أداء متذبذب ذلك الذي ظهر به المنتخب الوطني في خرجته الأولى أمام منتخب جنوب إفريقيا في كأس أمم إفريقيا خاصة في الشوط الأول وبداية المرحلة الثاني، ولم تفرج الأمور إلا بعد التغييرات التي قام بها «كريستيان غوركوف» التي جلبت الاضافة بتدعيم خط الهجوم والوسط وإعادة براهيمي لصناعة اللعب.
لكن هناك لاعب يستحق التقدير من جانب «الخضر»، فهو دون منازع حارس المنتخب الوطني «رايس الوهاب مبولحي» الذي أنقد المنتخب من 6 أهداف حقيقية أربع منها في شوط المباراة الأول، وحرم البافانا بافانا من تسجيل نتيجة تاريخية في كأس أمم إفريقيا ضد الخضر.
كثير من ردود الفعل أعقبت فوز رفقاء سليماني، فهناك من ثمّن الانتصار ورآه عاكسا لصحة محاربي الصحراء، وهناك من حذر من التفاؤل الزائد بوجود خط دفاع مخيف هو الأسوأ منذ سنتين، اعتبارا لكون الفوز غطى بشكل أو بآخر على سلبيات كثيرة ميزت الأداء العام للمواجهة، حيث افتقد المنتخب للانسجام، وكست الهشاشة دفاعات المحاربين.
ورغم أن الجميع كان متخوفا من أداء حارس فريق «يونيون فيلاديلفيا» بعد نهاية مرحلة العودة من البطولة الأمريكية مبكرا وبقائه دون منافسة رسمية لأكثر من شهرين ونصف، إلا أنه كان عن جدارة واستحقاق رجل اللقاء بتصديه لكل الهجمات الخطيرة التي شنها هجوم منتخب جنوب إفريقيا، وكان سما ناقعا في وجه «تابو ماتالبا» و»توكيلو رانتي» مضيع ضربة الجزاء، وهو الشجرة التي غطت الغابة، في يوم للنسيان بعدما خيب خط الدفاع والوسط آمال الشعب الجزائري.
ويكون الرجل الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني «كريستيان غوركوف» قد فهم الدرس جيدا بعد تدوينه لكل سلبيات المباراة الأولى من «الكان» بغينيا الاستوائية، وسيكون أمام حتمية تغيير بعض اللاعبين وإقحام كل من «إسحاق بلفوضيل» و «سفير تايدر» أساسيين، بعدما غيرا أسلوب لعب المنتخب في الشوط الثاني، حيث تحرر العقل المدبر للخضر «ياسين براهيمي» وتحرر معه الخط الهجومي، وانقلبت الخطة من الدفاع في القواعد إلى نقل الخطر، الهجوم، والتسجيل.
وسيعمل خلال الأيام القادمة على تقديم النصائح لشل كل هجومات المنتخب الغاني الذي يتميز بسرعة الأداء والتنفيذ داخل منطقة العمليات، وهو ما ظهر جليا في مواجهة غانا أمام السينغال، وستكون المباراة الثانية أصعب لكتيبة غوركوف بعد انهزام البلاك ستارز في اللقاء الأول، فهل سيفعلها المحاربون ويحسمون التأهل مبكرا ؟