قطع المسافة بين تيزي وزو والعاصمة في ظرف ساعة و10 دقائق
نقل 3400 طن من البضائع في أحسن الظروف
سجل مشروع عصرنة وكهربة خط السكة الحديدية الرابط بين ولايتي بومرداس وتيزي وزو، تأخرا كبيرا في وتيرة أشغال الإنجاز، رغم أن المشروع انطلق في سنة 2010، إلا أنه اصطدم بالعديد من العراقيل حالت دون تسليمه في الآجال المحددة، رغم أن المشروع أضحى حلما يراود السكان خاصة وأنه سيطور قطاع النقل ويخفف من حدة أزمة المرور المسجلة يوميا على مستوى الطرقات.
«الشعب» تقف عند هذا المشروع الهام.
واستنادا لمصادر مقربة لـ «الشعب» فإن مشروع عصرنة خط السكة الحديدية الرابط بين تيزي وزو والثنية رصد له مبلغ مالي قدر بـ 56 مليار دج بما فيها 17 مليار موجهة للدراسة، وقد تكفلت بانجازه مكاتب الدراسات وعدة شركات أجنبية ذات خبرة وطنية ودولية عالية، تتمثل في مؤسسة الأشغال العمومية «حداد» وبرتغالية «تيقزيرا دوارتي» وتركية «اوزقون» واسبانية «انيز»، وانطلق المشروع في شهر ماي 2010 وقد عرفت وتيرة إنجازه تأخرا بسبب معارضة ملاك الأراضي التي يعبرها مسار السكة الحديدية، وبعد معالجة المشكل اصطدم بعراقيل أخرى منها تأخر شركة سونلغاز في تزويد الشركات المكلفة بالإنجاز بالأعمدة الكهربائية ومراكز للطاقة الكهربائية، وتحويل شبكتي الماء والصرف الصحي وغيرها من العراقيل التي يتم حاليا تداركها بسرعة، خاصة أن المشروع من المنتظر أن يتم استلامه خلال السنة الجارية بعد تمديد مهلة استلامه من نهاية السنة المنصرمة، فالشركات التي أسندت إليها عملية إنجازه حسب مصادر مطلعة، حققت حاليا أزيد من 70 بالمائة من تقدم الأشغال حيث بلغ حاليا مرحلة الانتهاء من إنجاز المنشآت الفنية الكبرى منها 4 أنفاق و9 جسور.
المشروع سيعمل مع ودخوله حيز الخدمة على تخفيض زمن قطع المسافة بين تيزي وزو والجزائر العاصمة إلى ساعة و10 دقائق بعدما كان المسافر يقطع تلك المسافة في ساعة و55 دقيقة، كما سيمنح المسافر حرية اختيار وسيلة النقل، إضافة إلى أن هذا الخط الذي سيمتد إلى غاية المنطقة الصناعية واد عيسي بولاية تيزي وزو، سيسمح بنقل نحو 3400 طن من البضائع.
للتذكير فقد طمأن وزير النقل عمار غول، خلال زيارته لولاية بومرداس مع نهاية السنة المنصرمة، بأنه يمكن استلام هذا المشروع في نهاية 2014، وليس في 2015 نظرا للتقدم الذي حققه المشروع في وتيرة الإنجاز، إلا انه لم يتم ذلك نتيجة العراقيل السابقة الذكر.
مشروع ضخم وهندسة معمارية تستجيب للمعاير الدولية
يندرج مشروع تجديد خط السكة الحديدية لثنية- تيزي وزو وكهربته حتى واد عيسي ضمن برنامج تطوير النقل بين عاصمة الجزائر وكل من ولايتي بومرداس وتيزي وزو، حيث أن هذا الخط أدى بالوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية القيام بأشغال التحديث والعصرنة وذلك لضمان السرعة والراحة في هذا الخط الجديد، كما أن الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكة الحديدية ركزت على أن تكون الهندسة المعمارية لهذا الخط جد حديثة وتستجيب لكل المعايير والتقنيات المعمول بها في الدول المتقدمة.
المشروع حسب البطاقة الفنية التي تحصلت عليها جريدة «الشعب» يمتد على مساقة 48 كلم وسيكهرب إلى غاية واد عيسي على مسافة 14 كلم ويتم العمل به في بادئ الأمر برواق واحد فقط مع مراعاة إنجاز المنشآت الفنية على خط مزدوج.
واستنادا لمصادرنا فإن الهدف الأساسي لهذا الأخير هو الرفع من السرعة إلى 160كم/سا بعدما كانت ما بين 50 إلى 70 كلم /سا والحد بصفة محسوسة من وقت السير بنسبة28 دقيقة، ومن شأن هذا المشروع أيضا التخفيف من حدة الضغط على جميع الطرقات وذلك من خلال نقل ما بين 3,5 إلى 04 ملايين مسافر سنويا مع ضمان الراحة والرفاهية إلى جانب عودة قطارات نقل البضائع التي ستقل هي الأخرى ما بين 500 إلى مليون طن من السلع في السنة.
18 جسرا ضخما و4 أنفاق لضمان السرعة
المشروع الضخم الذي استفادت منه ولاية تيزي وزو حسب ما أشارت إليه مصادر»الشعب»، يحتوي من جهة أخرى على تحف فنية جد ضخمة وكلفت بإنجازه مكاتب دراسات وعدة شركات أجنبية ذات خبرة وطنية ودولية، تسعى حاليا إلى تجسيده في أرض الواقع، وكشفت ذات المصادر أن من بين هذه التحف 9 جسور ضخمة، 4 أنفاق على مستوى الناصيرية، تادمايت، ذراع بن خدة والثنية على مسافات( 818 م، 1475م، 700م و235م)، إضافة إلى 18 جسرا، و6 محطات ستكون عبارة عن بناءات جديدة وعصرية وهي كالتالي، سي مصطفى، يسر، برج منايل، ناصيرية، تادمايت، ذراع بن خدة ومحطة التوقف لبوخالفة، البعض منها ستحافظ على مكانها في الخط الحالي ويتعلق الأمر بمحطة سي مصطفى، يسر وتادمايت، أما البقية برج منايل، الناصيرية، وذراع بن خدة ستحتل مواقع جديدة.
هذا المشروع الضخم سيمتد مستقبلا إلى غاية تامدة وعزازقة وسيتم ربطه بالمركب الجامعي لتامدة وكذا المنطقة الصناعية، وهو الآمر الذي تسعى إلى تجسيده السلطات الولائية حاليا.
الخط الأول من المشروع سيمتد إلى غاية واد عيسي على مسافة 64 كلم، أما الخط الثاني وهو قيد الدراسة سيربط بين تيزي وزو وعزازقة بتامدة، والخط الثالث الذي هو كذلك قيد الدراسة سيربط بين ذراع الميزان في تيزي وزو ودلس في بومرداس وكل هذه الخطوط تربط بالشبكة الوطنية للسكك الحديدية على مشروع الخط الشمالي للبلاد.
هذه الشبكة الخاصة بولايات تيزي وزو، بومرداس والبويرة تتضمن هي كذلك خطوط جديدة منها ما هو في طور الإنجاز ومنها ما هو قيد الدراسة، ومن المنتظر رفع سرعة السير في المسار الجديد إلى 160 كلم في الساعة وتقليص من وقت قطع القطارات للمسافة، بعد أن يتم كهربته إلى غاية منطقة واد عيسي شرق تيزي وزو، هذا وستهيأ 9 محطات تقريبا على كل 50 كلم من هذا الخط فبداية المشروع يقع عند محطة الثنية أين سيتم ربطه بالسكة الحديدية المزدوجة باتجاه الجزائر العاصمة وتتواصل إلى غاية سي مصطفى، كما أنه يقطع تضاريس جد وعرة، وللرفع من سرعة الخط يتطلب إنشاء منحنيات كبيرة وانجاز مساحات تسطيح واسعة وكذا عدّة جسور، المسار يتوفر على خط السكة الحديدية القديمة إلى غاية النقطة الكيلومترية 8 زائد 500 بعدها يبتعد قليلا ثم يعود إلى مكانه في منطقة يسر، العبور على واد يسر وواد الجمعة يتطلب إنجاز جسرين ضخمين مفردين مقوّسين، وستكون محطات يسر وبرج منايل في مواقع جديدة ، عدّة جسور ضخمة منها جسرين ضخمين طولهما أزيد عن 600 متر يقعان ما بين النقطة الكيلومترية 24 و32 إضافة إلى نفقين أهمهما نفق الناصرية بطول 1480 متر، المسار يلتحق بخط السكة الحديدية في تادمايت ثم يبتعد من جديد على مستوى النقطة الكيلومترية 36 مباشرة بعد مخرج نفق جديد، يوجد جسر كبير يسمح بتجاوز واد فرعون بعد محطة ذراع بن خدة على مستوى النقطة الكيلومترية 43 زائد 200، مسار الخط ينظم إلى الخط القديم وتصبح الأرضية على خط واحد، على هذه الكيلومترات الأخيرة الوسط ذات الكثافة العمرانية لتيزي وزو يحدد المسار، هذا ما يحد من سرعة المشروع وسيتم إيصال هذا الخط على مستوى واد عيسي بخط جديد يربط كل من واد عيسي، تامدة وعزازقة على مسافة حوالي 25 كلم، وهو خط مكهرب بسرعة 610 كلم في الساعة، كما حدّد تاريخ جانفي 2015 كتاريخ إنهاء الأشغال ومن المنتظر أن تحسن هذه البنية التحتية حجم نوعية شبكة النقل وتسهل حركة نقل البضائع والأشخاص بين الولايات الثلاثة: الجزائر، بومرداس وتيزي وزو، هذا وقد تم الانتهاء من حفر نفقين متواجدين بكل من الناصرية في بومرداس 1800 متر وتادمايت في تيزي وزو 800 متر، أما النفق الثالث المتواجد ببلدية ذراع بن خدة فيمتد على طول 325 متر.