أحيت، أمس، المديرية العامة للأمن الوطني اليوم الوطني للشهيد، مبرزة أهمية المناسبة التي جمعت بين جيلي نوفمبر والاستقلال.الاحتفالية التي أشرف عليها اللواء عبد الغني هامل بمدرسة الشرطة علي تونسي، كانت فرصة للوقوف على التاريخ الطويل لكفاح هذا الشعب في معركة الحرية واستعادة السيادة.
احتضن منتدى الذاكرة للأمن الوطني، أمس، ندوة تاريخية، نشطها أستاذ تاريخ الحركة الوطنية والثورة التحريرية الدكتور لحسن زغيدي، بحضور شخصيات وطنية، أكد من خلالها أهمية ترسيخ قيم الشهيد، وعظمة التضحيات من أجل الحرية في نفس وأذهان الأجيال الحاضرة من رجال الشرطة.
وعاد زغيدي، إلى أولئك الشهداء الذين لم يلههم عن الوطن والحرية أي شيء مقدمين أنفسهم فداء لها.
وأفاد زغيدي أن اعتماد 18 فيفري يوما وطنيا للشهيد، جاء بهدف الرجوع بذاكرة الشعب إلى البطولات والمقاومات والثورات الشعبية التي كانت البدايات الجهادية لثورة التحرير وما قدمته من تضحيات وأرواح من أجل انتزاع الحرية من قبضة العدو الفرنسي، ولكي يعيش شعبنا سيدا كريما متراحما فيما بينه.
وقال الأستاذ أنها فرصة يستعيد من خلالها الشعب الجزائري شريط التضحيات والدم والنار والعذاب وجثث الشهداء الذين أشعلوا لهيب الحرية وكانوا المصباح الذي أنار درب السيادة والاستقلال، وجروح أيام الاستعمار الفرنسي، حتى يربط بين الماضي والمستقبل، ليتذكر أن هؤلاء الشهداء ماتوا في خندق واحد من أجل حريته.
وفي استعراضه لبيان نوفمبر حدّد زغيدي، الأهداف الأساسية التي كانت تسعى الثورة الجزائرية إلى تحقيقها من حرية واستعادة السيادة الوطنية، وبناء الدولة المنشودة تحت غطاء العدالة والمساواة واحترام الحريات الأساسية.
وأعطى زغيدي خلال عرضه لأهم مراحل الكفاح والتضحيات التي عرفتها الثورة التحريرية جملة من التوصيات لجيل ما بعد الاستقلال، حرص من خلالها على تمجيد ثورتنا واستخلاص العبر منها خاصة وأن ثورتنا تعد من أكبر ثورات العالم في القرن الـ20 وحررت شعبنا وغيره من الشعوب والأمم في وقت مازالت وثيقتها الأولى - بيان أول نوفمبر - مرجعية لكل الشعوب.
كما حرص زغيدي على ضرورة إعادة روح نوفمبر إلى أجسادنا وقيمها إلى الذاكرة، وإدخال أبجدياتها إلى المدارس والمؤسسات الإعلامية حتى نتعلم قيم التضحيات ونغرس قيم الحرية ونثمّن قيم القدرات بين الأجيال.
وأشار زغيدي هنا إلى تضحيات رجال الأمن الوطني، حيث وقف وقفة إجلال وخشوع لشهداء الواجب الوطني من رجال الأمن الوطني والذين بلغ عددهم 500 شهيد منذ الاستقلال إلى يومنا هذا.
وتطرّق زغيدي بلغة الأرقام إلى ضحايا الألغام التي ما تزال تحصد أرواح الأبرياء مسجلة بذلك بشاعة المستعمر الغاشم، حيث كشف عن تسجيل وزارة المجاهدين لـ4 آلاف قتيل، وآخر ضحاياها عائلة بولاية تلمسان خلال الأسابيع القليلة المنقضية، مبرزا أنه لا توجد خرائط خاصة بهذه الألغام وأن الجيش الوطني الشعبي كان له الدور الكبير والمحوري في انتزاع حوالي 9 ملايين لغم، حيث أثنى بالمناسبة على الدور البطولي الذي يقوم به عناصره لنزع هذه الألغام.
وفسح المجال بعدها لتكريم المدير العام للأمن الوطني لعدد من رجال الأمن المتقاعدين من رجال الشرطة الذين دافعوا عن أمن هذا الوطن، كما كانت المناسبة فرصة لتكريم الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء طيب الهواري.
كما حظي الدكتور محمد لحسن زغيدي بتكريم من طرف السيد اللواء المدير العام للأمن الوطني اعترافا له بالجهود العلمية والبحوث التي يقوم بها في مجال تذكير جيل الاستقلال ببطولات أسلافهم عبر مختلف حقب التاريخ، ليختتم الحفل بإلقاء عون الشرطة كوبة عكاشة قصيدة شعرية ، تحت عنوان ‘’أمنية شهيد المقصلة’’.