال قوية منددة أثارت جدلا في الاوساط الرسمية و الشعبية في إسبانيا.
 و للتنديد بهذه المبادرة الشخصية التي - تبرأت منها الحكومة الاسبانية على لسان وزير خارجيتها-  تجمهر القائمون على حركة التضامن بمقاطعة مدريد أمام مقر الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، احتجاجا على القرار الذي يعد الأول من نوعه في تاريخ الحكومات الإسبانية المتعاقبة، مستنكرين بالشعارات والتلويح بالعلم الصحراوي مواقف الحزب على مستوى قيادته السياسية خلافا لتوجّه قواعده الشعبية التي تؤازر الشعب الصحراوي وقضيته العادلة. 
كما أثارت هذه المشاركة الغريبة موجة من الاحتجاج ليس فقط على مستوى الحزب، و لكن على مستوى الطبقة السياسية الاسبانية ولدى الحكومة المركزية كذلك، حيث أوضح وزير خارجية إسبانيا، أن الاتحاد الإفريقي سبق له أن أعلن أن تنظيم المنتدى بمدينة الداخلة غير شرعي وأن ثاباطيرو بمشاركته لا يمثّل سوى نفسه و هو الموقف الرسمي للحكومة الاسبانية التي أكدته من ناحيتها نائبة رئيس الحزب الشعبي خلال ندوة صحفية في أعقاب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء الإسباني الذي عقد الجمعة وذلك في ردها على أسئلة الصحافيين مؤكدة أن الحكومة تتبرأ من هذه المشاركة. 
من جهته، احتج ممثل جبهة البوليساريو بإسبانيا السيد بشرايا حمودي بيون لدى الحزب الاشتراكي والحكومة المركزية الإسبانية على هذا العمل المنافي للأعراف الدولية في حين  نشرت التنسيقية العامة لجمعيات الصداقة والتضامن مع الشعب الصحراوي تصريحا بهذا الصدد وقام رئيسها السيد خوسي تابواظا بالديس بتسليم رسالة مكتوبة إلى مسئولي الحزب الاشتراكي.
 وكانت الجمهورية الصحراوية ممثلة في جبهة البوليساريو رحبت بمقاطعة الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي لمنتدى كرانس مونتانا المنعقد بمدينة الداخلة المحتلة، حسب بيان لوزير الخارجية الصحراوي محمد سالم السالك الذي أكد فشل المنتدى و فشل سياسة المخزن الذي قال انه صرف أموالا طائلة لتوسيع امتداداته الدبلوماسية بينما سجل “فشلا ذريعا” في مدينة الداخلة المحتلة نظرا للمشاركة الضئيلة والمقاطعة الكبيرة التي شهدها الحدث و أضاف أنه لا يمكن إخفاء الدعاية المغرضة وما صاحبها من تدابير بوليسية وقمعية غداة عقد المنتدى.
 وأضاف البيان أن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وجبهة البوليساريو “ تناشدان  المجتمع الدولي التنديد بالسياسة الذي يتخذها المغرب قبل أن يلوذ بالفرار ويتحدى تنفيذ قرارات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ، داعيا الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياتهما الكاملة تجاه تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية دون تأجيل، وتقرير المصير للشعب الصحراوي”.
 للتذكير كانت جبهة البوليساريو قد حذرت على لسان أمينها العام ورئيس الجمهورية الصحراوية محمد عبد العزيز قبل شهر من عقد هذا المنتدى الدولي بمدينة الداخلة - الواقعة على بعد 300 كلم من الحدود مع موريتانيا-. من أن  “التسهيلات الممنوحة من طرف السلطات المغربية للمنظمة غير الحكومية كرانس مونتانا لعقد مؤتمرها على إقليم الصحراء الغربية لاغية مرفوضة”، مشيرا إلى أنها “صادرة عن احتلال عسكري طبقا للقانون الإنساني الدولي ليس له من سلطة سوى معالجة القضايا العاجلة المتعلقة بحفظ النظام العام”.