تشد الكرة الإفريقية هذه الأيام أنظار كل المتتبعين في العالم بالنظر للمستوى الكبير الذي أظهرته المنتخبات المشاركة في العرس القاري الحالي، وكذا التنظيم المحكم الذي ساد المنافسة، رغم أن البطولة تقرر إجراؤها منذ أسابيع قليلة من موعدها في غينيا الاستوائية.
ويمكن القول أن الأمور تسير في الطريق الايجابي الذي سمح لمختلف المنتخبات التركيز على الجانب الفني الذي أبهر المتتبعين من خلال المجهود المبذول منذ سنوات عديدة، لجعل الكرة في القارة السمراء في مرتبة مشرفة عالميا، والدليل على ذلك أن المنتخبات الإفريقية أصبحت تجتاز الأدوار الأولى في المونديال، كما حدث للمنتخب الجزائري في كأس العالم الأخير بالبرازيل والمباراة التاريخية التي لعبها أمام ألمانيا بطلة العالم.
كما أن اللاعبين الأفارقة أصبحوا في الواجهة، ولا يكتفون حاليا بالاحتراف في أوروبا فقط، وإنما تبحث أكبر الأندية في القارة العجوز الاستفادة من خدماتهم.. ويفرضون منطقهم في المقابلات الحاسمة والمنافسة رقم واحد لدى الأندية في أوروبا وهي رابطة الأبطال.. حتى أن معظم الأندية التي ينشط بها لاعبون أفارقة غيّرت استراتيجيتها لبعض أسابيع حتى لا تتأثر بغياب هؤلاء اللاعبين الذين تركوا فراغا كبيرا في تشكيلاتها المختلفة.
فقوانين الفيفا والمرتبة التي وصلها اللاعب الإفريقي غيّرت الكثير من المفاهيم وطريقة التعامل مع غياب هذا اللاعب لفترة قد تتجاوز الشهر.. مما زاد من “قيمة” الكرة في القارة السمراء التي تعد خزانا حقيقيا للمواهب وكرة القدم الفنية التي تعطي للعبة نكهة خاصة.
وموعد كأس إفريقيا أصبح يهم كل المتتبعين عبر العالم الذين ينتظرون بشغف هذه المنافسة التي ستعرف ابتداء من الدورة القادمة جديدا في التصفيات التي سيشارك فيها البلد الذي سيستضيف النهائيات، على ألا تحسب النتائج بصفة رسمية لمقابلاته.. وهو ما يمنح له الفرصة لإجراء العديد من المقابلات ويكون محضرا للمنافسة دون البحث عن المقابلات الودية في مواعيد محددة تكون كل المنتخبات مشغولة بالمواعيد الرسمية.. وهو ما يزيد في تدعيم الرؤية المحترفة لـ«الكاف” في هذه المنافسة رقم واحد في القارة السمراء لدى المنتخبات.