أعرب عدد من مواطني تندوف، الذين اصطفوا في طوابير بمصلحة الاستعجالات الطبية الجراحية، عن عدم رضاهم بسبب تدني الخدمات بالمصلحة المذكورة والتي لا تُوفر سوى طبيب مُداوم واحد في أغلب الحالات، وهو ما يدفع بالكثيرين للتوجه إلى المؤسسة الاستشفائية بحي «تندوف لطفي» والتي ليست بأفضل حال.
رصدت «الشعب»، عشية الزيارة المرتقبة لوزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف، إلى ولاية تندوف، يوميات المواطنين وآراءهم حول الخدمات الصحية المُقدمة بالمستشفى المُختلط «سي الحواس»، حيث لمسنا درجة كبيرة من الاستياء وسط المرضى والذين تساءلوا عن سبب توفير طبيبين للاستعجالات لأزيد من 60 ألف نسمة هم تعداد سكان الولاية، زيادة على عمل هاتين المصلحتين لتلبية حاجيات المرضى الوافدين من مخيمات اللاجئين الصحراويين، ليبقى الضغط النفسي والانتظار الطويل السمة السائدة في مستشفيات تندوف.
ونظمت عشرات النساء وقفة احتجاجية شهر ديسمبر من السنة الفارطة أمام المستشفى المُختلط «سي الحواس»، احتجاجا على «حالة التسيُب والفوضى» التي تعيشها مصلحة التوليد بالمستشفى المذكور، وقد رفعت النساء المحتجات شعارات مطالبة بالتحقيق في حالات الوفيات العديدة التي راحت ضحيتها نساء وأطفال بمصلحة التوليد والتي حمَلن مسؤوليتها للإدارة في ظل غياب أدنى مستويات النظافة والاحترام للمرضى حسب ما صرحت به أنذاك إحدى المُحتجات لـ«الشعب»، وكانت مصلحة التوليد وأمراض النساء قد شهدت تنظيم وقفتين للاحتجاج على الأوضاع المزرية بالمصلحة أمام المدخل الرئيسي للمستشفى في أقل من أسبوع رافعات شعار «أمهاتنا لسن فئران تجارب» وذلك على خلفية تزايد حالات الوفيات بين الأمهات والأطفال بمصلحة التوليد.
ويشتكي معظم المرضى بالمستشفى المختلط «سي الحواس» من تدني مستوى النظافة بمختلف المصالح الاستشفائية، وهو ما وقفت عليه «الشعب» أثناء تجولنا بمصلحة الاستعجالات، حيث تم تكديس النفايات الطبية بشكل عشوائي دون مراعاة الضوابط الصحية وسط تجول للقطط المشردة وانتشار الروائح واتساخ الأفرشة بمصلحة التوليد.