خرج، أمس، عشرات الآلاف من المواطنين في مسيرات سلمية حاشدة، تنديدا بالرسوم المسيئة للرسول الكريم التي نشرتها بعض الصحف الغربية واستجابة لدعوة أئمة المساجد بعد تخصيصهم جزءا من خطبة الجمعة نصرة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، بعد دعوة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إلى ذلك.
وكانت العديد من شوارع العاصمة قد شهدت مسيرات احتجاجية حاشدة عقب انتهاء صلاة الجمعة، حيث تنقلت “الشعب” إلى عين المكان وسط حشود بشرية تجمعت بعد أن قدم المحتجون من مختلف شوارع العاصمة، كما شارك في الاحتجاج بعض قادة الأحزاب السياسية على غرار عبد الرزاق مقري وذلك تنديدا بالإساءة إلى مقدسات الإسلام تحت ذريعة حرية التعبير.
وانطلقت المسيرات بكل من أحياء القبة و ساحة أول ماي والبريد المركزي، وكذا شارع محمد بلوزداد، وعرفت مشاركة واسعة من طرف مختلف الفئات من نساء وأطفال وشباب وحتى الشيوخ، مردّدين هتافات بلهجات استهجنت سلوك بعض الصحف الغربية التي أقدمت على نشر صور مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
كما لم تخلوا المسيرات من الهتافات الدالة على الروح الوطنية وتلك المناصرة لقضايا التحرر على غرار “الله يرحم الشهداء”و”فلسطين الشهداء” وشهدت المسيرات بعض المناوشات بين أفراد الأمن الذين حاولوا فتح الطريق المؤدي إلى ساحة البريد المركزي وكذا الوئام الوطني حيث شلت بعض الشوارع لعدة ساعات.
وشارك في المسيرات العشرات من المواطنين من مختلف الأعمار والفئات إذ تجمعوا في ساحة الوئام الوطني رافعين شعارات مناهضة للاستفزاز على غرار لا لحرية التعبير والمساس بمقدسات الإسلام و كلنا فداك يا رسول الله، ردا على الإساءة للرسول محمد.
كما تجمع المحتجون أمام البريد المركزي وسط إجراءات أمني مشدّدة من طرف قوات حفظ الأمن وكذا أعوان الحماية المدنية تجنبا لوقوع أي انزلا قات، وكان المحتجون قد تجمّعوا عقب أداء صلاة الجمعة حيث تم توزيع مطويات على الأطفال والشباب وكذا رايات وطنية وعلم فلسطين.
وفي ساحة الوئام المدني، ألقى رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، كلمة ندّد فيها بالتعدي على رموز ومقدسات الدين الإسلامي تحت ذريعة حرية التعبير ونوّه بسماحة الإسلام في التعايش مع الآخرين، موضحا أنه دين ينبذ العنف والتطرف ولا صلة له بالإرهاب.
وبشارع محمد بلوزداد تجمهر العشرات من المواطنين قادمين من الأحياء القريبة مشكّلين حواجز بشرية ورافعين أعلاما وطنية تنم عن الروح الوطنية في الدفاع عن قضايا الأمة بطريقة حضارية رافضين السلوكات المستفزة للمسلمين والاستمرار في نشر صور ساخرة من الرسول الكريم.