اختتمت أمس، أشغال الملتقى الوطني التاريخي حول المعتقلات ومراكز السجون بالولاية الخامسة التاريخية الذي نظمته وزارة المجاهدين، بالتنسيق مع جريدة “الجمهورية” والسلطات الولائية لتلمسان بتوصيات تطالب بتسليط الضوء على جرائم فرنسا الاستعمارية.
شهد الملتقى خلال جلساته مشاركة واسعة للمختصين في التاريخ والطلبة الجامعيين، وإطارات الولاية الخامسة التاريخية من مجاهدين وشخصيات وطنية. دعا المشاركون إلى ضرورة تقييم وتصنيف مراكز التعذيب والمعتقلات كمعالم تاريخية تجسد ذاكرة الأمة، وهو المطلب الذي اتفق حوله عموم المشاركين في الملتقى التاريخي، من منطلق أن الولاية التاريخية الخامسة عرفت عبر مختلف مناطقها انتشارا واسعا للمعتقلات المتخصصة أين كانت تمارس أبشع أنواع التعذيب، في إستراتيجية استعمارية غير جديدة لقمع الثورة، كما ركز المتدخلون في أشغال الملتقى على إبراز دور عاصمة الولاية التاريخية الخامسة في تمويل الثورة بالسلاح القادم من القواعد الخلفية للثورة.
وذكر الدكتور شاطو من جامعة معسكر والمختص في التاريخ، أن التعذيب هو صفة ملازمة للاستعمار الفرنسي في الجزائر منذ وطأته الأولى لكن التعذيب أخذ أبعادا خطيرة قبل وبعد اندلاع الثورة، ولم يخف المتخصص في تاريخ القضية الوطنية، استحسانه للمبادرات التي تقوم بها الوزارة الوصية على قطاع المجاهدين، وتخص في سلسلة ملتقياتها موضوع السجون ومراكز التعذيب في الجزائر أثناء الثورة التحريرية، كون مثل هذه الملتقيات تعتبر مادة دسمة لكتابة التاريخ.
ودعا المتحدث في تصريحه لـ«الشعب”، أن تؤخذ توصيات الملتقى التاريخي بعين الاعتبار، خاصة ما تعلق منها بالعناية بالمعتقلات التي آل أغلبها إلى أنقاض إن لم يتحول إلى ملكيات خاصة أو عمومية، على غرار معتقل آفلو الذي ذكر في تقارير فرنسية لا حصر لها، والذي تحول إلى مقر محكمة وخزينة عمومية وجزء منه تحول إلى مسكن لأحد الخواص، شأنه شأن مركز التعذيب المتخصص في المالح بعين تيموشنت، حيث كانت تعتقل فيه النساء وتعرضن لأبشع أنواع التعذيب والتنكيل.
من جهته العقيد مصطفى عبيد، أحد إطارات الولاية الخامسة التاريخية، ذكر لـ«الشعب» أهمية الملتقى الذي فتح ملف التعذيب والمعتقلات أثناء الثورة، موضحا أن مهام كتابة التاريخ تعود مسؤوليتها على الشباب، مادام باستطاعتهم جمع الشهادات الحية مما تبقى من جيل الثورة والمجاهدين. وأعاب المجاهد وقائد الناحية الثانية في الولاية الخامسة، على من يكتب التاريخ، ويقلل من بساطة الأحداث الجسام التي عاشها المجاهدون دون العودة إلى المصادر التاريخية الحية.