أكد الرئيس السنغالي، ماكي صال، أمس، أن أبواب بلاده مفتوحة أمام رجال الأعمال الجزائريين للاستثمار في عديد المجالات، وقال إن العلاقات الثنائية بين البلدين لا يجب أن تتوقف على المستوى السياسي الرسمي، داعيا إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية المربحة.
أظهر رئيس دولة السنغال، إرادة كبيرة للانتقال إلى مستوى أفضل من العلاقات الجزائرية السنغالية، تبنى على الآفاق الاقتصادية الواعدة والمبادلات التجارية.
ودعا لدى إشرافه رفقة وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، على اجتماع لرجال الأعمال الجزائريين ونظرائهم السنغاليين بفندق الأوراسي بالعاصمة، إلى استغلال كافة الفرص المتاحة.
وقال صال، “لدينا إرادة كبيرة لإعطاء دفع جديد للشراكة الجزائرية السنغالية التي لا يجب أن تتوقف عند العلاقات السياسية الرسمية، وتمتد إلى الجانب الاقتصادي والمبادلات التجارية والاستثمارات المباشرة العمومية والخاصة”.
وأوضح أن الزيارة التي يقوم بها للجزائر لمدة 4 أيام، تمثل فرصة سانحة للبلدين من أجل تعميق المباحثات على مستوى الوزارات والهيئة الوصية لبحث سبل الاستثمار ورسم الخطوط العريضة للتعاون الاقتصادي المربح.
ورحب الرئيس، بالشركات الجزائرية في بلاده، قائلا: “إن لديها الفرصة كاملة في مخطط السنغال النامي الذي يقوم على مشاريع واعدة، على المدى البعيد، تشمل قطاعات الطاقة، الصحة، السكن، الصناعة الغذائية، الاتصالات والنقل”.
ويقترح ذات المخطط مشاريع في إطار شراكة عمومية خاصة، دخل بعض منها حيز التنفيذ، مشيرا إلى أن السنغال بوابة هامة نحو بلدان غرب إفريقيا التي تحوز على 300 مليون مستهلك.
وأكد السعي إلى تقريب المسافات وقنوات الربط بين البلدين لتسهيل التنقلات، واعدا بمنح تسهيلات أكبر للمستثمرين الجزائريين مراهنا على خبرتهم في مجال الطاقة، باعتبار أن السنغال يسير نحو الشروع في استغلال أوائل الآبار النفطية.
وحيّا الرئيس السنغالي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، قائلا: “إنه الأخ الأكبر المعروف بنضاله من أجل القضايا القارية والعالمية العادلة، ناهيك عن مساهمته في الثورة الجزائرية المجيدة”.
وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب:
التعجيـــــل بإنشـــــاء مجلــــس أعمـــــال مشــــــترك
أكّد، وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب، أمس، أهمية الديناميكية التي يعرفها اقتصاد الجزائر والسنغال في إنجاز مشاريع كبرى مشتركة بين البلدين، ودعا إلى التعجيل بتنصيب مجلس الأعمال الجزائري ـ السنغالي ليعطي الدفع المنتظر للمبادلات التجارية والاستثمارات.
استعرض بوشوارب، أمام الرئيس السنغالي ماكي صال، والوفد الوزاري المرافق له، الإصلاحات الاقتصادية التي قامت بها الجزائر لتحسين مناخ الأعمال، وقال أنها شرعت في عملية واسعة لتطوير القطاع الصناعي الذي يحتل صلب استراتيجيتها التنموية.
وأضاف وزير الصناعة، أن “بلادنا تعتبر المؤسسات الصغيرة العنصر الأكثر ديناميكية في هذا التوجه الصناعي” لافتا إلى التعديلات التي أدخلت على قانون الاستثمار، بحيث أصبح أكثر مرونة وأتاح للمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين القيام باستثمارات في الخارج.
وأفاد أن لقاءهم بنظرائهم من السنغال، سيمكنهم من الاطلاع على الفرص المتاحة أمامهم في السنغال، وراهن على الدينامكية التي عرفها اقتصاد كلا البلدين في السنوات الأخيرة لتجسيد شراكة مثمرة وواعدة تترجم بتنفيذ مشاريع ضخمة.
وأبرز المتحدث، القدر العالي من التجربة الصناعية التي باتت عليها الجزائر، ناهيك عن خبرتها المشهودة في قطاعات حساسة على رأسها الطاقة، مبرزا أن أهمية التنوع الصناعي وتنوع المجالات وتزايد الطلب الداخلي، عوامل شجعت تعدّد القاعدة الإنتاجية والمبادلات الدولية.
ودعا بوشوارب إلى التعجيل في إنشاء مجلس الأعمال الجزائري السنغالي، الذي يرى فيه المجال الأنسب لتشجيع المبادلات بين المؤسسات الاقتصادية للدولتين.
وأكّد وجود الإرادة اللازمة للجزائر، لبناء شراكة استراتيجية مع السنغال، مستدلا بالاتفاقية المبرمة بين الشركة الجزائرية للصناعات ونظيرتها السنغالية “كارفور ميديكال” الخاصة بإنشاء مصنع للأدوية الخاصة والمستلزمات الطبية بالعاصمة دكار، بقيمة 9 مليون أورو سيدخل حيز التنفيذ نهاية سنة 2016، وأشرف رفقة الرئيس السنغالي على مراسيم توقيع الاتفاقية بفندق الأوراسي.