اعتبر الشاعر بغداد سايح تتويجه بجائزة «حورس الإسكندرية للسرد العربي»، تتويج لكل جزائري قح، مشيرا إلى أن مشاركته في المسابقة فرصة سانحة للتهديف روائيا والحضور إبداعيا في المحافل الدولية.
وأضاف سايح، أنه لا ينتظر الفوز بالجوائز بل هي من تنتظره بفارغ الصبر على طريق الإبداع، حيث يتخيّل الجائزة أميرة تنتظره ليحملها على حصان البوح، وقال إن روايته «إليها المسير» يسير فيها الكاتب بقرائه إلى عوالم ذاتية وإلى ذواتهم أيضا، مؤكدا بأن قارئ الرواية سيشعر فعلا أنه دائم السير نحو لغز ما، وجاءت لتجيب عن سؤال ما الذي نصير إليه؟ من خلال سؤال آخر ما الذي نسير إليه؟.
الشعب: بداية نهنئك على تتويجك بالمركز الأول في جائزة حورس الإسكندرية للسرد العربي عن روايتك «إليها المسير»، كيف جاءت مشاركتك في هذه المسابقة الدولية؟
بغداد سايح: بدوري أهنئكم بهذا التتويج فهو لكم أيضا ولكل جزائريّ قحّ، عن مشاركتي أقول أنها كانت محاولة لدخول عالم الرواية، قرائي اعتادوا أن يروا بغداد سايح شاعرا وبدرجة أقل قاصا، حاولت التجريب في مختلف الأجناس الأدبية، الدخول في مسابقة حورس الإسكندرية للسرد العربي، كان فرصة سانحة للتهديف روائيا، كما هو معروف عني أنني من ثلث فرصة أصنع فرصة حقيقية للحضور إبداعيا، الحمد لله كان التوفيق من الله عزّ وجلّ لأفتك الجائزة الأولى وأضمن حضور روايتي البكر في مختلف المعارض العربية والدولية.
^ «إليها المسير» هي بداية نحو كتابة الرواية، والتي أهّلتك أيضا لافتتاك أولى الجوائز، كيف كانت بداياتك مع هذا النوع الأدبي؟
^^ بدايتي مع هذا النوع الأدبي ترجع إلى أيام الجامعة، كنت قارئا شغوفا بالروايات البوليسية، كتبت بعض المحاولات متأثرا بأغاثا كريستي، بداياتي السردية كانت تدور في مجملها حول الجريمة وأبعادها من إجراءات جنائية، لكن البداية الفعلية كانت مع هذه الرواية الفائزة مؤخرا في مصر، هي خلاصة تجربة لابأس بها في عالم الشعر والقصة، أقول هذا، لأن روايتي لا تخلو من اللغة الشعرية والمتعة القصصية، أعتبر الرواية هنا رافدا كبيرا لفنون أخرى حتى لو لم تكن من بنات الأدب، أظنني سرتُ غير متردد وهذا سرّ نجاح روايتي.
^ وهل كنت تنتظر هذا التتويج؟
^^ بصراحة مع بغداد سايح دائما يتوقّع التتويج، الذي يعرفني يؤكد أن هناك بعض السحر والتميز في علاقتي مع الجوائز الأدبية، الكثيرون يراهنون على أنني سأنال نوبل للآداب ذات يوم، أظن مسألة تتويجاتي تخضع لمبادئ أختصرها في الزرع واختيار الأرض الخصبة ثم الحصاد، لهذا لا أنتظر من أعمالي الطيبة إلا ما هو جميل ورائع ومدهش، أنا طبعا لا أنتظر التتويجات بل هي من تنتظرني بفارغ الصبر على طريق الإبداع، أتخيّل الجائزة أميرة تنتظرني لأحملها على حصان البوح.
^ ماذا تحكي روايتك؟
^^ حفاظا على التشويق وشدّ الأنفس إلى غاية صدور الرواية سأتكتم بعض الشيء، ما أستطيع قوله أنها تقترب من ذاتي كثيرا، يحضر الشاعر بغداد سايح بقوة في روايته مجسّدا علاقته بالشعر والبيئة والوطن، الأهم أنه يخلق حوارا جيدا بين الماضي والمستقبل على طاولة الحاضر، في روايته هذه يسير الكاتب بقرائه إلى عوالم ذاتية وربما سار بهم إلى ذواتهم أيضا، قارئ الرواية سيشعر فعلا أنه دائم السير نحو لغز ما، الرواية جاءت لتجيب عن سؤال ما الذي نصير إليه؟ من خلال سؤال آخر ما الذي نسير إليه؟
^ ما الذي يمكن أن تضيفه هذه الجوائز للشاعر بغداد السايح وللأدب الجزائري؟
^^ الإضافة قد تكون بخلق منابر ثقافية أخرى لم يصل إليها بغداد سايح، هناك أيضا مسألة الانتشار والتسويق الأدبي، وهو ربح حقيقي يمكن نيله عبر مثل هذه الجوائز، وبالطبع أيّ فائدة إبداعية ترجع إلى أديب جزائري، هي بالضرورة تسهم بتجسيد المشهد الأدبي في الجزائر على أجمل صورة، جوائز اليوم تكتسب إضافاتها الحقيقية من خلال أهداف واقعية ومفيدة لا من خلال تكريس روتيني، الجوائز المحترمة لها استراتيجيات خاصة تقضي بترويج أعمال المبدع الفائز بها على أحسن وجه.
^ تتويجات متتالية في مجال الشعر، الرواية والقصة القصيرة، حيث تحصّلت حديثا على جائزة في رام الله في فلسطين عن قصتك «حذاء»، حدثنا عنها؟
^^ تتويجي الأخير بقصة «حذاء» في رام الله تتويج متميز، ذلك أن الإبداع الإنساني يحارب مختلف الظواهر السلبية التي تعاني منها البشرية، قليلة هي الأعمال الأدبية التي عنيت بمشاكل الحروب في قالب فنّي أدبي خالص، جائزة متحف محمود درويش فتحت الأبواب على مصارعها للمبدعين الشباب العرب، الأجمل أن بغداد سايح أخذ ينال جوائز بعيدا عن الحيز الشعريّ ممتدا داخل الحيّز النثريّ، في الأخير هو تتويج يصنعه فضاء الكتابة المتماهي مع قضايانا الإنسانية.