طباعة هذه الصفحة

«النجـم والشجـر يسجدان»

آيات القدرة في القرآن الكريم كثيرة وعديدة وجميعها تشير إلى عظمة الله وجليل سلطانه الذي يشتمل الوجود ظاهره وباطنه معلومه ومكنونه وما نحيط به أو نجهل منه وصدق الله العظيم {وما أوتيتم من العلم الا قليلاً}، (آية 85 الإسراء) وثمة ما يثير الابهار ويستدعي التأمل ويتجاوز الابصار إلى نور البصائر وعمق اليقين بكل تجليات الايمان والتسليم في مواضع عدة تحملها آيات الذكر الحكيم من ذلك قوله تعالى {والنجم والشجر يسجدان}، (آية 6 الرحمن) وسجد بمعنى خضع ويقال سجدت السفينة للريح أي أطاعتها ومالت ميلتها وسجود النجم والشجر بمعنى الخضوع والامتنان لقدرة الله ومشيئته وكلنا يعرف عملية التمثيل الضوئي «الكلورفيلي» للنباتات وامتصاص ثاني أكسيد الكربون وإفراز الاكسوجين لتوفير الهواء النقي اللازم لاستمرار دورة الحياة كما نلحظ دور الاشجار في توفير الظل بتفاعل منضبط مع حركة الشمس في الفضاء وأن ثمة علاقة مباشرة بين الاشجار والنجوم وبخاصة الشمس التي تعد مصدرا لعملية التمثيل الضوئي وإن العلاقة المنتظمة والدقيقة بلا إخلال أو اختلال انما تعكس خضوعاً لناموس القدرة والمشيئة الربانية.
وقد أثبت العلم الحديث أن الاشجار تصدر أصواتا وذبذبات عند قطعها ولا جديد أن سلمنا بأنها تسبح بحمد خالقها تنزيها وتقديسا وخشوعا، {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم}، (آية 44 الإسراء). {وأن من الحجارة لما يتفجّر منه الأنهار وأن منها لما يشقّق فيخرج منه الماء وأن منها لما يهبط من خشية الله}، (آية 74 البقرة).
 أما النجوم والكواكب فقد سجلت الابحاث انها تصدر صوتا كالنبض وكأنها قلب يدق فضلا عن علاقتها بالمجموعة التي تتبعها وتدور في فلكها والمحكومة بمسافات ومجالات تضمن استمرارها بلا اصطدام أو ارتطام وتأمل دورة القمر وحركة الشمس لنستخلص دون عناء قدرة الله فيهما وخضوعهما لتقديره.
 ويروي عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ انه سمع تسبيح الحصي بين يديه وانه دعي الشجرة للمثول بين يديه فتحكت وانتقلت من مكانها لتقدم برهاناً للمشركين على صدق نبوته وكمال رسالته يضاف إلى ذلك حادث الانشقاق إذ انشق القمر الى نصفين وظهر في اتجاهين متقابلين في وقت واحد، وتلك دلالات علي أن الموجودات مأمورة بإذن الله وهي تسجد وتسبح خضوعاً لله وحمدا وعلي النسق الذي يتفق وطبيعتها وامكانياتها التي أتاحها الله لها ومن كمال الايمان ان نثق ان الله علي كل شيء قدير وانه وهاب بلا حدود فعال لما يريد وتبارك الله أحسن الخالقين.