طباعة هذه الصفحة

كمال عباسن (مدرب حراس مرمى و ــ سطيف):

“المدرّب المحلّي قادر على تحقيـق الكثـير إذا وفّـرت له الظّـروف المواتية”

حاورته: نبيلة بوقرين

أكّد مدرب حراس المرمى لفريق وفاق سطيف كمال عباسن في هذا الحوار الذي خص به “الشعب”، أنّ الاستقرار عامل مهم للنجاح ورغم أنّه ليس ضد مجيء المدرب الأجنبي لأنه إذا تم توفير المحيط اللازم للمحلي من امكانيات مادية وبشرية ومنح الوقت والثقة سيحقق نتائج إيجابية.
❊ الشعب: كيف تعلّقون على ظاهرة تغيير المدربين في الدوري المحلي؟
❊❊ كمال عباسن: هذه الظاهرة سلبية وتؤثر على نتائج الفرق بصفة مباشرة، لأن عامل الاستقرار له دور كبير في تحقيق الانتصارات في مختلف اللقاءات، بدليل الانجازات التي نحققها في الوفاق والتي جاءت بعد عمل كبير من كل طرف كل المعنيين في النادي.
❊ ما هو سبب انتشار هذه الظّاهرة؟
❊❊ السبب المباشر لانتشار ظاهرة تغيير المدربين هو رغبة المسيرين في تحقيق نتائج إيجابية بطريقة سريعة من دون النظر إلى السلبيات التي قد تنجم عليها فيما بعد، لأن الأمر لن يطول إذا لم يكن هناك استقرار في المجموعة وعمل متناسق وجماعي، إضافة إلى توفير المحيط الملائم من اجل التحضير للمباريات.
❊ نفهم من كلامكم أنّ الإدارة وفّرت لكم كل ظروف العمل؟
❊❊ بالطبع الإدارة برئاسة حمّار وفّرت لنا كل ظروف العمل، خاصة الإمكانيات التي تسمح لنا بالتحضير في هدوء ومن دون نقائص سواء في الجانب البدني أو الاسترجاع منذ جوان الماضي وفقا لبرنامج محكم، حيث كان كل طرف يقوم بعمله كما يجب بداية من المسؤولين وصولا إلى الطاقمين الفني والطبي والمحضر البدني وكذا اللاعبين لأنّهم قدّموا كل ما لديهم فوق الميدان في كل اللقاءات على الصعيدين المحلي والإفريقي، وهناك أمر آخر...
❊ ما هو؟ تفضّلوا؟
❊❊ حقّقنا عدة إنجازات من خلال عمل متكامل
ومشترك بين كل أعضاء فريق وفاق سطيف وبإمكانيات وعناصر محلية، بدليل أننا فزنا بلقب رابطة الأبطال وكأس السوبر، وشاركنا في المونديال لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية، وهذا فخر لنا أتمنى أن يكون قدوة لكل الفرق الأخرى من أجل العمل بنفس الطريقة حتى تشرف الجزائر في المواعيد القادمة.
❊ هل أنتم ضد فكرة الاعتماد على مدرب أجنبي؟
❊❊ سبق لي التعامل مع مدربين أجانب في عدة مرات، ولكننا لم نحقّق التتويج القاري معهم ولكن مع ماضوي وعناصر محلية وصلنا إلى الهدف، ولهذا أنا أعتقد أنه لا يوجد فرق كبير بين المدرب المحلي والأجنبي في طريقة العمل، وفي حال تم توفير كل الظروف الملائمة والثقة اللازمة والوقت الكافي للجزائريين سنشاهد النتيجة من دون شك.
❊ ماذا تقصدون؟
❊❊ المدرب الأجنبي لما يأتي فإن الإدارة توفر له كل الظروف وتدفع له الأجر بطريقة منتظمة، لأنه محمي بالعقد الذي يحتوي على كل الشروط عكس المدرب المحلي الذي يعمل من أجل تشريف ألوان النادي ولا يأخذ مستحقاته المادية، إضافة إلى المضايقات التي يواجهها من طرف محيط الفريق الذي يشرف عليه وهنا يكمن الخلل، عدا ذلك لا يوجد فرق بين الطرفين، ولهذا علينا أن نمنح الفرصة للكفاءة الجزائرية حتى تبرز في المستقبل، وتعيد هيبة الكرة المحلية مثلما كانت في السابق.
❊ هل هذا يعني أن المدرب الأجنبي لم يعط الإضافة للكرة الجزائرية؟
❊❊ ليس بهذا المفهوم هناك مدربين لهم إمكانيات جيدة ولكن أغلبهم لا يتمتعون بالخبرة اللازمة
وجاؤوا إلى الجزائر من أجل صنع اسم لهم لملء سجلهم حتى يتنقلوا للعمل في دول الخليج مثلما نلاحظه في السنوات الأخيرة، ولهذا أنا أعتقد أنه إذا تم توفير كل المعطيات للمحليين يكون أفضل ونستطيع تحقيق نتائج إيجابية.
❊ كيف تعلّقون على نقص الدورات التكوينية؟
❊❊ يجب أن تكون دورات تكوينية بطريقة منتظمة وبصفة مستمرة لصالح المدربين من أجل الاستفادة من الكفاءات العالية حتى نوظفها على الصعيد المحلي بكل قناعة، لأن ذلك مهم إلى جانب توفير كل الظروف المادية والبشرية.
❊ الوفاق يعدّ مدرسة في التّكوين، هل بإمكانه أن يموّن المنتخب في المستقبل؟
❊❊ الكل شاهد على أنّنا حقّقنا إنجازا تاريخيا،
ولهذا فإن لاعبينا لهم الخبرة الكافية في هذا المجال، وكان من المفروض أن يتواجد بعض منهم في المنتخب خلال “الكان” من أجل تقديم الإضافة للمجموعة، إلاّ أنّ المدرب لم يستدع أي عنصر، ولكننا سنواصل العمل في التكوين من أجل إضافة ألقاب أخرى وبتعداد محلي سواء من ناحية اللاعبين أو حراس المرمى على غرار خضايرية
وبلهاني.  
❊ صحيح حتى حراس المرمى أصبحنا نعتمد على المحترفين في الخارج، ما هو السبب؟
❊❊ لدينا حراس مرمى لهم مستوى عال مثل خضايرية، الذي يقدم في أداء كبيرا مع الوفاق رغم صغر سنه، ولهذا أتمنى أن يعتمد عليه المدرب الوطني في المباريات المقبلة للفريق لأنه أصبح يملك الخبرة والتجربة من أجل تقديم الإضافة للمنتخب الأول بعد أن تم استدعاؤه لتربص المحليين في شهر مارس.
 ❊ كيف ترون حظوظ الفرق الجزائرية في رابطة الأبطال؟
❊❊ أعتقد أنّ الفرق الجزائرية جاهزة من أجل تقديم مشوارا إيجابيا خلال المنافسة الإفريقية لأنهم يملكون الإمكانيات اللازمة وهم محضّرين كما يجب، إضافة إلى المعنويات العالية بعد تمكّن الوفاق من الوصول إلى منصة التتويج في الموسم الماضي، وهذا دافع قوي لهم لتشريف الكرة الوطنية في إفريقيا إن شاء الله، أتمنى لهم كل التوفيق لأن المسألة الآن أصبحت تتعلق بالجزائر، والذي يصل لأعلى مرتبة نشجعه.
❊ وماذا عن الوفاق حامل اللّقب ألا تخشون الضّغط؟
❊❊ الوفاق هو فريق الألقاب وسنلعب من أجل الحفاظ على لقبنا، خاصة أنّنا في هذه المرة غير معنيين بالأدوار التمهيدية، وهذا سيجعلنا ندخل مباشرة في دوري المجموعات ما سيقلّل عناء التنقلات في أدغال إفريقيا، لأنّنا نفكّر في تحقيق لقبي البطولة والكأس في الجزائر، ولهذا فإنّ الأمور لن تكون سهلة لكنّنا تعوّدنا على ذلك،وسنواصل المسيرة من خلال لعب لقاء تلو الآخر.