إطلاق موقع إلكتروني لنشر ثقافة الوقاية من الأخطار
أكّد المدير العام للحماية المدنية، العقيد مصطفى لهبيري، أمس، أن مصالحه حققت تغطية أمنية عملياتية فاقت الـ87 بالمائة على مستوى القطر الوطني، في انتظار تحقيق تغطية شاملة 100 بالمائة مع نهاية العام الجاري، وذلك بمجرد استلام وحدات التدخل التي هي قيد الإنجاز، لتنتقل الهيئة مباشرة بعدها في تنفيذ مخطط» تحليل وتغطية الأخطار» الذي يساهم في تحديد الأخطار الطبيعية والاستعداد لمجابهتها بمختلف الوسائل المادية والبشرية.
أبرز لهبيري في كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفالات باليوم العالمي للحماية المدنية المصادف للـفاتح مارس من كل سنة، أهمية استعمال الوسائل التكنولوجية الجديدة خاصة الإعلام الآلي، الأنترنت، في نشر ثقافة الوقاية وذلك لأهميتها ودورها الفعال في تحسيس المواطن بمختلف الأخطار المحدقة به وكيفية مجابهتها.
وانطلاقا من قناعته بأهمية استعمال وسائل تكنولوجيات الإعلام الآلي، أعلن لهبيري من شرق البلاد وبالضبط من ولاية برج بوعريريج، المدينة التي تم اختيارها هذه السنة لاحتضان الاحتفالات الرسمية التي حملت شعار «الوقاية من الكوارث في إطار التنمية المستدامة»، عن الموقع الإلكتروني الرسمي للحماية المدنية www. protection civile.dz وهو الموقع الذي يسمح بتنسيق أفضل مع مختلف المؤسسات العامة والخاصة في مجال الوقاية والتدخل ومجابهة مختلف الأخطار.
وركز المدير العام للحماية المدنية في كلمته على أهمية المعلومة المقدمة على مستوى هذا الموقع، حيث سيتكفل بتقديم المعلومات الخاصة بمختلف الأخطار التي قد يعرفها المواطن في حياته اليومية وكيفية الوقاية منها وذلك عن قناعته بأن التوعية جزء من الوقاية والوقاية ناجعة في مجابهة الأخطار.
ويدخل هذا الموقع ضمن المحاور الرئيسية لبرنامج التطوري للقطاع هذا الأخير الذي يركز على رفع تعداد تشكيلات هذه الهيئة من 60 ألف إلى 70 ألف نهاية العام الجاري، مع توسيع مختلف تقنيات التدخل لتشمل التدخل الجوي وكذا ترقية برنامج التكوين وإدخال مختلف التقنيات العلمية والتكنولوجية في مختلف التحولات الكبرى التي تعرفها الجزائر، لاسيما برامج التعمير الضخمة التي شهدتها خلال السنوات الأخيرة والتي غيرت من خريطة الكثافة السكنية، وتوسيع النشاط الاقتصادي والتي تتطلب كلها تعميم التغطية الوقائية والأمنية عبر كافة نقاط النشاط.
وقد عرفت مراسيم الاحتفال تنظيم تظاهرات متنوعة، شملت معارض تعرف بالمهام النبيلة لهذه المؤسسة ومختلف الوسائل والعتاد الذي تعتمد عليه، حيث أشرف خلالها لهبيري رفقة والي ولاية برج بوعريريج مشري عز الدين، على تدشين معرض يبرز نشاطات الحماية المدنية ومختلف الوسائل المستعملة في حماية الأشخاص والممتلكات.
وتم إعطاء إشارة انطلاق قافلة الوقاية الطبية، وذلك بهدف نشر ثقافة الوقاية والإسهام الإيجابي في الحفاظ على مجتمع آمن لما يشهده العالم من كوارث طبيعية على غرار خطر الزلازل، تكريسا للشعار الذي اختير لهذه السنة من طرف المنظمة العالمية للحماية المدنية التي تعد الجزائر من الدول الأعضاء الناشطة فيها، حيث تتولي فيها منصب نيابة رئاسة المجلس التنفيذي، كما كانت المناسبة فرصة لتدشين وحدة جديدة للتدخل بزمورة، ووضع حجر الأساس من أجل بناء وحدة ثانوية ببئر قاصد علي. كما تم بالمناسبة تنظيم مناورات أبرزت من خلالها مصالح الحماية المدنية مختلف التجهيزات المتطورة المستعملة أثناء عمليات التدخل لإنقاذ الأرواح وحماية الممتلكات.
وشهدت التظاهرة إطلاق حملات التوعية والتحسيس بمختلف الأخطار والكوارث والتي تستمر عبر مختلف ربوع الوطن على مدار 6 أيام والتي تستهدف كل شرائح الوطن خاصة فئة الشباب منهم، فضلا عن تنظيم مناورات استعراضية وتمارين تطبيقية إلى جانب نشاطات ثقافية ودورات رياضية.
ودعما لمساعيها المتواصلة في تقريبها من المواطنين تستمر الوحدات الرئيسية للحماية المدنية عبر مختلف ولايات الوطن، في برنامج ترقية ثقافة الوقاية والإسعاف في أوساط المجتمع الجزائري من خلال دورات التكوين والتدريب لفائدة المواطنين في مجال الإسعاف الجماهيري وتنمية دورهم في ترقية الفعل المدني الهادف إلى الوقاية من مختلف الأخطار والحوادث وترسيخ لديهم سلوك الإسعاف وتقديم العون للضحايا في حالة الطوارئ، حيث تمكنت من تلقين هذه الثقافة الوقائية لفائدة 60 ألف مواطن منذ انطلاق العملية في 2011. وشهدت مراسيم الاحتفال بهذا اليوم تقليد الرتب وتسليم الجوائز لفائدة الفائزين في مختلف التظاهرات الرياضية التي كانت قد باشرتها مصالح الحماية المدنية على مستوى القطر الوطني.