عقد المؤتمر الوطني الحادي عشر للكشافة الإسلامية الجزائرية، أمس الأول، بقصر الأمم نادي الصنوبر البحري بالعاصمة، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، وحضور عدد من أعضاء الحكومة وممثلي الطبقة السياسية ومنظمات المجتمع المدني وبمشاركة أكثر من ٧٠٠ مندوب.
في هذا الصدد ذكر القائد العام للكشافة نورالدين بن براهم، أن الحركة تتبنى خطا وطنيا أصيلا، ساهمت في رسمه القيادات السابقة للحركة التي ولدت من رحم الثورة التحريرية، موضحا أن المنظمة ستظل وعاء يستقبل كل أبناء الوطن في ظل الوضع الديمقراطي الذي تشهده المنظمة، سيما في الآونة الأخيرة، بفضل الجهود التي لمت شمل الكشافة، قائلا إن انعقاد المؤتمر أكبر دليل على نجاح الحركة الكشفية.
كما وقف القائد العام عند المحطات الهامة التي شهدتها الحركة، لاسيما وقوفها ضد الإرهاب أثناء فترة التسعينيات والمحافظة على وحدة الأمة الجزائرية ومكوناتها، داعيا إلى تفعيل لغة الحوار والسمو بالأخلاق العالية التي لطالما تحلى بها أبناء الحركة، مراهنا على مواصلة الجهود لحماية البلاد من الأخطار التي تحدق بها في ظل التحديات الراهنة في المنطقة العربية.
كما اعتبر وزير الشباب عبد القادر خمري، الكشافة الجزائرية صمام أمان ورمزا للوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي، لما قدمته وتقدمه من تعميق للمسار الديمقراطي والحفاظ على مكونات ومقومات الجمهورية الجزائرية، موضحا أن شباب الحركة لطالما تحلى بالصدق في الدفاع عن الوطن وذلك ما أثبته خلال محطات هامة مرت بها البلاد، مؤكدا عزم الوزارة على تقديم كل الدعم المادي والمعنوي ومرافقة العمل الكشفي الذي بات ضرورة أكثر من أي وقت مضى.
من جهته ثمّن وزير المجاهدين الطيب زيتوني، الجهود المبذولة من طرف أبناء الكشافة أحفاد الشهداء وحاملي رسالة أول نوفمبر، معتبرا عملهم نابعا من صفوف الحركة الوطنية الجزائرية التي قدمت بالأمس رجالا وأبطالا ستظل ذكراهم خالدة في أذهان الجزائريين، لاسيما شهيد الحركة ومؤسسها محمد بوراس.
وقال زيتوني، أغتنم فرصة المؤتمر لأعبّر لكم عن الدور الهام الذي تقومون به في توحيد الصفوف ولمّ الشمل والابتعاد عن ثقافة التفرقة وزرع الإحباط، وأؤكد لكم من منبري هذا المكانة الكبيرة التي يحظى بها أبناء الحركة الكشفية في سياسة الحكومة وأعلن بالمناسبة عن تسطير برنامج ثري للاهتمام بالتاريخ وستوكل مهمة إنجازه للحركة الكشفية التي هي جزء لا يتجزأ من وزارة المجاهدين.
بدوره دعا وزير التجارة عمارة بن يونس، أبناء الحركة الكشفية إلى بذل المزيد من التوافق وتعميق الحوار الديمقراطي والتواصل، المبني على أسس التعاون بين صفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية، التي ناضلت أثناء الثورة ككل الجزائريين، ولا ينكر أحد جهدها أثناء العشرية في الوقوف ضد الإرهاب الغادر إلا جاحد وناكر للحق.
من جانب آخر، ذكر الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء الطيب الهواري، في كلمته بالمناسبة، الجهود التي قامت بها الكشافة خلال مسارها التاريخي، واصفا إياها بالحامل لرسالة الشهداء والامتداد الطبيعي لها، داعيا للحفاظ على الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي، مشيرا إلى نجاح المؤتمر وكل مؤتمرات منظمات المجتمع المدني التي عقدت، وهو دليل على قوة البلاد ضد كل الأعداء.
وتتواصل أشغال المؤتمر الوطني الحادي عشر للكشافة الإسلامية الجزائرية إلى غاية مساء اليوم، حيث عكف المؤتمرون في اليوم الثاني من الأشغال، أمس الجمعة، على مناقشة التقريرين الأدبي والمالي، بالإضافة إلى فتح باب الترشح لقيادة الحركة، حيث علمت “الشعب” من مصادر مطلعة بتقديم نائب القائد العام محمد بوعلاق ملف ترشحه لخلافة بن براهم، الذي بدا واضحا من كلامه عدم الترشح لعهدة جديدة.
كما شهد اليوم الثاني من الأشغال دراسة وتعديل القانون الأساسي للحركة، الذي سيتم إدخال عليه بعض التعديلات، على غرار إمكانية انتخاب المندوبين الولائيين للقائد العام في حال تأخر تعيين تشكيلة المجلس الوطني لدورة المؤتمر الذي جرى انتخابه في ساعة متأخرة من مساء أمس، بالإضافة إلى وضع الاستراتيجية الوطنية لسنة 2020.
أصداء من المؤتمر
^ مشاركة أعضاء الحكومة: عبد القادر خمري وزير الشباب ووزير المجاهدين الطيب زيتوني وعمارة بن يونس وزير التجارة.
^ حضور عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم.
^ حضور كل من رئيس النقابة الوطنية للقضاة جمال العيدوني، الأمين العام لاتحاد التجار صالح صويلح، أمين عام المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء الطيب الهواري والمدير العام لإدارة السجون مختار فليون.
^ تخصيص جناح لبيع مقتنيات الكشافة للمشاركين من طرف ممثلي المتحف الكشفي.