نظم المسرح الجهوي كاتب ياسين بتيزي وزو، وقفة تكريمية للفنانين الراحلين فتيحة بربار التي غادرت الساحة الفنية الشهر الجاري، وكذا أحمد عياد المدعو رويشد، التظاهرة جاءت تحت إشراف مديرية الثقافة للولاية بحضور الأسرة الفنية التي قدمت بالمناسبة شهادات حية عن مسارهما الفني الكبير.
أكد مدير الثقافة الهادي ولد اعلي خلال كلمة الافتتاح أن المسرح لطالما استحضر العديد من الفنانين لتكريمهم وهم على قيد الحياة، ورحيل الفنانة فتيحة بربار هو بمثابة خسارة كبيرة للفن الجزائري، مشيرا إلى أن المسرح الجهوي بتيزي وزو استضافها قبل شهرين فقط من وفاتها.
وأضاف ولد اعلي بأن ذاكرة الفنانين رويشد وفتيحة لا تزال راسخة في ذهن الكثير من الفنانين، الذين أبوا إلا أن يحضروا هذا التكريم واستذكار العطاء والمشوار الفني العريق لهما.
ومن جهتها وهيبة زكان خلال مداخلتها أكدت أن فتيحة ورويشد أحبا الجمهور كما أحبهما، ولطالما كان حضورهما مميزا، وبخصوص رويشد قالت المتحدثة، أنها عملت معه عدة سنوات وعايشته كانسان وفنان، مبرزة بأنه طيب القلب ويتميز بطباع حسنة.
وأشارت وهيبة زكان إلى أنها عملت إلى جانبه في أحد الأفلام التي تم تصويرها بجامعة بن عكنون، حيث كان يزرع البسمة ـ تقول ـ بروحه المرحة، وقد قال لها في
تلك الفترة أنه لا يستطيع العمل معها كونها هادئة بطبعها، مشيرة أنهم كانوا في تلك الفترة يكونون عائلة واحدة مبنية على الاحترام، وقد كان فنانا عظيما أحب الناس وأحبوه بدورهم.
وبخصوص الفنانة الكبيرة فتيحة بربار قالت ذات المتحدثة إنها كان بمثابة أخت، وبدموع وقلب لا يزال مجروحا لفراق الراحلة أكدت بأن الفقيدة اتصلت بها أسبوع فقط قبل وفاتها من فرنسا، وكانت تنتظر عودتها سالمة معافاة، إلا أن الموت أخذها بسرعة، مشيرة أن الراحلة إنسانة طيبة تحب مساعدة الناس، وكانت تنشط في العديد من الجمعيات الخيرية، كما كانت جد حساسة خاصة وقد فقدت والدها في سن مبكرة فوجدت نفسها مجبرة على إعالة عائلتها.
كما أثرى كل من الفنانين إبراهيم شرفي، نادية طالبي، لحبيب عبد الكريم، قادري احمد المدعو قريقش وعبد الحميد رابية، الوقفة التكريمية بشهادات ولحظات مميزة، لا تزال راسخة في أذهانهم عن معايشة الفنانين، حيث قام عبد الحميد رابية بسرد حياة الراحل رويشد بطريقة شاعرية وتوقف عند أهم المراحل التي مر بها في حياته، بداية من كونه إنسانا بسيطا يبيع «الكاوكاو» إلى غاية شهرته ودخوله العالم الفن، مشيرا في حديثه أن الراحل رويشد عمل 100 مهنة، وعاش 100 محنة كونه مر بمراحل جد صعبة في حياته خاصة بعد تقاعده أين يتقاضى منحة جد زهيدة.
وللتذكر استحسن الفنانون الوقفة التكريمية، مؤكدين بأنها وقفة عرفان لما قدمه الراحلان خاصة أنهما كرما أيضا قبل وفاتهما.