وضع حجر الأساس من قبل سلال ونظيره القطري يوم 09 مارس
وقعت الشركة الجزائرية ـ القطرية للصلب، والمجمع الصناعي الإيطالي «دانييلي»، على عقد إنجاز مصنع «بلارة» للحديد بولاية جيجل، وحددت فترة الأشغال بـ20 شهرا ابتداء من جوان المقبل، ويستهدف تلبية الاحتياجات الوطنية وتوفير آلاف مناصب الشغل.
طوت ولاية جيجل، وبشكل نهائي، صفحة الـ40 عاما من الترقب حول مصير المنطقة الصناعية بلارة بدائرة الميلية، وعرفت أول أمس، الخميس الميلاد الحقيقي لمركب الحديد والصلب في إطار شراكة جزائرية قطرية، وهو المشروع الذي ينتظر منه أن يغير الوضع الاقتصادي بشكل جذري للولاية.
الخطوة الجدية والفعلية لتجسيد ما عرف «بالحلم الذي طال انتظاره»، كانت خلال الزيارة التي قادت وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب، إلى جيجل، حيث أشرف رفقة والي الولاية علي بدرسي، على مراسيم توقيع اتفاق إنجاز المشروع التي جرت بين رئيس مجلس إدارة الشركة الجزائرية-القطرية للصلب حسناوي شيبوب ورئيس مؤسسة دانييلي الإيطالية، بينيديتو جيان بييترو.
وقال بوشوارب، أن «ما كان مشروعا ومبرمجا منذ 4 عقود من الزمن أصبح اليوم حقيقة، وستزداد سعادتنا أكثر عند قدوم الوزير الأول عبد المالك سلال، يوم 09 مارس رفقة رئيس الوزراء القطري لوضع حجر الأساس». واعتبر أن توقيع عقد الإنجاز يؤكد وفاء رئيس الجمهورية بالتزامه.
وتحدث الوزير عن الآثار الإيجابية للمصنع على سكان الولاية، مفيدا «بأن له فائدة خاصة على مواطني جيجل من حيث خلق مناصب الشغل العديدة وكذا الثروة، إضافة إلى الحركية الاقتصادية التي سيعطيها».
وأوضح أن انطلاق الأشغال التي ستكون شهر جوان المقبل، سيوفر 3000 منصب شغل، على أن يصل العدد عند الشروع في الإنتاج إلى 15 ألف منصب عمل، بالصيغتين المباشرة وغير المباشرة. وأضاف أنه سيفتح الباب أمام مشاريع اقتصادية سيأتي بها المركب.
بشأن الطاقة الإنتاجية الإجمالية، أكد وزير الصناعة والمناجم أنه سينتج 2 مليون طن في المرحلة الأولى قبل أن يصل 4 ملايين طن في المرحلة الثانية، ما سيجعل من جيجل عاصمة الحديد والصلب في الجزائر وفي المنطقة المغاربية، مشيرا بذلك إلى الأبعاد الاقتصادية الوطنية للمشروع الضخم.
وطمأن بوشوارب، سكان الولاية، بخصوص آثار إنشاء المركب على البيئة، بالتأكيد على أن الشريك الايطالي، سينجزه بأحدث التكنولوجيات التي تراعي الجانب البيئي وتصفية المياه ومنع انبعاث الغاز، لافتا إلى أنه من أحدث مصانع الحديد والصلب على الصعيد العالمي.
وهو ما تجلى خلال، شريط الفيديو الذي عرض فيه الشريك الايطالي المكلف بالإنجاز، للتصميم الأولي وبين من خلاله الطرق التكنولوجية التي سيبني بها المنشأة، وقال رئيس مجمع دانييلي، أنه «لا خوف على البيئة، وحققت حلما انتظرته منذ سنوات عندما عرضت مجسم المركب عام 1986 بباريس».
وعن وضع صناعة الحديد والصلب بعد دخول مصنع بلارة حيز التشغيل، كشف وزير الصناعة، أنه سيحقق ناتجا إجماليا رفقة مركب الحجار الذي يخضع لعملية تجديد ومصنع توشيالي بوهران، يقدر بـ6 ملايين طن سنويا، ما يعني تحقيق الاكتفاء وإمكانية التصدير إلى الخارج.
وكشف أن الجزائر، ستحقق استقلاليتها التامة، عندما تشرع في استغلال منجم غار جبيلات، حيث سيوقف استيراد المادة الأولية.
وفي شق أخر، تفقد شوارب المنطقة المخصصة من طرف ميناء «جن جن»، للمواد المستعملة في بناء المركب في إطار عقد امتياز.