طباعة هذه الصفحة

بسبب غياب مخطط نقـل بالمدينة

فوضى في حركة المرور بسكيكــدة

خالد العيفة

يبقى مشكل الازدحام يؤرق سكان مدينة سكيكدة خاصة في ظل فوضى النقل وغياب مخطط النقل بالمدينة، حيث لا تزال مختلف الأحياء والشوارع الكبيرة تشهد حالة اختناق مروري، ومرد ذلك إلى تأخر مديرية النقل في الإفراج عن مخطط النقل الجديد للقضاء على المواقف المؤقتة التي تحولت إلى دائمة وعكّرت صفو حياة المواطنين، بالأخص عند «باب قسنطينة»، حيث تنتشر الفوضى بكل تجلياتها، فالشوارع مكتظة والطرقات مزدحمة، ليتكرر المشهد يوميا وطيلة الأسبوع، حيث بات الازدحام المروري هاجسا يؤثر على صحة ونفسية المواطنين وعائقا يقف في وجه العمال والمتمدرسين، على حد سواء.
أزمة السير هذه التي تعرفها مدينة سكيكدة منذ أعوام أخذت في التفاقم هذه السنة إلى حد الشلل خصوصا بعد الاضطرابات الجوية الأخيرة التي زادت الطين بلة، حيث إن السيول والأوحال غمرت الطرقات الرئيسة والفرعية التي تحولت إلى كابوس لمستعملي الطرقات من أصحاب المركبات إلى درجة أن بعض المركبات تستغرق أكثر من ساعة للوصول إلى وسط المدينة، وهذا في غياب سياسة تخطيطية واضحة للحد من هذه الأزمة خاصة في أوقات الذروة، وعلى مستوى أهم الطرق الرئيسية وبشكل أكثر على مستوى شارع الأقواس، والطريق الوطني رقم 3 ابتداء من حي سيسال إلى مفترق الطرق بالقرب من مدرسة التكوين شبه الطبي نظرا لتدهور هذا الجزء من الطريق الذي ساهم في شل حركة المرور، ناهيك عن حي مرج الذيب وشارع بشير بوقادوم، حي لاسيا، حي الإخوة ساكر خاصة في أيام الأسواق الأسبوعية وساحة الشهداء.
وما عزّز هذه الظاهرة، افتقار المدينة إلى مشاريع حقيقية للحد من ظاهرة الاختناق المروري كمد الجسور وإنجاز طرق اجتنابية وأنفاق صغيرة داخل المدينة، وخلق مساحات للبيع عوض استغلال الباعة المتجولين للطرقات والأرصفة وكذا إحداث حظائر للحد من التوقف الفوضوي للسيارات الذي ساهم في تفاقم أزمة المرور، وتنظيم توزيع الخطوط الحضرية للنقل الجماعي التي تساهم هي الأخرى في تفاقم الأزمة على مستوى محطات التوقف الفرعية منها والرئيسية، يقدر عددها بمدينة سكيكدة بـ24 خطا موزعة على 272 ناقلا بـ329 حافلة، بالإضافة إلى 30 حافلة كبيرة لمؤسسة النقل الحضري.
ومن جهتها، مصالح مديرية النقل أقرت سابقا أنه وبهدف القضاء على ظاهرة الازدحام في حركة المرور المسجلة على مستوى المدينة وتحقيق مرونة فعالة في حركة المرور، تمّ الشروع في إعداد دراسة لوضع مخطط نقل جديد عبر المدينة،إلا أنّ هذه الدراسة لم يظهر عنها أي خبر ممّا يؤكد استمرار معاناة المواطنين.
وقد أوضح مسؤول الأمن العمومي بسكيكدة، محمد تلمساني، لجريدة «الشعب» خلال الندوة الإعلامية الأخيرة بمقر الأمن الولائي،» أن أسباب الازدحام المروري الرهيب الذي تعرفه المدينة خلال السنوات الأخيرة يعود بالدرجة الأولى إلى مخطط النقل الحالي المعتمد من طرف السلطات المحلية، مشيرا إلى أن مصالحه بصفتها عضوا في لجنة النقل قدمت مقترحات للحدّ من هذه المشكلة التي تؤرق السائقين وحتى الراجلين»، مؤكدا على «وجود العديد من النقائص منها انعدام الأضواء الثلاثية، لتنظيم المرور خاصة أمام المدارس ومعابر للراجلين وإشارات المرور، وأرصفة عالية تمنع من ركن المركبات، مؤكدا بأن مخطط المرور في أية مدينة يكون تطبيقه مرتبطا بالفصل أولا بمخطط النقل بجميع جوانبه من حيث إشكالية نقاط التوقف للحافلات وسيارات الأجرة لكونه الإشكالية الأساسية في المدينة، مع دراسة احتياجات الخطوط دراسة دقيقة ومعالجة المشكلة تتم بتخصيص مكان توقف وبناء المواقف وتحديد احتياجات كل خط حتى يكون التوزيع عادلا».