بعد انهزام المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم في خرجته الثانية أمام غانا الجمعة وتحول مباراة السنغال الأخيرة إلى مباراة مصيرية في المجموعة الثالثة ولكل من جنوب إفريقيا وغانا، حيث لن يحسم سباق التأهل إلى الدور الثاني إلا في المباراة الثالثة، أصبح التخوف كبيرا لدى لاعبي «الخضر» من هذا اللقاء، وخاصة من المناخ بما أن المواجهة ستلعب في عاصمة البلاد «مالابو» والتي تعرف ارتفاعا محسوسا في درجة الحرارة مقارنة بمدينة «مونغومو»، حيث أن أشبال غوركوف يخشون التأثر من هذا الجانب، وأن يكون عدوهم الأول هو الجانب البدني قبل المنافس السنغالي في مباراة مصيرية الخطأ فيها ممنوع، لا سيما أن لاعبي الخضر إنهاروا بدنيا ولم يتمكنوا من إنهاء اللقاء على غرار كل من بلفوضيل، لحسن، فيغولي وبراهيمي.
تخوف اللاعبين زاد بعد أن لعبت التشكيلة الوطنية مواجهتين قويتين من عمر هذه المنافسة، بلعب لقاء قوي أمام منتخب جنوب إفريقيا ومواجهة الجمعة أمام غانا، حيث تعب اللاعبون كثيرا بعد بذلهم مجهودات جبارة، والمشكلة في عدم إحداث تغييرات مقارنة بالمباراة الأولى وهي نفس التشكيلة تقريبا التي لعبت المباراتين، وبالتالي نال منهم الإرهاق كثيرا، ولن تكفي أربعة أيام من أجل الاسترجاع المثالي، خاصة أن «الخضر» كانوا قد ظهروا بمستوى بدني متدني خلال اللقاءين.
بالمقابل، ورغم تخوف اللاعبين كثيرا من حالة الطقس في مدينة مالابو وهو ما قد يؤثر عليهم بدنيا، فإن الخبر المريح بالنسبة لزملاء براهيمي هو أن المباراة القادمة ستلعب فوق أرضية ميدان أحسن بكثير من تلك التي لعبت فيها المبارتين الأولتين على ملعب مونڤومو، والتي كانت غير ملائمة تماما ولا تساعد المنتخب الجزائري الذي يملك لاعبين تقنيين كثيرا ويحبون اللعب بالكرة والجري بها، وبالتالي فإن اللعب في مالابو سيكون أفضل من هذا الجانب.
أكيد أن المدرب «كريستيان غوركوف» يعرف جيدا مشكلة الإرهاق، حيث تأكد يوم الجمعة أن لاعبيه من الناحية البدنية بعيدين عن بقية المنافسين، وسيكونون في حالة أسوء في اللقاء القادم بعد اعتماده على نفس التشكيلة تقريبا في اللقاءين الماضيين.
الفرنسي قد يجد نفسه مضطرا لإحداث بعض التغييرات على مستوى تشكيلته من أجل البحث عن الحيوية البدنية، خاصة أن اللقاء أمام السنغال أصبح مصيريا ولا بديل عن الفوز فيه، لذلك لن نستبعد أن يقحم بعض الاحتياطيين خاصة في وسط الميدان والهجوم بدخول كل من جابو ولو احتياطيا لابراهيمي وسوداني لمساعدة سليماني في الخط الأمامي، خاصة أن الثنائي المذكور يعرف أدغال إفريقيا جيدا ومتعود على اللعب في ميادين مهترئة وصلبة.
من جهة أخرى، فبالإضافة إلى مشكل النقص البدني الذي سيواجه الرجل الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني غوركوف هاجسه الثاني في لقاء السنغال مواجهته لمنتخب قوي من الناحية البدنية، يعتمد أصلا في طريقة لعبه على الجانب البدني والسرعة في نقل الكرة إلى دفاع المنافس، فإذا أراد غوركوف وأشباله التفوق على هذا المنتخب، عليهم أن يكونوا في حالة بدنية مقبولة على الأقل من أجل الإبقاء على حظوظهم وتحقيق التأهل إلى الدور الثاني، خاصة أن «الخضر» يريدون الذهاب بعيدا في هذه الدورة والتتويج بالتاج القاري، أو على الأقل بلوغ نصف نهائي كأس أمم إفريقيا، حسب ما صرحه اللاعبون ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم «محمد روراوة» قبل انطلاق الدورة.