توج اللقاء الاقتصادي الجزائري القطري، أمس، بإقامة الميثاق، باتفاق على ضبط مواعيد لتجسيد مشروع الشراكة الثنائية يسمح بإنشاء مركب الحديد والصلب ببلارة، بقيمة استثمارية تناهز 2 ملياري دولار.
اللقاء الاقتصادي، الذي جرى تحت إشراف وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، ومساعد وزير الخارجية القطري لشؤون التعاون الدولي الشيخ محمد بن عبد الرحمان بن جاسم آل ثاني، محطة هامة في متابعة تجسيد قرارات اللجنة المشتركة العليا التي ترأسها بالدوحة يومي 23 و24 نوفمبر الماضي الوزير الأول عبد المالك سلال، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ويتوقع أن يوفر المركب، الذي يوضع حجره الأساسي مطلع شهر مارس الداخل، أكثر من 3000 منصب شغل، بحسب ما كشف عنه وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، مؤكدا أن أفواج عمل مشتركة بين البلدين تنكب في الوقت الراهن على دراسة مشروعين آخرين لإنتاج «الفوسفاط» والأسمدة الكيماوية الموجهة للقطاع الفلاحي.
قال عبد السلام بوشوارب، وزير الصناعة والمناجم، خلال اجتماع جمعه بجنان الميثاق بمساعد وزير الخارجية القطري لشؤون التعاون الدولي، الشيخ محمد بن عبد الرحمان بن جاسم آل ثاني، إن وضع حجر أساس المشروع الاستثماري الهام في مجال الحديد والصلب بـ»بلارة» بجيجل، المقرر في العشرة أيام الأولى من شهر مارس الداخل، يعول عليه في تقليص فاتورة استيراد مادة الفولاذ بغلاف مالي لا يقل عن 10 ملايير دولار. وستبلغ قيمة الاستثمار في المرحلة الأولى 2 ملياري دولار لإنتاج 2 مليوني طن من الفولاذ سنويا، وينتظر أن يرفع سقف الإنتاج إلى 4 ملايين طن في آفاق 2019.
ولم يخف وزير الصناعة، بالنظر إلى أهمية المشروع، أن رئيس الوزراء القطري، سيشرف شخصيا على وضع حجر الأساس، عقب عقد اجتماع مجلس إدارة المركب في 25 فيفري الجاري. ومن المرتقب أن يعكف مجلس إدارة المركب، على رفع رأس مال الشركة، يتعلق الأمر بالشركة المختلطة «الجزائر قطر ستيل» الذي يبلغ في المرحلة الأولى 10 ملايين دولار.
وذكر بوشوارب، أن اللقاء الاقتصادي الذي جمعه بمساعد الوزير القطري، استكمالا لما توجت به الزيارة التي قام بها الوزير الأول عبد المالك سلال إلى قطر شهر نوفمبر الفارط، وتجسيدا لما أثمرته أشغال اللجنة المشتركة بين البلدين، حيث تم الاتفاق على عقد لقاء اقتصادي ثانٍ بالجزائر للوقوف على تطبيق أجندة المشاريع المشتركة.
وأوضح الوزير، أن برنامج الشراكة الاقتصادي بين البلدين، يضم مركب الحديد والصلب بـ»بلارة» ومشروعين آخرين للفوسفاط والأسمدة بكل من سكيكدة ووادي الكبريت، التي شرعت فيها أفواج العمل بالتحضير والدراسة، كونها مشاريع مهمة لتغطية الطلب المحلي للأسمدة، كمرحلة أولى ثم التوجه نحو التصدير في آفاق 2019.
وبحسب بوشوارب، ينتظر أن يكون المشروعان جاهزين للتجسيد شهر جويلية المقبل، حيث تنتهي الدراسة ويتحدد رأسمال الشركتين، معلنا عن فتح نقاش حول إمكانية بناء شراكة لإنتاج الذهب، مع إمكانية برمجة مشاريع أخرى لم يتم تحديدها بعد. وعبّر الوزير عن طموح الدولتين للوصول إلى أبعد حدّ في توسيع الشراكة لخلق الثروة.
وفي ردّه على سؤال مندوبة «الشعب»، بخصوص عدد مناصب الشغل التي يمكن للمركب أن يستحدثها، صرح بوشوارب أنه يتوقع أن يوفر 3000 منصب شغل مباشر وعدة مشاريع غير مباشرة.
من جهته، الشيخ محمد بن عبد الرحمان بن جاسم آل ثاني، مساعد وزير الخارجية القطري لشؤون التعاون الدولي، أدرج التعاون الاقتصادي والشراكة القائمة بين البلدين في إطار تعزيز العلاقات الثنائية وتعميق التعاون في عدة مجالات.
وقال إن ما جرى، أمس، بإقامة الميثاق، يدرج ضمن تطبيق ما أوصت به أعمال اللجنة المشتركة المنعقدة بقطر.
ولن يقتصر، بحسب ما أكد ضيف الجزائر، التعاون بين الجزائر وقطر على مركب الحديد والصلب، بل يمتد إلى عدة مشاريع أخرى قيد الدراسة، بهدف تلبية طلب السوق المحلي للجزائر والتصدير نحو الخارج.