كشف وزير الأشغال العمومية عبد القادر قاضي، مساء أول أمس، عن تخصيص 4 ملايير دينار جزائري لفائدة ولاية بشار، للتكفل بالأضرار والخسائر الناجمة عن التقلبات الجوية التي مست المنطقة في الفترة الأخيرة.
وأوضح قاضي، خلال زيارة عمل وتفقد قادته إلى بشار رفقة وزير النقل عمار غول، أن هذا الغلاف المالي سيسمح للولاية بتدارك الخسائر التي تعرضت لها الطرقات والمنشآت الفنية إثر الفيضانات والتقلبات الجوية التي شهدتها المنطقة خلال شهر نوفمبر المنقضي.
وتوقف قاضي، رفقة وزير النقل عند النقطة 40 كلم بالطريق الوطني رقم 06 الرابط بين بشار والنعامة، حيث قدمت لهما معلومات على نوعية وطبيعة الأشغال القائمة وعن المدة المقررة لتسليم هذا المحور الأساسي من الطريق، وفي هذا الشأن شدد قاضي على نوعية الأشغال وعلى ضرورة الإسراع في وتيرة الإنجاز وترميم جميع الطرق المتضررة جراء الأمطار الأخيرة التي ضربت المنطقة، واعدا بتكملة إنجاز وبناء جميع الجسور على طول الطريق الازدواجي باعتباره طريقا حيويا ومحورا هاما نظرا للعدد الهائل من المركبات التي تمر به يوميا.
وبمطار بودغن علي تم تدشين مدرج ثانوي، يعتبر إنجاز قاعدي هام ذو أبعاد 3325 م، حيث سيساهم في معالجة وتفريق الرحالات العسكرية والمدنية خاصة أثناء الإقلاع والهبوط، وبه ستعزز المكانة المحورية لمطار بشار ويصبح محورا استراتيجيا للتواصل والتنقل في المستقبل.
وفي هذا السياق، أعلن وزير النقل عمار غول عن دراسة لتوسيع مطار بشار كانت مبرمجة منذ سنة 2006، وأستمع رفقة الوفد الوزاري لعرض حال من طرف مؤسسة تسيير المطار بوهران حول طبيعة الأشغال القائمة، حيث تم تأمين المطار بسياج حديدي وتم إنجاز مسلك دوريات على مسافة 9200م ، كما تم وضع حيز الخدمة نظام الإنارة العمومية لـ368 عمود يشتغل بالطاقة الشمسية، كما استفاد المطار من اقتناء جهاز سكانير ذي الرؤية المزدوجة، أما بخصوص جهاز معالجة الرحلات والأمتعة فهو في طور استكمال إجراءات الدراسة.
وفي مجال النقل بالسكة الحديدية، أكد الوزير أن هناك مشروعا هاما لعصرنة خط السكة الحديدية مرورا بالنعامة ووهران إلى الجزائر العاصمة، حيث سيتم تجديد القطارات والعربات وتهيئة المحطات، كما سيتم تجهيز القطارات وتأمينها من خلال طاقم بشري يساهم في ذلك، واستحداث محطات خدمات على طول الطريق وهذا في إطار راحة المسافر، وبالمقابل سيتم دراسة تسعيرة النقل من أجل مواكبة التحديات الاقتصادية، وكذلك إمكانية مواصلة الخط نحو ولاية أدرار.
وحول مشروع ترامواي بشار، أكد غول أن المشروع قيد الدراسة وكل قطاع معني هو بصدد ترتيب حاجياته مع متطلبات كل منطقة في إطار مركزي مع التكيف والحالة الاقتصادية للبلد، موضحا أن كل المشاريع المبرمجة ستنجز وفق شروطها، حيث سيتم ترتيب الأولويات ويكون هناك ترشيد للنفقات، مشددا على ضرورة تكوين الإطارات المحلية التي ستساهم مستقبلا في تأطير كل هذه العمليات.
وفي سؤال حول مشروع قانون الطيران المدني، أكد غول أن هذا المشروع يندرج في إطار تحسين الخدمات بشكل عام، مضيفا أن الحكومة بصدد دراسة الملف وان فتح مجال النقل الجوي يبقى من صلاحياتها، وستكون الأولوية للاستثمار الجزائري وهذا بعد استيفاء شروط السلامة والأمن في هذا المجال وكذا توفر الشروط التقنية واللوجستية والتجارية والاقتصادية، ومواصفات الخدمات وكذا تأطير الاستثمار بالقدرات والكفاءات من موارد بشرية مؤهلة في هذا المجال بشرط أن يكون الاستثمار الخاص مكمل للاستثمار العام وأن يكون هناك تكامل مع المؤسستين خدمة للمصلحة العامة ويجب على الاستثمار الخاص أن يلتزم بالحدود والضوابط ومتى يكون ذلك فهو من صلاحيات الحكومة، حسب الوزير.
وفي إجابة عن سؤال حول السلامة المرورية، أشار وزير النقل أن هناك لجنة وزارية مختصة تعد تقرير شامل في هذا المجال وسوف يطرح على الحكومة حتى تكون هناك إجراءات ردعية ومقترحات تحفيزية، بحيث سيتم مضاعفة وتشديد العقوبات المالية تم الإدارية وإمكانية زج المتهور في السجن، وحسب الوزير هناك إجراء تقني جديد يندرج ضمن الاتفاقية المبرمة مع الاتحاد الأوروبي، حيث سيتم تدعيم الحافلات والشاحنات ذات الوزن الثقيل بجهاز “مونوطقراف”، لمراقبة السرعة ومدة الراحة اللازمة والمسافة المقطوعة، على أن تكون المراقبة من طرف رجال الدرك والأمن الوطني وحتى من طرف صاحب المركبة، ويدخل هذا في إطار سلامة السواق والركاب والتقليل من حوادث المرور التي غالبا ما يتسبب فيها أصحاب الحافلات والمركبات الثقيلة.
كما تم إبرام اتفاقيات شراكة مع مؤسسة التسيير ومديرية الأشغال العمومية ويندرج هذا في إطار تحسين الخدمة والمرافقة الدائمة خدمة للمصلحة العامة للوطن.