أكد أمس، وزير المجاهدين الطيب زيتوني، تأكيد الجزائر لسياسة تعميق الاهتمام المشترك للتاريخ بين الجزائر وتونس، مشيرا إلى التعليمات التي وجهها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للاهتمام بالمناسبة لتمجيد التاريخ المشترك من خلال إبراز التضحيات الجليلة التي قدمتها تونس شعبا وحكومة أثناء الثورة التحريرية.
أضاف زيتوني ضمن ندوة وطنية نظمتها الوزارة بمقر المتحف الوطني إحياء للذكرى 57 لأحداث ساقية سيدي يوسف، الآفاق المسطرة مستقبلا لإبراز المعالم التاريخية التي تربط البلدين، نحو تعميق الإرادة الشعبية لتونس والجزائر مواصلة للدرب الذي خطه العظماء أثناء الحادثة الأليمة التي جمعت الشعبين ووحدت صفوفهما.
كما نوه وزير المجاهدين بالتضحيات الجسام التي قدمها أبناء تونس الشقيقة في الدفاع عن الحرية الجزائرية، مضيفا أن المناسبة تعد فرصة لاستخلاص العبر وتذكر أولئك العظماء من الشعبين الجزائري والتونسي، وهو ما سطر في احتفالية الذكرى الستين للثورة.
وبدوره أشاد سفير جمهورية تونس بالجزائر عبد المجيد الفرشيشي بالجهود المبذولة من طرف الجزائر للاهتمام بالتاريخ المشترك بين البلدين، مصرحا أن المناسبة تعد صفحة مشرقة بين البلدين امتزجت فيها دماء الشهداء لمواصلة النضال والكفاح ضد المستعمر.
وأعلن السفير التونسي عن تحضير احتفالية مشتركة في الثامن فيفري الجاري بقرية ساقية سيدي يوسف يدشن خلالها النصب التذكاري المشترك الذي يخلد أسماء الشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف، موضحا أن الجزائر هي من تولت البحث والتدقيق في أسماء قائمة الشهداء.
ويذكر المؤرخون أن أحداث ساقية سيدي يوسف راح ضحيتها حوالي69 شهيد وأكثر من 134 جريح، هذا ما ذكره الدكتور جمال يحياوي مدير المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية ضمن مداخلته حيث أشار فيها إلى التنسيق العسكري للبلدين قبل سنة 1958، من خلال الدعم الذي كانت تقدمه تونس للثوار والمجاهدين الجزائريين.
وبدوره ذكر الوزير الأسبق والمجاهد لمين بشيشي محطات هامة في تاريخ الحادثة حيث كان إذ ذاك صحفيا بإذاعة صوت الجزائر من تونس، حيث سرد الوقائع الحقيقية للحادثة التي تمثلت في مشاركة تونسيين لمجاهدين جزائريين في اعتقال أربعة جنود فرنسيين في المنطقة المحرمة التي فرضتها السلطات الاستعمارية آنذاك، مشيرا إلى الموقف الحازم للسلطة التونسية إزاء الأزمة التي اعتبرتها فرنسا القطرة التي أفاضت الكأس.