طباعة هذه الصفحة

احتفـاء خاص باليوم العالمي للمرأة

«الشّعبي النّسوي» يصنع الحدث بابن خلدون

أسامة ــ إ

تنظّم الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، بالتعاون مع مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر، وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة 08 مارس، حفلا فنيا من تنشيط فرقة الشعبي بالمؤنث، حيث سيكون الجمهور «النسوي» على موعد، على الساعة الثالثة بقاعة ابن خلدون بالعاصمة، مع روائع الشعبي لكبار الفنانين الجزائريين، لكن ببصمة ناعمة لا تمس عمق وجوهر هذا التراث الأصيل.
«الشعبي بالمؤنث» مغامرة جريئة انطلقت في العاصمة الفرنسية باريس سنة 2013، على يد المنشط الإذاعي بقناة «بور» مراد عاشور، الذي أراد من خلالها تكريم عمالقة هذا الفن الأصيل من مؤلّفين وملحنين ومؤدين، وكذا المحافظة على هذا التراث الوطني وإيصاله للآخر.
وكان مراد أوّل من أقحم العنصر النسوي في جوق شعبي، ليرفع احتكار الرجال عن هذا الفن الذي هو شعبي يعبّر عن كل الشّرائح، وبالتالي فهو من حقّها جميعا، لها أن تمارسه بحرية، كما أراد من خلال ذلك تشجيع المواهب الشابة من رجال ونساء للارتباط بهذا الفن العريق، الذي هو جزء من الموسيقى العربية الأندلسية.
حقّقت الحصة الإذاعية التي كان يعدّها مراد والخاصة بالشعبي متابعة قياسية، مما دفعه إلى تبني هذا المشروع الريادي الخاص بـ «الشعبي بالمؤنث». وممّا شجّع على ظهوره أيضا، عمله كمحافظ لسهرات الشعبي بباريس سنة 2012 ــ 2013، حيث كان يبرمج في كلّ شهر سهرة كبيرة، وفي وقت ما أراد التنويع فاقترح العنصر النسوي من خلال أسماء فنية معروفة، لكن أغلبها لم يسبق له أن أدى الشعبي، فتأسّست الفرقة بست مغنيات وتمّ تكوينهن في هذا النوع الغنائي، خاصة من حيث الأداء، ومع الممارسة والمثابرة ازداد تمكّنهن، علما أن جميعهن يلتزمن بأداء الشعبي الأصيل من خلال احترام نصوصه الأصلية ولغته وأسلوبه الموسيقي.
يشار إلى أن الجوق يضم الفنانة أمينة كراجة من تلمسان، في النوع العربي الأندلسي، وحسينة إسماعيل من العاصمة في نفس النوع، وهند عبد العالي من مستغانم، ويضم الجوق أيضا مالية سعدي مؤدية «شعبي وورد» من العاصمة، ونصيرة مصباح في الأغنية العاصمية، وسيرين بن موسى في المالوف التونسي.
وأمينة كرادجة هي أقدم تلميذة في معهد الموسيقى بتلمسان لعدة سنوات تحت إدارة صالح بوكلي وفوزي كلفات، فصارت وريثة هذا التراث المرموق، وتتمكّن من العديد من جوانب الفن وليس الفن العربي الأندلسي فقط، كما أنها مرتاحة في الشعبي الجزائري، والإيقاع المغربي أو التونسي، لديها ثلاث ألبومات ومئات من الحفلات، أمينة هي من بين أحسن مؤديين الأغنية المغاربية الأندلسية.
أما حسينة سماعيل فهي مغنية وموسيقية في الجمعية الموسيقية عربي أندلسي «الموصلي» بسان دوني بفرنسا، في 2005، بدأت بالعزف على الغيتار قبل أن تقرر التوجه إلى العزف على الكمان. صارت باريس المكان المفضل لممارستها الموسيقية، وكبرت ونمت في عائلة تحب الموسيقى. بدأت الغناء وهي صغيرة في الأعراس التي تعنى بالتراث الجزائري، كما أصبحت جزءًا من فرقة الفنان الأمازيغي تاكفاريناس منذ جوان 2014.
بالنسبة لماليا سعدي، فمنذ وصولها فرنسا في سن الـ 14، اكتشفت مؤثرات موسيقية جديدة، وظهرت بسرعة كبيرة واندمجت في منهج خاص بالموسيقى، وانخرطت بسرعة في عدة فرق مثل لاستيميلي المسيرة من طرف «جيبسي كينغز»، أين تحصلت على الخبرة على المسرح لمدة 03 سنوات. وفي 2003، دعيت للمشاركة في مهرجان المرأة الجزائرية أين كان الحدث الأساسي لمسيرتها الفنية. وماليا هي من بين الأوائل في مجموعة الشعبي النسوي، الذين أنثوا الشعبي، هذه الموسيقى التي كانت حكرا على الرجال منذ أكثر من 80 سنة. أول ألبوم لها كان «يا بحر»، كما قامت بإعادة بعض المقاطع من التراث الشعبي، وكذلك أغاني والدها حسيسن سعدي، أحد أكبر تلاميذ الحاج العنقى عميد هذا النوع الموسيقي.
سيرين بن موسى تونسية من مدينة تستور بتونس، انخرطت في نادي الموسيقى بالمدرسة الابتدائية حينما كانت تدرس في سن التاسعة، بعدها سجلت في معهد الموسيقى في الحادية عشرة من عمرها، وعرف عنها مواظبتها حيث كانت تتحصل كل سنة على الجائزة الأولى. في سنة 2002، تحصلت على الشهادة في الموسيقى العربية، بعدها تقرر الانضمام إلى نادي «المالوف طاهر غرسة» أين تعلمت الغناء العربي الأندلسي. بعد حصولها على شهادة البكالوريا، اختارت أن تواصل دراسة الموسيقى، ففي 2003، قررت الانضمام إلى المعهد العالي للموسيقى بتونس، بعدها تحصلت على منحة لمواصلة دراسة الماستر بجامعة السوربون. في 2006، قامت بإعادة أغنية جزائرية مشهورة «شهلت لعياني»، فقد كانت أول عنوان وكليب، بعدها تقع سيرين في حب موسيقى الشعبي الجزائرية.
أما هند عبدلالي، فهي ابنة التراث المستغانمي، مغنية في جمعية «الفن والنشاط» بمستغانم منذ الثانية عشرة من العمر، متحصلة على جائزة «فضيلة الدزيرية» (الطبعة الرابعة للمهرجان الشعبي بالجزائر في 2009). تحصلت في سنة 2010 على جائزة أحسن تأدية نسوية في مهرجان صنعاء بالجزائر. هند عبدلالي اشتهرت في 2013 بأغاني الأوركسترا النسوية المستوحاة من أغاني فضيلة الدزيرية، مريم فكاي والشيخة طيطمة.