طباعة هذه الصفحة

في اطار الجهود الرامية لحل سياسي للأزمة

اجتماع الحوار الليبي ينطلق بالجزائر

جنان الميثاق: حمزة محصول

 مسـاهل: محطة واعدة في التسوية التوافقية
 ليــون: مرحلة حاسمة في المسار التفــاوضي

انعقد أمس، أول لقاء علني للفرقاء الليبيين بالجزائر، يرمي إلى التعمق في الحوار السياسي السلمي، وطالبت الوساطة التي تقودها الأمم المتحدة قادة الأحزاب والفاعلين الميدانيين بليبيا الذين حضروا الاجتماع بالمثابرة والصبر لتحقيق تسوية نهائية للأزمة.

شرعت الجزائر بشكل رسمي ومعلن، في بذل ما بوسعها لمساعدة أطراف الأزمة في ليبيا، للتوصل إلى توافق وطني، والخروج من دائرة الخطر الذي يهدد الشعب الليبي ودول الجوار، وذلك باحتضانها لاجتماع قادة الأحزاب والنشطاء السياسيين يملكون تأثيرا وفاعلية في الساحة الليبية، حضره ممثلو دول الجوار.
لقاء إقامة الميثاق، ليس وليد خيار اعتباطي للمعنيين بالأزمة، وإنما تتويجا لجهود سنة كاملة من العمل والاتصالات المكثفة التي قامت بها الدبلوماسية الجزائرية مع «الأطراف الليبية والقوى الدولية التي اقتنعت بالحل السلمي التفاوضي، وابتعدت عن التدخل العسكري».
وبدى جليا، من خلال قائمة التشكيلات التي حضرت الاجتماع، أن انطلاق الوساطة الجزائرية تحت الرعاية الأممية، يستهدف التعمق في الحوار من خلال بعد شامل يجمع بين الجوانب السياسية والأمنية للأزمة، عبر تقريب الرؤى والمواقف بينهم بصفتهم «فاعلين ومؤثرين في المشهد الليبي».
وينطلق المسعى الجزائري، من حاجة الشعب الليبي للأمن والاستقرار وبناء دولة جديدة، ورغبة دول الجوار في إنهاء حالة الفوضى وتداعياتها على المحيط الإقليمي أكبر خطر يهدد أمنها، والتي وضعت ثقتها في الجزائر عبر تنصيبها كرئيس للجنة الأمنية في اجتماع تونس الموافق لـ14 جويلية 2014.
وفي السياق، أوضح الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، الذي قاد الاجتماع رفقة المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينيو ليون، أن ما دفع الجزائر لانخراط بكل ثقلها في حل الأزمة الليبية «أنها تجمعها بليبيا علاقات الجوار والتاريخ والكفاح المشترك ضد الاستعمار ولم تكن لتبقى مكتوفة الأيدي والأشقاء يكتوون بنار الفتنة والاقتتال ويواجهون أخطر المراحل تهديدا لوحدتهم الوطنية والترابية».
وعبر مساهل، في كلمته، عن تفاؤله ببلوغ التسوية السلمية، بالقول «أن اجتماع الجزائر محطة انطلاق واعدة في جهود الأشقاء الليبيين»، مشيرا بذلك لبداية مسار السلم بليبيا، ومطمئنا «بأنهم سيجدون في الجزائر وقيادتها السياسية كل الدعم والاستعداد لتحقيق التوافق الوطني الذي يتطلع إليه الشعب الليبي».
واعتبر الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، أن تشكيل حكومة وطنية «حلا يؤسس لمزيد من الاستقرار ويمكن ليبيا من مكافحة أكثر فعالية للإرهاب».
وجدد عبد القادر مساهل، توضيح تصور الجزائر، للحل في هذا البلد الجار والشقيق، مؤكدا يقينها «بأن حل الأزمة الليبية بيد الليبيين أنفسهم ومن واجبنا نحن مساعدتهم على إيجاد الحل الذي يختارونه وحدهم بكل سيادة واقتدار».
وأضاف أن الاجتماع يدخل في إطار «التضامن والتنسيق لمواجهة الأخطار في ظل التطورات الخطيرة التي تعرفها الساحة الليبية والتهديدات الأمنية المعتبرة في المنطقة» مفيدا بأن ماباتت تطرحه الأوضاع في هذا البلد من تحديات «تحتم علينا جميعا وخاصة الأخوة الليبيين بدل ما بوسعنا».
ورأى مساهل، في انعقاد لقاء الجزائر «تأكيدا على وعي الأطراف الفاعلة في المشهد الليبي بالمسؤولية الملقاة على عاتقها وضرورة تخطي الصعاب». وقال «أننا متأكدون أن الفرقاء الليبيين على اختلاف توجهاتهم وأفكارهم لهم من الحكمة والوطنية والشجاعة اللازمة للاحتكام إلى المصلحة العليا للشعب الليبي، وواعون بأنهم على موعد جديد مع التاريخ».
ودعا المتحدث إلى «وضع اليد باليد لتقرير مصير بلادهم بهدف بناء دولة ليبيا الجديدة التي يتوق إليها الليبيون». وأكد «مسار الحل السلمي يتطلب المزيد من الصبر والمثابرة والحرص على الانخراط بكل إخلاص وصدق».
وأشاد عبد القادر مساهل، بالمجهودات «القيمة التي يبدلها المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون قصد تسهيل الحوار الليبي الشامل يفضي غلى تشكيل حكومة وحدة وطنية».

صـرحـــوا لـ «الشعب»

جمعة أحمد عتيقة عضو المؤتمر الوطني العام الليبي:
تحقيق إجماع وطني يضم كل الفرقاء الليبيين

- أوضح السيد جمعة أحمد عتيقة في تصريح لـ»الشعب» بأن جولة الحوار التي تشهدها الجزائر من شأنها أن تساهم بشكل كبير في دفع الحل السياسي نحو خطوات أكبر نجاحا، إضافة إلى التأكيد على نبذ العنف، والامتثال إلى لغة الحوار، من أجل تحقيق إجماع وطني  يضم كل الفر قاء الليبيين.
وأوضح نائب رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي، بأن أهم نقطة يجب التوافق عليها في الوقت الراهن، وقف المواجهات المسلحة ومظاهر القتل والعنف وحقن الدماء والتركيز على الثوابت الوطنية كأرضية للحوار، أهمها وحدة التراب الليبي ثم المضي نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية، من خلالها يمكن وضع حد لحالة التسيب والفوضى ومظاهر الاقتتال وانتشار السلاح وغيرها من الأمور التي تعيق الحياة الطبيعية للعيش في ظل الأمن والاستقرار، وضع حالة التشتت جانبا.
أما في رده عن أهمية جولة الحوار التي تجرى بالجزائر ذكر السيد جمعة: «ننتظر من هذه المحادثات الدور الكبير في معالجة المشكلة الأمنية انطلاقا من الدور الكبير الذي تلعبه الجزائر في الدفع بمستوى الحوار إلى تطلعات الشعب الليبي، لأن الجزائر تجمعها قواسم مشتركة مع ليبيا»، مضيفا «لا نشك في نوايا الجزائر لدفع عجلة الحوار نحو الحل الأنسب لكل الليبيين».

جبريل شعيب الزوي عضو المكتب السياسي لحزب الوطن:
 نثمن الدور الجزائري لبلوغ الأهداف المرجوة

صرح الأستاذ جبريل شعيب الزوي عضو المكتب السياسي لحزب الوطن، الذي كان مرفوقا بالوفد الليبي المفاوض، على أن اجتماع الجزائر جاء في الوقت المناسب والمرتقب، قصد التوصل إلى دعم المسعى السياسي لحل المشكلة الليبية، من خلال الشخصيات المشاركة فيه والفاعلة على الأرض بليبيا، وفي نفس السياق ثمن جبريل الدور الذي تقوم به الجزائر قصد وضع تصور للآلية الكفيلة بمتابعة جولات هذا الحوار.
وفي رده على سؤال «الشعب» حول أهمية الدور الذي يؤثر فيه «حزب الوطن» على المشهد الليبي، ذكر الزوي «بأن حزبه يتقاسم الرؤى مع أحزاب أخرى تجمعها قواسم مشتركة ويركز على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية على اعتبار أن المشكل الذي تعاني منه ليبيا حاليا هو غياب هيئات تشريعية وحكومية، يمتثل أمامها الجميع».
وقد أعرب في نهاية حديثه على ضرورة الحل السياسي للأزمة، معلقا أماله وتطلعاته ومن خلاله تطلعات بقية الليبيين نحو بلوغ الأهداف المرجوة من هذا الحوار.
جمعها : نورا لدين لعراجي