أكّد، رئيس حزب عهد 54، فوزي رباعين، أمس، أن ألأولوية في الوقت الراهن دعم الاقتصاد الوطني من خلال تحريك عجلة التنمية الفلاحية والصناعية واستغلال الإمكانات المتوفرة.
وقال رباعين أن هذا الخيار ضروري قبل التوجه نحو استغلال الغاز الصخري، معتبرا ذلك سابقا لأوانه ، مندّدا في الوقت ذاته بالتعدي على مقدسات الإسلام والاساءة لخاتم الأنبياء محمد «ص» تحت غطاء حرية التعبير.
وأثار رباعين تداعيات استغلال الغاز الصخري وما يعرفه من جدل ونقاشات مفتوحة لأراء بعضها مؤيد وبعضها معارض ، والاحتجاجات ببعض ولايات الجنوب.
أجاب رباعين في رده على سؤال «الشعب» ضمن ندوة صحفية عقدها بمقر الحزب قائلا :» أن استغلال الغاز الصخري سابق لأوانه، وإن التوجه نحو تقوية الاقتصاد الوطني من خلال دفع عجلة التنمية الفلاحية والصناعية واستغلال الطاقات البديلة الهائلة التي تحويها الجزائر كالطاقة الشمسية والهوائية خيارات أنسب وممكنة».
وحمّل رباعين المنتخبين المحليين ونواب البرلمان لولايات الجنوب، مسؤولية عدم التحرك الأنسب ما أدى إلى نقص التنمية في بعض المناطق، خلق حسبه موجة غضب واسعة لدى السكان، الذين يعانون مشاكل اجتماعية في مقدمتها البطالة وضعف مشاريع التنمية ما جعلهم يثورون تجاه مشروع الغاز الصخري الذي يعتبر القطرة التي أفاضت الكأس.
كما ندّد رئيس «عهد 54 « بموجة الانتهاكات الواضحة لرموز الإسلام ومقدساته التي يتعرض لها الرسول الكريم نتيجة الحملة الشرسة التي تشنها مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية وبعض الصحف الغربية، تحت ذريعة حرية التعبير، وقال إن الحزب ثمّن خروج الشعب الجزائري الجمعة الماضية، لنصرة نبيهم ودينهم.
ونوّه رباعين بمشاركة وزير الخارجية رمطان لعمامرة في مسيرة باريس، التي شارك فيها رؤساء وقادة عدة دول تنديدا بالهجمات الإرهابية، التي تقودها جماعات متطرفة، معتبرا ذلك دعما للجالية الجزائرية والوقوف معها موضحا أنها المستهدف الأول جرّاء التمييز الذي تتعرض له منذ الهجوم الإرهابي على المجلة الفرنسية.
وذكر في السياق أن أطرافا في الشأن السياسي الفرنسي منها اليمين القريب من المتطرف ستستغل الفرصة لتأجيج أسلوب الكراهية للجالية المسلمة في فرنسا، التي تمثل الجالية الجزائرية جزء منها، موضحا أنها ستعمل على استمالة الشعب خلال الانتخابات، لدعم اليمين الذي يحمل نظرة معادية للهجرة ويدعم التمييز العنصري، مؤكدا أنها انعكاسات حتمية.
وتطرّق رباعين إلى الوضع الاقتصادي وانخفاض سعر البترول على المستوى العالمي، موضحا أن ذلك ينعكس على كل الدول المصدرة بما فيها الجزائر، لأنها ليست في منأى عن ذلك لارتباط الاقتصاد بالريع مشيرا إلى عدة دول تواجه مشكلة انخفاض الأسعار كفنزويلا التي تشهد موجة احتجاجات جرّاء تدني القدرة الشرائية.
ودعا في ذات الخصوص إلى وضع حلول وآليات دائمة لدعم الاقتصاد الوطني لمواجهة أزمة حقيقية قد تواجهه. داعيا إلى التقليل من فاتورة الاستيراد ودعم الفلاحة، سيما في الولايات الجنوبية مشيرا إلى أن أزمة غرداية لا تعدو أن تكون أمنية أكثر منها اجتماعية، مؤكدا عزم الحزب على بعث الحوار بين المتنازعين و حلحلة الوضع لتجنب الفتنة في المستقبل إذا تسنت له الفرصة.