طباعة هذه الصفحة

فضائل ترتيل وتجويد القرآن الكريم

 سمى الله تعالى القرآن كريماً، فقال تعالى {إنّه لقرآن كريم}، وسماه الله تعالى حكيماً، فقال تعالى: {يس والقرآن الحكيم}، وسماه الله تعالى مجيداً فقال تعالى: {ق والقرآن المجيد} وسمّاه شفاءً فقال سبحانه: {وننزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}. وسماه ذكراً فقال سبحانه: {وهذا ذكر مبارك أنزلناه}، وسماه نوراً لتوقف الهداية عليه فقال سبحانه: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين}، وسمّاه روحاً لتوقف الحياة الحقيقية عليه وهي حياة القلب فقال تعالى: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا}، وهو أحسن الحديث قال تعالى: {الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله}.
أنزله الله تعالى على سيد الأنام وخاتم الأنبياء الكرام عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام، فكان من أعظم معجزاته أن أعجز الله الفصحاء عن معارضته، وعن الإتيان بآية من مثله قال تعالى: {قل فأتوا بسورة من مثله}، وقال تعالى: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً}.
 فهو النور المبين والحق المستبين، لا شيء أسطع من أعلامه ولا أصدع من أحكامه، ولا أفصح من بلاغته ولا أرجح من فصاحته، ولا أكثر من إفادته ولا ألذ من تلاوته.
ذلكم الكتاب الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، هو روح هذه الأمة الذي يحفظ لها حياتها الكريمة،والذي يدفعها إلى المدينة الفاضلة، والذي تستمد منه أحكامها وتقتدي به في أقوالها وأفعالها، ذلك الكتاب الأعظم الذي فيه نبأ من قبلكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه الله، فهو حبل الله المتين ونوره المبين، وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه من قال به صدق، ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم.
ولقد أمر الله تعالى نبيه محمداً ــ صلى الله عليه وسلم ــ بتلاوة القرآن فقال سبحانه: {وأمرت أن أكون من المسلمين وأن أتلوا القرآن}. لأجل ذلك أوصانا نبي القرآن صلى الله عليه وسلم أن نهتم به ونحافظ عليه بدوام تلاوته.