أكّد، مدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، سامي بن شيخ الحسين، بأنهم سيواصلون مهامهم الموكلة إليهم في حماية الملكية الفكرية والقضاء على القرصنة، واسترجاع كل أتاوي المؤلفين والمبدعين من مختلف المؤسسات التي تقوم ببث ونشر كل أشكال التعابير الفنية، مشيرا إلى أن الديوان يتوفر على 12 وكالة موزعة عبر مختلف جهات الوطن.
وقال سامي بن شيخ خلال ندوة صحفية نشطها، أمس، بقاعة فرانس فانون برياض الفتح، بأن الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة يبذل جهدا مضاعفا لحماية المصنفات من القرصنة في ظل هذا العالم الافتراضي وانتشار التكنولوجيا الحديثة، مؤكدا على ضرورة التنسيق والتعاون مع مختلف مؤسسات الدولة لأجل القضاء على هذه الظاهرة، والاعتماد على نظام مراقبة متطور، فضلا عن إدراك التأخر في دفع مستحقات وحقوق بعض المؤلفين، مشيرا أيضا إلى أنهم سيعتمدون خلال السنة الجارية برنامجا تكوينيا لفائدة عمال الديوان، بحضور مختصين في مجال حماية حقوق المؤلف.
وأوضح في حديث له عن أهم إنجازات الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة لسنة 2014، أن “لوندا” تعمل على تدعيم المواهب الناشئة لا سيما الفرق الشابة، من أجل حماية إنتاجهم الفني، مشيرا إلى أن دور الديوان يتمثل في استرجاع حقوق المؤلف والحقوق المجاورة في مختلف أشكال التعابير الفنية من مسرح وسينما وموسيقى، والتي يتم استعادتها ـ حسب بن الشيخ ـ من التلفزيون الجزائري ودور الثقافة والإذاعات التي تبث أعمال الفنانين، مقدّما مثالا بالإذاعة الوطنية التي تمتلك مصنفات موسيقية وأفلام ومسلسلات، والتي عليها دفع الحقوق للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، هذا الأخير يأخذ حصة من ميزانيتها تقدر بـ 06 في المائة، ناهيك عن أن الديوان ـ يقول ـ يستفيد أيضا من عائدات الإشهار، مضيفا بأن عائدات “لوندا” تأتي من المستغلين لهاته المصنفات، “ونحن نقدّمها لذوي الحقوق كل حسب مصنفاته، وتستفيد لوندا من 30 بالمائة”، يقول المتحدث.
وأبرز بن شيخ الحسين بأن مداخيل الديوان إلى غاية 31 ديسمبر الماضي وصلت إلى أكثر من 385 مليون دج، والتي ارتفعت بنسبة 43 بالمائة مقارنة بسنة 2013، وقد خُصصت ـ حسب المتحدث ـ لحقوق المؤلف أكثر من 1158 مليون دج، والحقوق المجاورة أكثر من 91 مليون دج، في حين يخصص للأعمال الخاصة أكثر من 2244 مليون دج.
وفيما يخص الحماية الاجتماعية، أكّد سامي بن الشيخ بأنهم قدموا 05 مليون دج لفائدة مبدعين وفنانين يعانون من مشاكل صحية.
كما أن من بين ما جسّدته “لوندا” أيضا في إطار مكافحة القرصنة يقول بن شيخ حجز في نهاية ديسمبر 2014، 804158 دعامة مقلّدة، و إتلاف مليون ونصف دعامة سمعية بصرية في العاصمة بالتعاون مع الدرك الوطني والجمارك الجزائرية، قائلا بأن الجزائر تعرضت لانتقادات خلال مفاوضات المنظمة العالمية للتجارة، لكن اليوم وبفضل الجهوذ المبذولة، بدأ هذا الوطن يسترجع مكانته إفريقيا وعربيا، من باب احترامه للأعمال الفنية والإبداعية.
وأضاف بأن الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة قام بتوقيع اتفاقيات مع متعاملي جيزي، أريدو وموبيليس، لحماية أعمال الفنانين التي يتم استغلها عبر الهاتف كتحميل الرنات الموسيقية، إضافة إلى توقيع اتفاقية مع موقع “اليوتوب”، يسمح للمنتجين والمؤلفين والموسيقيين الجزائريين بالاستفادة من حقوقهم، المترتبة عن بثّ أعمالهم الفنية على هذا الموقع أحد فروع محرك البحث غوغل”، مشيرا إلى أن هذا الأخير سيدفع المستحقات للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة مقابل جميع مقاطع الفيديو الجزائرية المستغلة على شبكة الأنترنت، وحسب الاتفاقية “ستتمكن “لوندا” من سحب في مدة أقصاها 24 ساعة كل فيديو كليب لكل فنان منخرط في الديوان، تم بثه بطريقة غير قانونية أو يحوي مضامين غير مرخص بها.
وفي ختام كلامه، أكّد سامي بن الشيخ بأن الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة في تفاوض مع جميع القنوات الخاصة لدفع حقوق المصنفات التي تبث عبر قنواتها، مشيرا إلى أن الاتصال يسير في الطريق الصحيح، وقبل نهاية 2015 لن يكون هناك استغلال لمصنفات دون رخصة الديوان.