وقعت، أمس، وزارة التربية الوطنية بروتوكول تعاون مع المحافظة السامية للأمازيغية بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم، بحضور وزيرة القطاع نورية بن غبريط، التي أكدت أهمية اتفاقية الشراكة التي تقضي بتعميم تعليم اللغة الأمازيغية وطنيا، مشيرة إلى ضرورة ترقية اللغة بكل مكوناتها في المسار التربوي، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الهوية الوطنية.
في معرض حديثها ذكرت بن غبريط، أن دائرتها الوزارية سخرت كل الإمكانات المادية والبشرية التي من شأنها تطبيق الاتفاقية على أرض الواقع، وإعطائها بعدا وطنيا لترقية وتحسين اللغة نزولا عند رغبة المحافظة، معتبرة البروتوكول قاعدة متينة ولبنة أساسية في تعميم الأمازيغية عبر القطر الوطني.
ويشكل بروتوكول التعاون، الذي وقع بقاعة سينما الخيام بالعاصمة، أرضية مشتركة للعمل المستقبلي في مجال ترقية اللغة الأمازيغية مثلما أكدته بن غبريط، منوهة بالجهود المبذولة طيلة سنوات للاستثمار في العنصر البشري، الذي يعد الطفل حلقته الأساسية.
وشددت بن غبريط، خلال إشرافها، رفقة الأمين العام للمحافظة الهاشمي عصاد، على تنصيب لجنة وطنية تقنية مشتركة لمتابعة البروتوكول وتمكين الممارسين المهنيين من تخطي العراقيل التي من شأنها تأخير المشروع، موضحة أن نجاح المدرسة الجزائرية يتطلب إقامة آليات الدعم المباشر الذي ستحظى به الاتفاقية.
من جهته، أدلى الأمين العام للمحافظة الأمازيغية الهاشمي عصاد، بكلمة عبّر فيها عن إرادة الدولة في ردّ الاعتبار للأمازيغية بكل أبعادها الوطنية مع ترقية كل متغيراتها اللغوية المختلفة والمتداولة في الجزائر، قائلا إن البروتوكول ترجمة واضحة للإرادة الحقيقية لذلك، بعد التراجع المحسوس الذي سجل في بعض الولايات.
وثمّن عصاد، حضور وزيرة التربية بالمناسبة، معتبرا ذلك دليلا على تضافر جهود كل مؤسسات الدولة لضمان ترقية اللغة الأمازيغية، مشيرا إلى أهمية تقييم المسار المحقق على مدار 20 سنة من إدراجها في المنظومة التربوية، والتكفل بكل حكمة وموضوعية وجدية بهذا الملف، لإقرار البعد الوطني لهذا التعليم وترسيخه في الأذهان.
كما راهنت بن غبريط على عمل اللجنة التقنية الوطنية لمتابعة بروتوكول التعاون، حيث تشكلت من ممثلي وزارة التربية الوطنية وممثلين عن المحافظة السامية للأمازيغية من عدة ولايات، على غرار قسنطينة وتيزي وزو وغرداية وغيرها..، ومن المقرر مباشرة وضع أرضية عمل مشتركة على المدى القريب لتقييم المشروع.