أكد رئيس جمهورية البنين، توماس بوني يايي، أمس، حاجة بلاده للمستثمرين الجزائريين للنهوض بمختلف القطاعات الاقتصادية، وقال إن «الجزائر قوة نامية نناضل معها من أجل الاندماج الاقتصادي الإفريقي».
أسهب بوني يايي، في عرض فرص الاستثمار الضخمة التي توفرها بلاده لرجال الأعمال الجزائريين. وأكد، لدى ترؤسه أشغال المنتدى الاقتصادي للمتعاملين الاقتصاديين، بجنان الميثاق بالعاصمة، ضمان العناصر اللازمة لإنجاح أي مشروع يمس قطاعات الطاقة، الصناعة الغذائية والمنشآت القاعدية والاتصالات.
وأوعز الرئيس البنيني، ثقته وترحيبه الكامل برؤساء المؤسسات الجزائرية، إلى العلاقات الثنائية المميزة من جهة، والنمو الاقتصادي الذي تعرفه الجزائر من جهة أخرى، قائلا: «في البنين نبحث عن النمو، والنمو الاقتصادي موجود هنا عندكم في الجزائر».
وأشار المتحدث إلى انسجام مواقف البلدين تجاه الطموحات الاقتصادية للقارة الإفريقية، متحدثا عن نضال مشترك من أجل الاندماج الاقتصادي الإفريقي، وسعي الدولتين لإرساء السلم والأمن في الساحل ومنطقة غرب إفريقيا لتهيئة مناخ الاستثمار الملائم، لافتا «بدون الأمن لا يستطيع رجال الأعمال فعل شيء».
ولتأكيد استعداد بلاده الكامل لاستقبال المستثمرين الجزائريين، قال بوني يايي، «وضعت مفتاح بلادي في يد شقيقي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لأني متيقن من حاجة بلادنا لكم».
وأوضح توماس بوني يايي، أن أهمية استثمار المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين في البنين، تكمن في الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي تحتله في منطقة غرب إفريقيا، وقال: «نحن موجودون في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وأيضا في الاتحاد الاقتصادي والمالي لدول المنطقة (يضم 8 بلدان) التي تضم 300 مليون مستهلك»، مضيفا: «الاستثمار في البنين يعني الاستثمار في كامل المنطقة، بالنظر للحدود التي نتقاسمها مع نيجيريا وما تملكه من قوة اقتصادية معروفة، وكذلك انفتاحنا على المحيط الأطلسي».
وعرج بعدها على الإصلاحات الاقتصادية العديدة التي قامت بها بلاده في سبيل تحسين مناخ المال والأعمال، مشيرا إلى أن إنشاء مؤسسة اقتصادية أصبح في ظرف ساعة واحدة، ناهيك عن الإجراءات المتخذة لمكافحة الفساد، حيث حققت البنين سنة 2014 تقدما بـ12 نقطة في ترتيب الشفافية الاقتصادية على الصعيد العالمي.
وذكر بأن جمهورية البنين تحتل مؤخرة الترتيب في دول المنطقة من حيث المديونية الخارجية، مشيرا في الوقت ذاته إلى الاستقرار السياسي، الدستوري والمالي الذي يميز البلاد في السنوات الأخيرة.
وجدد التأكيد على التقدم الذي أحرزه الاقتصادي الكلي البنيني، مبرزا «الحاجة الماسة للقطاع الخاص الجزائري في تطبيق التصورات المستقبلية التي نسعى إلى تجسيدها، على الصعيدين الجهوي والقاري».
وطلب خبرة المؤسسات الجزائرية في الفلاحة والصناعات الغذائية، وقال لدينا 6 مصانع ونريد أن نتقاسم تسييرها معكم، وأردف: «اليوم الرؤية المشتركة للاتحاد الإفريقي تقوم على العمل المشترك لرفع كافة التحديات، وهذا ما يمكن أن يتحقق دون الشعب الجزائري، الكفاءة والخبرة الجزائرية ورجال الأعمال الجزائريين».
وأثنى توماس بوني يايي، كثيرا على الرئيس بوتفليقة الذي بادر بتوجيه دعوة الزيارة، مؤكدا أنه لمس لديه الرغبة القوية لترقية وتجسيد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. ونبّه المتحدث أن الأولوية في ظل الظروف الدولية الراهنة «للاستثمارات الإفريقية - الإفريقية ثم الانفتاح على باقي البلدان».
وأشاد في المقابل بوقوف الجزائر مع البنين، في أحلك الظروف الصعبة التي مرت بها، «لذلك فالبلدان لا يمكن أن ينفصلا أبدا وسنعمل على تقليل المسافات من خلال ربط شبكات مواصلات». وذكر في آخر كلمته، بأنه لا توجد تأشيرة سفر بين البلدين، ما يعني وجود الظروف الملائمة جدا لتنقل الأشخاص وكذا حماية الاستثمارات الأجنبية.