تدهور حقوق الإنسان بعد تأخر مساعدات الدول المانحة ونفاذ المحزون
تنطلق، اليوم، التظاهرة الرياضية الدولية ماراطون الصحراء في طبعته 15، بمخيمات اللاجئين الصحراويين، بتندوف، تحت شعار “من أجل مساندة الأطفال الصحراويين”، وسط مشاركة واسعة من دول العالم، وذلك بالموازاة مع الذكرى 39 لإعلان قيام الجمهورية العربية الصحراوية، حيث أكّد وزير الرياضة الصحراوي أن الهدف من التظاهرة هو توسيع شبكة التضامن الدولي للقضية.
وفي هذا الصدد أوضح وزير الرياضة والشباب الصحراوي محمد مولود محمد فاضل في تصريح لـ “الشعب”، أن طبعة ماراطون هذا العام تتميز بمشاركة 30 جنسية من كل القارات، وهو ما يعطي التظاهرة بعدا عالميا في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها مخيمات اللاجئين في الآونة الأخيرة لاسيما فئة الأطفال.
وكشف محمد فاضل في هذا الخصوص انخفاض عدد الأطفال المشاركين في برنامج العطل الصيفي الذي أطلقته الجمهورية منذ 1976 لتحسين ظروف حياتهم الصحية والتعليمية من 8 آلاف إلى 4 آلاف طفل بين فترة 2008 إلى 2013، داعيا إلى تكثيف الجهود في هذا المجال للتكفل والتنسيق مع مكاتب جبهة البوليساريو في الخارج لدعم الطفل الصحراوي.
ويشارك اليوم في الماراطون أكثر من 500 عداء يمثلون دول العالم، منها الجزائر وأمريكا واستراليا والسويد والبرازيل وغيرها...، حيث أكد وزير الرياضة الصحراوي مشاركة 180 عداء من الجزائر الشقيقة، مشيرا إلى أهمية التظاهرة وتأثيرها في الرأي العام ووسائل الإعلام، لما لها من شعبية واسعة في أوساط الشباب.
من جهته أوضح رئيس مؤسسة الهلال الأحمر الصحراوي بوحبين يحي بوحبين، أن وضع حقوق الإنسان في الصحراء يسجل تدهورا مستمرا، بعد تأخر مساعدات الدول المانحة لاسيما من المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع والضروري للحياة.
وأوضح المسؤول في ندوة صحفية عقدتها اللجنة التنظيمية للماراطون بولاية السمارة، أمس، أن الأوضاع الإنسانية ستزداد تأزما خلال السنة الجارية، استنادا لتقارير مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين الصحراويين، مؤكدا نفاذ مخزون المواد الغذائية بداية شهر جوان القادم.
وأكّد المتحدث عدم إعطاء أي دولة موافقتها لتقديم المساعدات في الوقت الحالي، معتبرا أولوية الوضع السوري والفلسطيني وفي عدة دول للمساعدات جرّاء الحروب والأمراض، قائلا إن الصحراويين يحتاجون إلى مواقف سياسية لدعم كفاحهم ضد الاستعمار.
وتجدر الإشارة إلى أن ماراطون الصحراء يعد أكبر تظاهرة رياضية تسعى من خلالها الجمهورية العربية الصحراوية إلى تفعيل كل القطاعات في وعاء واحد لخدمة الجانب السياسي وهو توسيع شبكة التضامن الدولي في ظل الظروف الاجتماعية الصعبة.
وتراهن الحكومة الصحراوية بكل مؤسساتها على تنظيم الماراطون تمهيدا للمشاركة في الألعاب الأولمبية الإفريقية المزمع تنظيمها سبتمبر المقبل في جمهورية الكونغو الديمقراطية مثلما أكّده وزير الرياضة محمد فاضلي محمد.