طباعة هذه الصفحة

ندوة حول “تأثيرات الشبكات العنكبوتية على الشباب”

دعوة للتحسيس بمخاطر الأنترنت وجرائمه

زهراء.ب

نصوص تشريعية لحماية أمن الأطفال

دقّ مسؤولون ومنتخبون محليون وممثلو المجتمع المدني، ناقوس الخطر إزاء تفشي ظاهرة “الإدمان الإلكتروني” التي أصبحت خطرا يهدد الشباب والأطفال نتيجة الاستعمال السيئ للوسائل التكنولوجية الحديثة، في ظل غياب رقابة الأهل، والمدرسين وأصحاب مقاهي الأنترنت، داعين إلى تكثيف الحملات التحسيسية والتوعوية من مخاطر الشبكة العنكبوتية ووضع وسائل مراقبة تحت تصرف الآباء والمؤسسات التربوية، وسن تشريعات تعاقب مرتكبي الجرائم الإلكترونية.
شكّل موضوع “تأثيرات الشبكة العنكبوتية على الشباب والمتمدرسين” محور ندوة علمية نظمها المجلس الشعبي الولائي لولاية الجزائر العاصمة بالحظيرة المعلوماتية لسيدي عبد الله، حضرتها وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والإتصال، زهرة دردوري، وممثلي السلك الأمني، والمجتمع المدني.
وقد اعترفت المسؤولة الأولى عن قطاع البريد، في مداخلة لها بالمناسبة، أن “الإستعمال المفرط” للأنترنت من قبل الشباب والأطفال المتمدرسين، وتأثيرها على التربية وثقافة هذه الفئة، يستدعي وبشكل “مستعجل” القيام بحملات توعوية باستعمالات الشبكة والأخطار الناجمة عنها وعن شبكات التواصل الإجتماعي، مسجلة أن الإستعمال الدائم للأنترنت أصبح يؤثر على المراهقين وبات يظهر ذلك في تصرفاتهم وذلك عن طريق المنتديات والدردشة، والمواقع التي تصنع أفكارا وآراء غير مؤسسة ويمكن “أن تكون في بعض الأحيان خطيرة”.
وبغض النظر عن الفرص العديدة التي تتيحها الأنترنت ـ تضيف دردوري ـ أصبحت استخدامات  هذه الأخيرة تثير الانشغال فيما يخص الإجرام السيبراني، والمساس بالحياة الشخصية، وتحريض الجماهير عبر شبكات التواصل الإجتماعي، والتشكيك في القيم التي يلقنها الأولياء للأطفال والمراهقين، فضلا عن ظهور أعراض جديدة لدى الشباب بسبب الإدمان على الأنترنت، كالإضطرابات وعوائق النمو الجسدي والنفسي، بالإضافة إلى تهديد الحياة الخاصة للأسر حيث يميل الشباب طوعا إلى تقاسم المعلومات والصور والطرائف دون تقدير لمخاطر استغلال هذه البيانات.
وبغرض حماية مستعملي الأنترنت من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال، قالت دردوري أن الدولة أصدرت مجموعة من النصوص القانونية لضمان أمن الأطفال في هذا العالم الإفتراضي، كما قامت اتصالات الجزائر بوضع في متناول الأولياء برنامج معلوماتي مجاني للرقابة الأبوية على المحتوى يدعى “أمان”، يسمح بحجب المواقع الخطيرة على أبنائهم، كما أنشأت نفس الشركة بوابة خاصة بالأطفال، تسمح لهم بدخول شبكة الأنترنت بكل أمان، غير أن ذلك لم يمنعها من الدعوة إلى تنظيم حملات تحسيسية لهذا المنتوج، ووضع تحت تصرف الأولياء والمدارس وسائل مراقبة مباشرة مثل أدوات المراقبة الأبوية وانتقاء المضامين للاستفادة من مزايا الأنترنت دون تجاهل مخاطرها، مؤكدة أن الحوار والتربية يبقيان أفضل سلاح لمواجهة التحولات المستمرة للشبكة العنكبوتية.
وبغرض تمكين الشباب من الاستفادة من خدمات الأنترنت بما يتناسب مع ميولاتهم، أشارت دردوري إلى تطوير محتوى وطني يتماشى وتطلعات متصفحي الأنترنت، كما بادر مجمع اتصالات الجزائر الذي يعتبر الممون الرئيسي لخدمة الأنترنت إلى اقتراح منتجات عصرية لاستقطاب اهتمام الطلبة على غرار المكتبة الافتراضية التي تضم العديد من المؤلفات البيداغوجية والأكاديمية بأسعار معقولة.
بدوره، سلط رئيس المجلس الولائي لولاية الجزائر العاصمة كريم بنور، الضوء على مخاطر استعمال الأنترنت، حيث أكد في مداخلته استنادا إلى نتائج دراسات علمية، أن الإستعمال المفرط للشبكة العنكبوتية يتسبب في تفكيكك الروابط الإجتماعية والعائلية، وانعزال الطفل في المجتمع وحتى داخل الأسرة، مشيرا إلى أن الأطفال المتمدرسين يشكلون نسبة عالية من المدمنين على الأنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي، حيث يعتبرونها كمصدر للمعلومات والأفكار، متسائلا عن طرق الوقاية والإجراءات التنظيمية لتفعيل دور الجمعيات في حماية هؤلاء.
وقال محمد بوعلاق قائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية وممثل المجتمع المدني، أن الإدمان الإلكتروني لا يقل خطورة عن الإدمان عن المخدرات، إذ أن سوء الاستعمال للأنترنت يؤدي بالشباب والأطفال إلى الإنحراف والجنوح إلى العنف، مشددا على ضرورة توعية الأسرة وخاصة الأبوين بأن يكون لهما وعي ودراية بالشبكة العنكبوتية، وتحديد ساعات الاستخدام اليومي والمواقع المسموحة.
وذكر ممثل مديرية الأمن الوطني أنه تم التفطن إلى انتشار الجريمة الإلكترونية مع مطلع سنة 2001،  ليسرع في تكوين الأعوان والمحققين، كما تم إنشاء مصلحة مركزية على مستوى مديرية الشرطة القضائية تقوم بالتحري في القضايا المتعلقة بمكافحة الجرائم المعلوماتية.
وعن العينات التي تم معالجتها تطرق ممثل الأمن إلى شكاوي أولياء أطفال تتراوح أعمارهم بين 09 و12 سنة تعرضوا للتهديد والابتزاز عبر شبكة الأنترنت.