يعد انعدام الأمن بالمواقع السكنية الجديدة من أهم الانشغالات المطروحة حاليا من طرف العديد من المرحلين، حيث تحولت فرحة العديد من العائلات المرحلة إلى سكنات جديدة من نعمة إلى نقمة بسبب ظروف الحياة الصعبة التي اكتشفوها بأحيائهم الجديدة نتيجة انعدام الأمن إذ كان من المفروض أن يتم فتح مركز على مستوى كل موقع سكني جديد، بهدف الحفاظ على السكينة، لكن ذلك لم يحدث إلى غاية اليوم بسبب عدم جاهزية المقرات.
أضحت العديد من العائلات المرحلة إلى الأحياء السكنية الجديدة تعيش حالة من الرعب والخوف نتيجة انعدام الأمن الذي غالبا ما يؤدي إلى وقوع مناوشات وصدمات بين سكان الحي الواحد نتيجة أسباب قد لا تتعدى حب التسلط والزعامة بالإضافة إلى الحالة الاجتماعية للمتشاجرين دون أن ننسى المخدرات والخمور التي أصبحت أكثر ما يجر إلى الأحداث التي لا تنتهي إلا بوقوع إصابات في أوساط السكان، مما يتطلب تضافر الجهود لوقف هذا الخطر الداهم بالإضافة إلى الاختلاف الحاصل في المستويات سواء الفكرية والاجتماعية للسكان، هذا ما أثر سلبا على معيشة قاطني الأحياء الجديدة، حيث باتو يخشون على أنفسهم من وقوع أحداث مشابهة لأحداث عين المالحة بجسر قسنطينة وتسالة المرجة ببئر توتة وهراوة،
«الشعب «وقفت عند هذه الظاهرة، التي باتت تهدد حياة الكثير من المواطنين، بالإضافة إلى ما ينجر عنها من تخريب للمنشآت العمومية واستفحال ظاهرة اللاأمن في الأحياء السكنية الجديد .
السكان المرحلين بكل من براقي وعين المالحة بجسر قسنطينة وتسالة الرجة ببئر توتة، أكدوا في حديثهم لـ»الشعب» بأنهم واقعون تحت رحمة عصابات، التي استغلت غياب المقرات لتفرض منطقها حيث قال أحد القاطنين بحي عين المالحة «السلطات المعنية كانت قد وعدتنا بإنشاء مقريين بالحي منذ تجدد المواجهات لا لحد الساعة لا حياة لمن تنادي».
كما أشار آخرون ببراقي إلى الجهات المعنية تقوم بترحيلهم إلى جهات شبه مأهولة ماجعلهم عرضة للمواجهات التي تندلع بين الحين والآخر بين المجموعات الشبابية لبسط نفودهم، مطالبين في هذا الشأن الجهات المعنية بالتعجيل بانشاء مراكز من أجل التحكم في الوضع المنفلت بأحيائهم وردع هؤلاء الشباب الذين فرضوا سيطرتهم حتى بقوة السلاح.
الأمر نفسه طالب به السكان المرحلون بتسالة المرجة ببئر توتة جراء تفاقم اللاأمن الذي بات يهددهم،مستشهدين بما وقع بحيهم بعد وفاة شاب في مواجهات، حيث تدخلت مصالح الأمن وأوقفت الجاني وعددا من المنحرفين في آخر مرحلة من المشادات.
وتعد الأسلحة البيضاء «السينيال»، «المولوتوف»، «السيوف» والخناجر من أبرز الأسلحة التي يستعملها هؤلاء الشباب في شجاراتهم ومناوشاتهم والتي عادة ماتنتهي بوقوع ضحايا .
وأعرب كل من تحدثت إليهم «الشعب» من السكان المرحلين عن إنزعاجهم جراء التنامي الخطيرة للظاهرة مرجعين أسبابها بالدرجة الأولى إلى الوضعية الاجتماعية للمتشاجرين فمعظمهم بطال، منحرف وغير متعلم وذي سلوك عدواني ويصعب التحاور معهم من طرف الأمن أو عقلاء الأحياء من حيين مختلفين، أو بين المرحلين الجدد إلى الأحياء السكنية وسكان الأحياء أو البيوت القصديرية المجاورة لها شأن حي عين المالحة بعين النعجة.
مؤكدين في هذا الصدد إن الصدامات تنطلق من أسباب تافهة كالإزعاج والمعاكسة لتتطور بتضامن مرحلي بين شباب الحي الواحد ضد الآخر ويتطور إلى مشادة بين سكان الحيين للانتقام.