“ نهائي قبل الأوان “ .. بهذه العبارة وصف أغلب الاختصاصين المواجهة المرتقبة بين المنتخب الوطني بنظيره الإيفواري غدا في ربع نهائي كأس إفريقيا للأمم بملعب مالابو ( غينيا الاستوائية )، بالنظر لمستوى الفرقين وطموحاتهما الكبيرة في هذه المنافسة.
شاءت الصدف أن يلتقي الفريقان في هذا الدور بعد أن كانا قد قدما أفضل مباراة في كأس افريقيا للأمم 2010 بمدينة كابيندا الأنغولية، أين سجل زملاء بوغرة آنذاك صفحة تاريخية كبيرة بفوزهم على “ الفيلة “ الذين كانوا مرشحين لنيل اللقب.
وهذه المرة يبقى الفريقان في مركز مرموق على الساحة القارية، خاصة المنتخب الوطني الذي أبدع في المونديال وواصل على نفس الديناميكية، وكل المتتبعين يرشحونه لمواصلة الطريق نحو اللقب القاري الثاني .. خاصة بعد المباراة المميّزة التي لعبها أمام السنغال وتأهل عن جدارة من كل النواحي.
ولبس الفريق الوطني ثوب المرشح الأول للتتويج بعد مباراة يوم الثلاثاء الماضي، والكل ينتظره حاليا للتأكيد في الدور ربع النهائي.
فالظروف جد مواتية لأشبال غوركوف لتحقيق شيء كبير في هذه المنافسة نظرا لوجود معنويات اللاعبين في أحسن مستوى وتأقلمهم مع الوضعية في هذه الدورة، أين تؤكد الأصداء أن التحضير البسيكولوجي أعطى ثماره والفريق يوجد في منحى تصاعدي .
لا نغيّر التشكيلة التي حققت الفوز
وبدون شك، فإن المواجهة غدا ستكون من النواحي التكتيكية والفنية والبدنية، أين قام الطاقم الفني بوضع كل هذه النقاط في “ أجندته “ اليومية للوصول إلى المستوى المرغوب، و لهذا فإن الناخب الوطني قد لا يحدث تغييرات على التشكيلة التي واجهت السنغال كونها الأحسن في الإنسجام وأغلب اللاعبين خاضوا كل المقابلات لحد الآن .. فالدفاع وجد ضالته بعودة بوقرة الذي أعطى استقرارا .. فبالرغم من عودة حليش من إصابة إلا أن “ الكوتش “ سيجدد الثقة في الثنائي بوقرة – مجاني للوقوف أمام الحملات الإيفواري، إلى جانب لاعبي الرواقين الأيمن والزيسر وهما غولام وماندي .. كما أن وسط الميدان أصبح متوازنا باختيار تايدار – بن طالب لمساعدة الدفاع وكذا براهيمي – فغولي لتحويل الكرة إلى الهجوم .. بينما ثنائي الهجوم سيتشكل من محرز وكذا الاختيار بين سوداني وبلفوضيل في حالة بقاء سليماني يعاني من الإصابة.
وبالتالي، فإن “ منطق “ غوركوف يسير على عدم تغيير التشكيلة التي تمكنت من الفوز وهي فكرة أو طريقة معروفة في كرة القدم .. مما يعني أن حتى الخطة لن تتغير غدا مقارنة مع مباراة السنغال ..خاصة أن المنتخب الإيفواري له نفس طريقة لعب فريق أسود التيرانغا، أي المزج بين الفنيات والإندفاع البدني.
“الفيلة “ .. من اللعب الفردي إلى الجماعي
وفي هذا الإطار يمكن القول أن منتخب “ الفيلة “ سيستفيد خلال مباراة يوم غد الأحد من عودة صانع ألعابه جيرفينيو الذي غاب عن المقابلتين السابقتين بسبب العقوبة وهو الأمر الذي سيشكل صعوبة لمدافعينا، بالنظر للمستوى الكبير للاعب روما الايطالي .. كما أن كوت ديفوار له مجموعة قوية من اللاعبين المميّزين على غرار غاردال واوريي والأخوين كولو ويايا توريه .. والشيء الذي أعطى قوة أكثر لهذا الفريق هو قدوم المدرب هيرفي رونار الذي غيّر الاستراتيجية التي كانت تعتمد على الفرديات عندما كان دروغبا في الفريق، إلى تشكيلة تعتمد حاليا على اللعب الجماعي، و هو ما زاد منقوة هذا الفريق .
لكن المدرب الفرنسي لمنتخب كوت ديفوار، الذي عمل باتحاد الجزائر يعرف جيدا مستوى الفريق الجزائري وأكد أن قوة “ الخضر “ تكمن في الهجوم والانضباط التكتيكي ..
واعترف ضمنيا ببعض الضعف بالنسبة لفريقه في الدفاع .. فهل يستغل غوركوف هذه النقطة في استراتيجيته .. لا سيما وأنه ذكر مرارا أن الذكاء هو العنصر الأساسي في الوصول إلى نتائج معتبرة .
والشيء المؤكد أن الفريق الوطني في حالة فوزه غدا بالمباراة سيكون قد اقترب بصفة كبيرة من التتويج باللقب القاري الثاني في تاريخ المنافسة، خاصة وأن لاعبي “ الخضر “ استفادوا كثيرا من مشاركتهم في المنافسات من مستوى عال التي سمحت لهم تسيير الأمور بحكمة وعدم الارتباك حتى في أصعب الحالات، وهذا أمر إيجابي سيكون له وزنه في المواجهة.