برهن الرجل الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني الفرنسي «كريستيان غوركوف» عن حنكة تكتيكية كبيرة في اللقاء الذي جمع الخضر بأسود التيرانغا الثلاثاء برسم المباراة الثالثة من المجموعة الثالثة من كأس أمم إفريقيا 2015، حيث درس الفريق الخصم بكل دقة، وباغثه منذ بداية اللقاء بهجمات خاطفة تكللت بتسجيل هدف السبق مبكرا عن طريق محرز، ليجعل السنغاليين يفكرون في العودة واخلطوا في الكثير من المرات بين السرعة والتسرع، وهو ما جعل رفقاء القائد «مجيد بوقرة» يفرضون سيطرتهم على المنافس إلى نهاية اللقاء.
حملت تشكيلة المنتخب الوطني الأساسية التي شاركت في مباراة السنغال تغييرين فقط مقارنة بمباراة غانا، وخلت قائمة غوركوف من أي مفاجأة تذكر، بعد أن حسم قراره بإشراك «العربي هلال سوداني» أساسيا مكان «إسحاق بلفوضيل»، وأعاد محرز إلى التشكيلة الأساسية مكان لحسن، في وقت جدد ثقته في القائد بوقرة مكان حليش العائد من الإصابة، ليؤكد مرة أخرى بأنه من طينة المدربين الذين يشددون على الاستقرار في التشكيلة، حيث أشرك منذ انطلاق المنافسة 16 لاعبا فقط.
ويبقى الأمر الملفت للانتباه هو أن غوركوف لم يغير النهج التكتيكي الذي تعود أن يلعب به الخضر منذ أن أشرف على قيادة العارضة الفنية للمنتخب، فرغم أن المباراة كانت مصيرية وقوية أمام منافس كان يحتل المركز الأول في المجموعة قبل ذلك اللقاء، إلا أنه لعب بخطته المعهودة 4/4/2 التي يلعب بها رفقاء غولام منذ التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا، بدليل أن تغييريه ضد السنيغال في التشكيلة الأساسية كان منصبا بمنصب، حيث شارك سوداني مكان بلفوضيل، ومحرز جناحا أيسر في منصبه المعتاد وأخذ مكان بن طالب في اللقاء الماضي الذي عاد لوسط الميدان كمسترجع مكان لحسن الذي عاد لأول مرة لدكة الاحتياط منذ لقاء الذي واجه فيه المنتخب الوطني روسيا في المباراة الثالثة من مونديال البرازيل الصائفة الماضية أي منذ 12 مباراة ومنذ 10 لقاءات كاملة أشرف عليها غوركوف لحد الآن على رأس المنتخب، ويكون ذلك بسبب تراجع مستوى متوسط ميدان خيتافي الاسباني في هذه الدورة مقارنة بخرجاته السابقة مع الأفناك.
وعرفت مواجهة الثلاثاء عودة «العربي هلال سوداني» ثاني أحسن هداف للخضر حاليا بعد «إسلام سليماني» إلى التشكيلة الأساسية بعدما أضحى احتياطيا منذ قدوم غوركوف، الذي أشركه قبل هذا اللقاء في مناسبتين أساسيا أمام المنتخب الإثيوبي في اللقاء الأول من التصفيات وفي المواجهة الأخيرة للتصفيات في باماكو أمام مالي، ودخل بديلا في ثلاثة مناسبات آخرها كانت أمام المنتخب التونسي بملعب رادس ليغيب بعدها عن المواجهتين الأولى والثانية من «الكان»، وكان مردوده حسنا بعدما أقلق كثيرا دفاع السنغال بضغطه عليه خاصة في الشوط الأول وقدم تمريرات رائعة في العمق أجملها تلك التي تفنن فيغولي في تضييعها في الدقيقة الثانية.
وبعد ضغط الشارع والإعلام من أجل رؤية سوداني ينتظر الجميع الآن مشاهدة «مموش « كما يحلو لعشاق وفاق سطيف تلقيبه لاعب النادي الإفريقي التونسي «عبد المومن جابو» الذي أدى كأس عالم ممتازة ولم يشارك في أي مباراة رسمية مع الخضر منذ قدوم الفرنسي إلى المنتخب، فهل سيتم إقحامه ولو بديلا لمحرز أو إبراهيمي في اللقاء القادم؟