قال رئيس سلطة الضبط السمعي البصري ميلود شرفي، إن تخليد ذكرى الوطني للشهيد، والتي تجسد معالم بارزة في سجل التاريخ الجزائري الحافل بالأمجاد والبطولات، تأكيد للانتماء لهذا الوطن ولمسيرته، وإنجازاته الحضارية.
وأشاد شرفي، في منتدى الجمهورية، بالتنسيق مع جمعية «مشعل الشهيد»بدور الدولة والجهود الإيجابية لتقوية سياسة قانون الإعلام والسمعي البصري في الجزائر، وقال في كلمة ألقاها، أمس أمام الأسرة الإعلامية بمقر الجريدة، «سلطة الضبط، إشراقة عهد إعلامي جديد»، وأكد على دورها الرقابي في متابعة المستجدات لتطوير الصحافة المكتوبة وقطاع السمعي البصري، ووعد باستكمال المسيرة ومواصلة العمل على طريق تحقيق المزيد من الإنجازات، خلف ما وصفه بالإعلام الهادف، الذي يجعل من خدمة الوطن ومجتمعه العنوان الأبرز لكل إنجاز، والغاية الأهم ـ يقول نفس المتحدث ـ تنوير أذهان الناشئة وربط الأجيال الجديدة بمن سبقهم.
وأضاف شرفي أن الرهانات، تتطلب اليوم من الجميع عملا جادا ومنظما، يجسد حجم المسؤولية لتعزيز القيم والأفكار ذات الصلة بالثورة والدفاع عن مقوماتها التاريخية وثوابته الوطنية ومضامينها وأبطالها، ودعا شرفي، إلى الحرص على استكمال مشروع بيان الفاتح نوفمبر، في ضوء العمل على المتابعة المستمرّة والإهتمام المتواصل بالتاريخ وصناعه، وثمن شرفي البدور البطولي الذي لعبه الإعلام الجزائري في إسماع صوت الجزائر في المحافل الدولية، وأّكد سعيه الدائب ليكون ركيزة أساسية في بناء الدولة، وتابع أن طريق الرقي سطره الشهداء، مشيدا بالمواقف الوطنية والجرأة التي أبداها الصحفيين والإعلاميين في عملهم الإعلامي في كافة الميادين والذين قدموا التضحيات الجسام خلال العشرية السوداء.
وقال والي وهران، عبد الغني زعلان، «حب البلاد قضية، ودعا إلى توسيع مثل هذه اللقاءات وأن تكون مفتوحة للتلاميذ والطلبة لربط الماضي الحي بالحاضر والمستقبل، وأكد محمد عباد رئيس جمعية مشعل الشهيد، أن الجزائر، تحتفل بيوم الشهيد حتى لا تنطفئ شعلة نوفمبر، وهي رسالة إلى جيل الإعلاميين الشباب الذين سيواصلون مسيرة نور الدين عدناني وغوتي شقرون، وهما من الوجوه الإعلامية التي ساهمت في الحفاظ على الذاكرة التاريخية للجزائر، تم تكريمهما أمس على هامش الندوة الإعلامية، التي نظمتها جريدة الجمهورية، ذلك بالتنسيق مع جمعية مشعل الشهيد، إذاعة وهران ومحطة التلفزيون ومديرية المجاهدين، ذلك في إطار فعاليات الأسبوع الثقافي والتاريخي الخامس عشر، المنظم تحت شعار «مساهمة الإعلام في الحفاظ على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهيد إلى الأجيال»، وهذا بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد المصادف لـ18 فيفري.
الدكتور بن طمور: وسائل الإعلام مدعوة للحفاظ على مكتسبات الثورة
قال الدكتور عبد العزيز بن طمور، أستاذ بجامعة وهران، أن الجزائر، عاشت استعمار ونالت الاستقلال، بعيدا عن الانتداب والحماية، وهي واحدة من أخطر أشكال الاستعمار الذي عانته ولا تزال دول الجوار، يضيف المصدر، مستدلا بطريقة الغرب في التعامل مع بعض القضايا العربية.
وأضاف أن الجزائر تسلّحت بالثورة ضد المستعمر ولا تزال تواجه مختلف المخاطر عن طريق الإعلام والاتصال، كلها إنجازات «تحسد عليها الجزائر»، وهو ما جاء في بعض ملاحظات، الأستاذ عبد العزيز بن طمور، حول «علاقة الإعلام بالذاكرة الوطنية»، أثرى بها أمس منتدى جريدة الجمهورية بوهران، مؤكّدا أن الإعلام، يحمل على عاتقه، مسؤولية كبيرة، التزاما بمسؤولياته التشاركية في حفظ أمن واستقرار الوطن، مستنكرا في تدخّله غياب المنحى الحقيقي للإستغلال الهادف للإمكانيات البشرية التي يزخر بها القطاع، خاصة ما تعلق بصون مكتسبات الثورة والإجابة على عديد الأسئلة المبهمة، التي تستدل بها عديد الأطراف للتشكيك في إنجازات الجزائر، يضيف المتحدّث.
وحذّر في هذا الصدد من سياسة التجزئة والتفريق، مؤكدا أن الرياح وتوابعها بدأت تصل المغرب، ودعا في السياق إلى «ضرورة تكثيف الاتصال بين الهيئات ومؤسسات الدولة وبين مؤسسات الإعلام والاتصال، ولفت الأستاذ إلى أن القطاع، واحد من أهم أسلحة الدولة في تحقيق الأهداف المسطّرة، مؤكّدا أن حرية التعبير، حق أساسي، تضمنه الجزائر، وأشار في حديثه إلى قنوات وجرائد، تمارس عملها ونشاطها بعيدا عن أي ضغط أو تقييد، مؤكدا، أن وضع الجزائر في الخانة 122 عالميا في مجال حرية التعبير والصحافة، «ترتيب سياسوي لا يعكس الواقع»، وأشار إلى دول، رفعتها تقارير إقليمية ودولية إلى المراتب الأولى، لا تضمن ـ حسبه ـ الحريات الأساسية وحقوق الإنسان، بمن فيها المرأة.
خريطة الجزائر توجد بمقابر الشهداء
وبالمناسبة، أكد المجاهد نور الدين عدناني في كلمته، أن الأرض الجزائرية «تكتنز بأغلى ما جادت به الجزائر»، وقال المصدر وهو واحد من الوجوه الإعلامية البارزة على الساحة الوطنية، «أن خريطة الجزائر توجد بمقابر الشهداء»، وأضاف أن اللقاء فرصة للتعبير عن اقتراحه، القاضي بأن تكون للمقابر «حالة مدنية»، وتابع عدناني حديثه بالقول «روح الشهداء، تترقّب خطانا»، محذّرا من ما وصفه بالاستعمار «المدفون»، في إشارة منه إلى عديد التهديدات، يتصدرها الكمبيوتر وما تحتويه مواقعه الإلكترونية، من مغالطات وحقائق مزيفة عن الثورة، يضيف المجاهد الإعلامي، نور الدين عدناني، أنجز أكثر من 36 حصة تلفزية، تحت عنوان من ذكريات الكفاح.
توثيق الفعل التاريخي بالصورة والصوت
بدوره الإعلامي، غوتي شقرون، ألّح على توثيق الفعل التاريخي والثقافي والعلمي بالصورة والصوت، «حتى لا تندثر الذاكرة»، يقول الأستاذ شقرون، أن الولاية الخامسة التاريخية، لا تزال بحاجة إلى البحث، واستطرد شقرون: علينا بكتابة التاريخ وتكريس الإعلام لتنوير الرأي العام والتصدي لما وصفه «بالإستعمار المدفون»، يضيف الإعلامي المتقاعد، غوتي شقرون، صاحب الـ100 فيلم وثائقي.
وهران: براهمية مسعودة