أكد وزير الخارجية رمطان لعمامرة، رفقة نظيره الألماني والتر شتاينماير، أمس، تطابق وجهات نظر البلدين تجاه مسائل الأمن ومكافحة الإرهاب العالمي، وأبديا سعيا مشتركا لترقية العلاقات المميزة في المجالات الاقتصادية والثقافية.
كشف رمطان لعمامرة، عن تصدر المسائل الأمنية بشمال إفريقيا والساحل والشرق الأوسط، المباحثات الثنائية التي جمعته برئيس الدبلوماسية الألمانية. وقال في ندوة صحفية مشتركة بمقر وزارة الخارجية، “إن ليبيا ومالي والأوضاع في الشرق الأوسط كانت من جملة المواضيع التي تطرقنا إليها ولكيفية معالجتها”.
وأكد الاستمرار في بحث ودراسة هذه القضايا التي يطغى عليها الشق الأمني وبروز الخطر الإرهابي خلال اللقاءات المهمة المنتظرة اليوم، مفيدا بأن “كل من الجزائر وألمانيا يلعبان دورا فعالا وكبيرا في مواجهة الإرهاب الدولي”، مشيرا إلى أن ذلك “ينصهر تماما مع العمل الدولي الدؤوب لحل الأزمات المستعصية في الشرق الأوسط وبالأخص فسلطين”.
وكشف لعمامرة عن تشجيع البلدين للتعاون الدولي في مواجهة الإرهاب، باعتباره ظاهرة عابرة للأوطان لا تعترف بالحدود. وبدا جليا أن الطرفين عالجا هذه المسألة المقلقة من مختلف النواحي، بالتركيز على خارطة نشاط الجماعات الإرهابية والممتدة من إفريقيا إلى الشرق الأوسط وألمانيا.
وترفض الجزائر وألمانيا، بحسب لعمامرة، استغلال أية حجة أو قضية للقيام بأعمال إرهابية.
وعن الزيارة التي يؤديها والتر شتاينماير إلى بلادنا لمدة يومين، أوضح لعمامرة أن “ألمانيا خامس قوة عالمية في الاقتصاد والأولى أوروبيا وهذا ما يعكس اهتمام الجزائر بتطوير علاقاتها مع دولة بهذه الأهمية”، مشيرا بذلك إلى الجوانب الاقتصادية المنتظر التركيز عليها اليوم من خلال مجلس الأعمال المشترك وكذا المجالات الثقافية الأخرى.
من جهته قال وزير الخارجية الألماني، إن “الحديث عن النزاعات في مختلف أنحاء العالم كان من صلب لقائنا”، كاشفا عن تبادل المعلومات بشأن الوضع في ليبيا ومسار السلم في مالي والمراحل التي قطعتها الوساطة التي تشرف عليها الجزائر.
ودعا المتحدث إلى تبادل المعلومات والتنسيق بين مختلف الدول والحكومات في مسألة الإرهاب، مؤكدا أن عودة العناصر الإرهابية إلى بلدانها الأصل يمثل خطرا حقيقيا يستدعي مواجهته.
ولفت والتر شتاينماير، إلى أن المسائل الأمنية لم تكن الوحيدة ضمن لقائه مع لعمامرة، “تناولنا العلاقات الثنائية والرؤى المستقبلية لتعزيزها وخاصة الشباب الذي نراهن عليه في صناعة الغد”.
واستدل الوزير، بالوفدين الاقتصادي والثقافي المرافقين له، للتأكيد على الرغبة في رفع المبادلات الاقتصادية والثقافية نحو مستوى أفضل.
وفي شق آخر، كشف وزير الخارجية الألماني، عن عدم اتخاذ القرار النهائي بشأن صفقة تزويد الجيش الوطني الشعبي الجزائري بعتاد حربي، مشيدا بالانفتاح الذي جرت فيه المحادثات مع الهيئات الجزائرية المعنية.
حرية التعبير لا تبرر الإساءة لرموز الإسلام
شدد وزير الخارجية رمطان لعمامرة، على أهمية احترام القيم والمبادئ التي تعيش عليها الأمم بغض النظر عن الاختلافات، معتبرا أنها الأرضية الصالحة لمحاربة الإرهاب وتربية الأجيال. وأعلن عن زيارات لقيادات سياسية دولية للجزائر في الأيام المقبلة.
وقال لعمامرة، “اعتبرنا الاعتداء على يومية شارلي إيبدو عملا إرهابيا ونعتقد أن احترام الرموز القوية والديانات وعدم المساس بمشاعر المسلمين ضرورة ملحة”.
وأضاف، أنه “قد يختلف فهم الناس لحرية التعبير إلا أن احترام القيم والديانات التي تعيش عليها الأمم، رغم اختلافها، أساس حوار الحضارات والأرضية الصالحة لمحاربة الإرهاب”.
وكشف أن الزيارات المتتالية لقادة دول إفريقية وأوروبية لبلادنا، أمر طبيعي يعكس مكانة الجزائر ومساهمتها على الصعيد الدولي من أجل تحقيق الأمن والتنمية، مضيفا أنها تدخل في إطار الجهد المشترك لبناء تعاون دولي يتميز بالسلام والصداقة.