طباعة هذه الصفحة

حماية الذاكرة التاريخية مسؤولية الجمعيات والمؤسسة التربوية

زغيدي: ديدوش مراد كانت له نظرة استشرافية لمستقبل الأمة

سهام بوعموشة

وصف المؤرخ محمد لحسن زغيدي، الشهيد مراد ديدوش بنموذج الذاكرة، الذي ربط بين جيلين؛ جيل المؤسسين وجيل المجاهدين في الحركة الوطنية، كما مزج بين الوطنية والرياضة لتكوين نخب ساهمت في الثورة، مؤكدا أن نظرة الشهيد للتاريخ كانت نظرة استشرافية لمستقبل الأمة بمقولته الشهيرة: «إذا استشهدنا دافعوا عن ذاكرتنا»، مضيفا أن تبليغ الرسالة النوفمبرية تقع على عاتق المجتمع المدني والمؤسسات التربوية، داعيا إلى إنشاء لجنة في البرلمان تعمل على مفهوم الثورة.

أشاد، أمس، زغيدي في مداخلته بمنتدى الذاكرة، الذي نظمته جمعية «مشعل الشهيد»، بالتنسيق مع يومية المجاهد، بشخصية الشهيد مراد ديدوش قائلا: إن الشهيد مزج بين الوطنية والرياضة وعرف كيف يصنع لأقرانه نماذج لجيل كانت ثقافته الوطنية، مضيفا أن المواطنة بالنسبة لهم هي الوطنية لا غير، حيث بزغ نجم الشهيد في الإطار الرياضي أين أشرف على تكوين النخب الرياضية.
وأوضح الأستاذ الجامعي في هذا الإطار، أن مراد ديدوش اكتسب من تجارب الحرب العالمية وتفتح على النضال العالمي بالمهجر وكان منذ الخمسينيات رفقة النخبة الطلائعية كمحمد بوضياف، العربي بن المهيدي، ومصطفى بن بولعيد الذين استطاعوا قيادة الحركة الوطنية نحو العمل الثوري، مشيرا إلى أن الشهيد لعب دورا كبيرا بعد عودته من المهجر وتشكيل اللجنة الثورية للوحدة والعمل.
وقال أيضا، إنه قبل استشهاد ديدوش في وادي بوكركر ليلة الثاني نوفمبر 1954 قال للشيخ بولعراس، إن استقلال الجزائر لن يكون في يوم أو عامين بل سيكافح مدة أربع سنوات من أجل إبطال مقولة الجزائر فرنسية، وأربع سنوات أخرى للحصول على الاستقلال وهذا ردّا على خوف الشيخ بولعراس من قلة الإمكانات لمواجهة القوات الفرنسية، وبالفعل تحقق قول الشهيد.
وبالمقابل، قال زغيدي إن الدفاع عن الذاكرة يكون بتجديدها وتبليغ الرسالة ومسؤوليتها تقع على عاتق المجتمع المدني والأحزاب وكذا المنظومة التعليمية، من خلال وضع صور رموز الثورة في الصفحات الأولى للكتب المدرسية لترسيخها في أذهان الناشئة، ونفس المهمة يجب أن تضطلع بها المنظومة الإعلامية والثقافية، مطالبا بإخضاع البيئة لمفهوم الثورة بتسميات للشهود المعروفين والزعماء الكبار والمناضلين.
ودعا في هذا السياق، إلى إدخال كلمة التاريخ في الثقافة حتى لا تحوله إلى موسيقى، والرفع من معامل هذه المادة وفي جميع التخصصات، كي نكون جيلا يحمي الوحدة الوطنية.
نفس الأمر ذهب إليه محمد الطاهر ديلمي، ممثل المجلس الولائي للعاصمة، الذي دعا إلى إقحام المجتمع المدني الواعي والمنظومة التربوية والابتعاد عن الحشو التاريخي، وذلك بالتوجه إلى الفضاءات الشبانية والتكوينية ومخاطبتهم بلغة جديدة، داعيا إلى عدم إدخال الشباب في صراعات الثورة.
واعتبر المجاهد بوعلام شريفي الشهيد ديدوش مجسّدا قيم الثورة من خلال سلوكه وبطولاته وتضحياته قائلا: «مراد ديدوش عاش لأمته»، داعيا لترسيخ قيم الثورة في عقول وقلوب الأجيال الصاعدة. كما دعا المجاهد العيد لشقر إلى عدم تشخيص الثورة في فرد واحد وتغييب الآخرين.