طباعة هذه الصفحة

خلال تقديم ألبومها الجديد وحفلها ليوم السبت المقبل

بهجة رحـال: علـى المؤسسات الاقتصادية تمـويل الـتراث الثقـافي

أسامة إفراح

نشطت الفنانة بهجة رحال، أمس الثلاثاء بقاعة الأطلس، لقاءً مع الصحافة الوطنية، قدّمت فيه ألبومها الجديد الذي خصصته لنوبة رمل ماية، وكذا الحفل الذي ستنشطه الفنانة بقاعة الموقار مساء السبت 28 فيفري على الساعة السادسة، يليه بيع بالإهداء.. كما تطرقت رحال إلى خياراتها وتطلعاتها الفنية، وكذا العراقيل التي تواجه المبدع الساعي للحفاظ على التراث، في جانب التمويل على وجه الخصوص.
وقد استغرق تسجيل هذا الألبوم الرقم 24 في مسيرة بهجة رحال الفنية شهرين كاملين، منذ ديسمبر 2014، عملت فيهما الفنانة مع ذات الفرقة الموسيقية، «لا نغير فريقا يربح» علقت رحال.. ويتعلق الأمر بناجي حامة ومحمد الأمين بلوني على آلة العود، جمال كبلاج وعبد الهادي بوكورة (آلتو)، يوسف نوار (موندولين)، رفيق صاحبي (قانون)، حليم قرمي (ناي)، سفيان بوشافة (دربوكة)، خالد غازي (طار)، وبهجة رحال (كويطرة).
أما جديد هذا الألبوم فهو آلة الرباب، التي يعزفها هارون شطاب، وفي هذا الصدد قالت الفنانة إن كثيرا من محبي الموسيقى الأندلسية يعتقدون بأن هذه الآلة تختص بها المدرسة التلمسانية، إلا أن مدرسة الصنعة العاصمية تستعمل الرباب أيضا، تقول رحال، والفرق الوحيد هو أن العازفين الجيدين قلائل، إلا أن صوتها مميز وسيضيف نكهته لهذا القرص الجديد.
وتتوزع هذه النوبة، التي تقارب الـ78 دقيقة، وهي نوبة رمل ماية الثانية التي تسجلها الفنانة بعد تلك التي سجلتها منذ حوالي 12 سنة، تتوزع على توشية يليها مصدّر «مظلوم ومشتكي»، ثم بطايحي «صبري كصبر أيوب»، فاستخبار «تالله ما طلعت»، يليه درج «من تلك الديار»، ثم ثلاث انصرافات هي «رُبّ ليلٍ»، «إن قرّبوا»، و»يا عاشقين صدّقوا»، ثم خلاص «لهيب شمسي»، وخلاص ثانٍ عنوانه «الخلاعة تعجبني»، لتختم النوبة بقادرية تحت عنوان «مظلوم». وعن سؤالنا حول إمكانية رؤية الفنانة بهجة رحال في عمل موسيقي خارج النوبات الأندلسية، أجابت أن ما تقوم به حاليا هو خيارها ولا تنوي التخلي عنه، لأن لها مسيرة أكاديمية وبيداغوجية، وهي تعمل على الحفاظ على النوبات الأندلسية وإيصالها في شكلها الكلاسيكي إلى الجمهور العريض والطلبة، سواء في الجزائر أو بفرنسا، لأنها تدرّس الموسيقى الأندلسية ويجب عليها إيصال مادتها التعليمية «صحيحة»، من خلال جمعية «ريتم هارموني» التي ساهمت في تأسيسها، وتعمل على تعليم الموسيقى الأندلسية.
وانتقدت الفنانة بشدة الجمعيات التي تحدث تغييرات في النوابات الأندلسية التقليدية، لأن وظيفتها الأولى هي التكوين، وهي مسؤولة عن المادة التي تقدمها لتلاميذها. وقارنت بينها وبين المعلم الذي يجرؤ على تغيير المقرر الدراسي الرسمي، وقالت رحال «لو كان الأمر في يدي لأغلقت باب هذه الجمعيات».. ولكن هذا لم يمنع الفنانة من اعتبار الإبداع حقا لكلّ فنان، بشرط أن يوضّح بأن العمل الذي قدمه لا يدخل في إطار النوبات الأندلسية الكلاسيكية. وأضافت: «أنا شخصيا كانت لي تجارب مع فرنسيين وإيطاليين وإسبان، ولكنه ليس عملي الأساسي ولم أنسبها أبدا إلى الموسيقى الأندلسية».
ودائما في إطار التكوين والتعليم، قالت رحّال إن على المعلم أن يكون صبورا، وهو ليس حال جميع مدرسي الموسيقى الأندلسية، كما أشارت إلى النصوص التي تدرّس خاطئة في كثير من الأحيان، ما دفعها إلى إرفاق كلّ ألبوماتها بكلمات القصائد الأصلية. وفيما يتعلق بالشقّ المادي للألبوم، قالت الفنانة إنها – ككلّ مرة – تتكفل 100 بالمائة بتكاليف التسجيل، مؤكدة على أن الأمر يتطلب الكثير من الجهد والمال والوقت.. «لقد توجهت إلى العديد من المؤسسات طالبة التمويل، وكان الجواب /نحن لا نمول مثل هذه التظاهرات والمناسبات/، والسؤال المطروح لماذا تموّل هذه الشركات كرة القدم ولا تموّل مشاريع الحفاظ على تراثنا الثقافي؟» تتساءل رحّال. أما عن سؤال «الشعب» الخاص بالقرصنة وعرض فيديوهات الحفلات الفنية على أنترنت بالمجان، قالت الفنانة إن الفيديو الذي يعرضه موقع يوتيوب مثلا، يحصل الفنان في أوروبا مقابله على حقوق التأليف، وأضافت أنه إن كان نفس الأمر معتمدا في الجزائر فلا بأس، خاصة وأن التنقل لحضور الحفلات ليس متاحا للجميع. وفي هذا السياق أكدت الفنانة على رغبتها في الغناء في جميع ولايات الوطن، وأشارت إلى الجولة الفنية الملغاة بسبب ضيق الوقت، التي كان من المنتظر أن تلي حفلها بالعاصمة يوم السبت المقبل.
يذكر أن حفل يوم السبت المقبل بالموقار، هو بداية برنامج فني يتضمن حفلين بمدينة مونبلييه الفرنسية في 7 و8 مارس، ثم حفلا في الحادي والثلاثين مارس في مقر بلدية الدائرة 11 بباريس، ثم حفلا بسان جاك دي كومبوستيل بإسبانيا في الـ4 من أفريل، تليه مشاركة في مهرجان فاس بالمغربة شهر ماي المقبل.. فيما أكدت الفنانة عن عدم تلقيها أي دعوة للمشاركة في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية إلى غاية الساعة.