طباعة هذه الصفحة

أعضاء من الطّاقم الحكومي، شخصيات سياسية وفنية

لعبيـــدي: آسيـــا جـــبار تبقـــى إشعــاعا في سمـــاء الأدب العــالمي

هدى بوعطيح

 تعود أيقونة الأدب الجزائري آسيا جبار إلى أرض الوطن، بعد غياب دام أكثر من 35 سنة ليس لملاقاة قرّائها ومحبّيها، أو تنظيم ندوات أدبية، وإنّـما لتشيّع إلى مثواها الأخير بشرشال، بعد أن أوصت فقيدة السّاحة الأدبية قبل رحيلها أن تدفن في الجزائر، وأن يحتضن جسدها تراب هذا الوطن، الذي بالرغم من مغادرتها له إلاّ أنّها بقيت مرتبطة به، بذاكرتها وبأعمالها الأدبية التي أبانت عن وطنيتها وتعلّقها به.
جوّ مهيب خيّم أوّل أمس الخميس على قصر الثّقافة مفدي زكريا، وهو يحتضن جثمان الأديبة آسيا جبار، التي سلّمت روحها إلى بارئها بداية الأسبوع المنقضي.
حضور كبير شهده قصر الثّقافة مفدي زكريا لشخصيات سياسية وثقافية وفنية تتقدّمهم وزيرة الثّقافة نادية لعبيدي، وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة مونية مسلم، الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية عز الدين ميهوبي، وأيضا عشّاق كتابات وروايات آسيا جبار، والذين أبوا إلاّ الحضور لمشاركة عائلة جبار عزائها وتوديع الأديبة إلى مثواها الأخير، وإلقاء النّظرة الأخيرة عليها من بعيد، بعدما لم تتح لهم فرصة الالتقاء بها على قيد الحياة والاستماع بأعمالها الأدبية.
ففي حدود الساعة الخامسة مساءً، وصل جثمان الفقيدة آسيا جبار مسجى بالعلم الوطني إلى قصر الثقافة مفدي زكريا قادما من فرنسا، مرفوقا بوالدتها وعائلتها المقرّبة، وبعد قراءة الفاتحة والوقوف دقيقة صمت على روحها الطّاهرة، تقدّمت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي بكلمة تأبينية ألقاها نيابة عنها الشاعر إبراهيم صديقي، أشادت فيها بخصال ومآثر فاطمة الزهراء إمالحاين، وبالموروث الأدبي الذي تركته.
وقالت لعبيدي :»مصابنا جلل في فقدان الأديبة والمثقّفة والأستاذة آسيا جبار»، مشيرة إلى أنّه برحيلها يأفل نجم ساطع في عالم الفكر، ويبقى شعاع ينبض في سماء الأدب العربي والعالمي لينير طريق الأجيال القادمة.
وأضافت نادية لعبيدي بأنّ السّاحة الثّقافية العالمية شاهدة على إسهاماتها وموهبتها وبصيرتها النّقدية، وهي التي اعتبرت متدفّقا في الأدب الحديث، وانخرطت في شبابها في الحركية الأدبية بوعي وطني كبير، مشيرة إلى أنّ آسيا جبار كانت تحمل الوطن في أعماقها، حيث نبض قلبها ونطق لسانها بما اختزلته ويختزله الوطن الأم من آهات وآلام منذ الثورة التحريرية المظفّرة بداية بروايتها «العطش» التي كتبتها في العشرين من عمرها، لتعمل على إثراء المكتبة العالمية بعدد من الأعمال الخالدة.
كما كتبت آسيا جبار ـ تقول لعبيدي ـ عن العنف في تلك الفترة العصيبة التي هزّت الجزائر، وبحس عميق بعد نتاج نفسي لما يعانيه وطنها.
وأضافت أنّه بالرغم من تميّز أسيا جبار وعبقريتها، يبقى المراقبون والمهتمون أمام سؤال كبير: «لماذا حرمت آسيا جبار من جائزة نوبل للآداب؟»، وأبرزت وزيرة الثقافة بأنّ الأديبة الرّاحلة بقيت وفيّة لوطنها، قائلة: «لا عزاء لنا فيما قدّره المولى عزّ وجلّ إلاّ التّسليم لمشيئته، الجزائر خسرت أديبة كبيرة لكنّها تركت إرثا حافلا وخالدا للثّقافة الوطنية والعالمية».


ڤرين في تصريح لـ «اشعب»
كتب آسيا جبار تحمل حبّا للجزائر

أكّد وزير الاتصال حميد ڤرين في تصريح لـ «الشعب» على هامش جنازة الراحلة أسيا جبار، على أنّه اطّلع على مجمل كتب الرّاحلة وتأكّد له بأنها تتحدّث جميعها عن الجزائر، وحتى في حال ما لم يحصل ذلك بصريح العبارة، فإنّه يمكن قراءة ذلك ما بين السطور، كما قال عنها بأنّها كانت لها الجرأة على الحديث عن حبّها وتمسّكها ببلادها الجزائر خلال الثورة التحريرية أمام جمع يتكون من 39 أكاديميا فرنسيا، الشيء الذي كان لا يقوى عليه كثيرون وسجّلت بذلك أسمى درجات النّضال ضدّ المستعمر.
ع ــ م