طباعة هذه الصفحة

أزمات الحروب، اللاجئين والحراك العربي مواضيع أيام الفيلم الأردني بالجزائر

قضايا اجتماعية وسياسية بعيـون سينمائيـة

هدى بوعطيح

كشفت تظاهرة «أيام الفيلم الأردني بالجزائر» عن المكانة التي باتت تحتلها السينما الأردنية في الوطن العربي، وذلك من خلال الأفلام التي تم عرضها بسينماتك الجزائر، والتي أبرزت على وجه الخصوص التجارب الشبابية الجديدة، بعد أن فُتح لهم المجال للاستثمار في مجال الفن السابع.

أفلام طويلة وقصيرة ناقشت ظواهر اجتماعية متنوعة ما بين مآسي الفقر والحرمان، وأزمات الحروب وهموم اللاجئين السياسيين، برمجتها الهيئة الملكية الأردنية للأفلام المشرفة على التظاهرة. وهي الهيئة  التي يديرها مجلس المفوضين برئاسة الأمير علي بن الحسين، وهي مؤسسة مستقلة ماليا وإداريا، أنشئت بهدف تطوير صناعة أفلام أردنية قابلة للتنافس عالميا، وتشجيع الشباب في الشرق الأوسط على سرد قصصهم بما يساهم في التبادل الثقافي وتعزيز حرية التعبير.
افتتحت التظاهرة بالفيلم الطويل «حبيبي بيستناني عند البحر» سهرة السبت، كان الموعد أول أمس مع 03 أفلام قصيرة «صباح بارد في نوفمبر» للمخرج روبرت عبود، الذي اعتمد على أسلوب اللقطة الواحدة، مصورا في 09 دقائق قصة عائلة تعيش مأساة فقدان الجد، حيث يلتقي أبناءه وأحفاده والتحضير لنقله إلى مثواه الأخير.
يعيش المتفرج أحداث الفيلم الذي يصور فقط ما بين جدران البيت، أين تنتقل الكاميرا بين غرفة النوم والحمام، نزولا إلى الطابق الأرضي الذي يتواجد فيه جثمان الجد المتوفى الذي يحمل بعدها على أكتاف أبنائه وأحفاده، وقد برع المخرج في تصوير الفيلم الذي أدت فيه الجدة الدور الرئيس، ونقلت مشاهديها من الخيال إلى الواقع، وهي تسترجع ذكرياتها مع زوجها.
وبالمقابل نقل المخرجان زيد بقاعين وميس سلمان جمهور متحف السينما إلى الواقع المعاش، الذي باتت تحياه مختلف الدول العربية، سيما تلك التي عايشت ما يعرف بالثورات الربيعية، ومن بينها سوريا جعل أغلب سكانها يطلبون اللجوء السياسي، وهو ما صوره المخرجان في فيلمهما «فندق الزعتري»، ولمدة 16 دقيقة، قدما لمحة عن معاناة قاطني هذا المخيم من خلال قصة أربعة لاجئين سوريين وجدوا فيه ملاذهم، وحاول المخرجان نقل أحلامهم وأمانيهم الضائعة في ظل الحروب التي يشهدها وطنهم.
وفي 37 دقيقة صورت المخرجة سهى اسماعيل قصة طفل في 13 من عمره، مولع بالفلك، وذلك في فيلم وثائقي بعنوان «بدي ألقي كلمة بناسا»، وهي كلمة قالها الصبي معبرا عن أمنيته في دراسة علم الفلك والعمل في وكالة الفضاء ناسا، الأمر الذي يدفعه إلى التطفل، حيث  تتبادر إلى ذهنه العديد من الأفكار. ويتساءل عن الطريقة التي تمكنه من التعرف على الكواكب والولوج في علم الفلك للوصول إلى التعليم الجامعي في المجال ذاته والعمل مع «ناسا»، وبالرغم من الدعم الذي يحصل عليه من مدرسته وأهله، الذين وفروا له تلسكوبا، بسيطا يمكنه من الاطلاع على الكواكب ورصدها من على سطح منزله، إلا أنه يصدم بواقع آخر أنه لا يوجد تخصص في الفلك يُدرس في الجامعات.
ويسدل الستار سهرة أمس على «أيام الفيلم الأردني» بعرض الفيلم الطويل «المتحدين» لأمين مطالقة، وهو أول إنتاج عربي مشترك مع استوديوهات ديزني العالمية، يجسد فيه المخرج أحلام الوحدة العربية، لتبدأ أحداثه من خلال لاعب كرة قدم معتزل يفكر في تدشين أكاديمية الشرق الأوسط لكرة القدم، حيث يطلب مساعدة مدرب مصري من آداء الفنان فاروق الفيشاوي، تمت إقالته بعد أن حملوه مسؤولية هزيمة المنتخب الوطني، ليعتزل الحياة خصوصا بعد موت ابنته وزوجها في حادث سيارة، هذا الأخير يعمد إلى تكوين فريق متعدد الجنسيات من شباب عرب يحققون الفوز في نهاية المطاف على الفريق الذي تسبب بهزيمة مدربهم.