طباعة هذه الصفحة

سطيف محاصرة بالثلوج لليوم الرابع

ندرة الحليب ونقص التموين بالخبز والخضر والدجاج بـ450 دج

نورالدين بوطغان

شهدت ولاية سطيف عاصفة ثلجية قوية، تسببت في شلل في الحركة المرورية وانقطاع لمختلف الطرق، خاصة في الجهة الشمالية، وعزل العديد من القرى، رغم المجهودات المبذولة من طرف البلديات والجهات المعنية التي كانت دون المستوى.
 كما تسببت الثلوج المتساقطة، حسب ما رصدته «الشعب»، أول أمس، في تغطية كل الطرق والأرصفة داخل المدينة وتصلبها بعد تراكمها ونزول الجليد عليها ليلا، ما سبب صعوبة حقيقية في السير للراجلين وأصحاب المركبات في عاصمة الولاية، وتسبب في عدة حالات للسقوط دون تدخل المصالح المعنية لإذابتها.
وفي جانب تزويد السكان بقارورات غاز البوتان في القرى والمناطق التي لم تستفد من الغاز الطبيعي بعد، فإن وحدات شركة نفطال تجندت  لتوفيرها منذ الاثنين الفارط، أي قبيل العاصفة الثلجية، وتمكنت من توزيع أكثر من 54000 قارورة، بفضل مراكزها للتوزيع خاصة ببوقاعة والعلمة.
وفي سياق متصل، شهدت الأسواق ندرة حقيقية في مجال الحليب، ونقصا في التموين بالخبز والخضر، وحتى بعض محطات الخدمات والبنزين كانت موصدة في وجوه أصحاب المركبات لنفاذ البنزين والمازوت منها.
كما عرفت أسعار الدجاج في الأيام الأخيرة، بمدينة سطيف وضواحيها، ارتفاعا جنونيا، حيث وصل سعره إلى غاية،أمس، حدود 450 دج للكيلوغرام الواحد في السوق المغطاة وسط المدينة، وجاء هذا الارتفاع القياسي غير المسبوق لهذه المادة، على خلفية تساقط الثلوج لمدة 3 أيام كاملة، حيث توقف توريد الدجاج إلى البائعين في الأسواق والمحلات.
كما تزامن ذلك مع المولد النبوي الشريف، حيث تسجل العائلات السطايفية إقبالا كبيرا على الدجاج لتحضير العشاء المعتاد لهذه المناسبة الدينية، التي تحرص على احيائها عادة بطبق الفرمسة بالدجاج، في ظل الغلاء الفاحش والمستمر للحوم الحمراء، التي لم تعد في متناول الطبقة البسيطة وحتى المتوسطة، ببلوغها 1300 دج للخروف و900 دج للبقر.
وقد خلفت أسعار الدجاج المعلنة حالة استياء كبيرة لدى المواطنين الذين وجدناهم أمام المحلات، في حيرة وتأسف، نتج عنهما عزوف قد يؤدي بالكثير من العائلات إلى عدم إحياء ليلة المولد النبوي الشريف بالطبق المعتاد.
..تدخلات للحماية المدنية لإسعاف المنكوبين
واصلت مصالح الحماية المدنية لولاية سطيف لليوم الرابع على التوالي تجنيد كافة وحداتها العملية والمراكز المتقدمة للتدخل (على مستوى المحاور الكبرى للطرقات التي تعرف تساقطا كبيرا للثلوج وحركة كبيرة في المرور)، والتي يتم استحداثها في مثل هذه الأيام التي تعرف تقلبات جوية ميزها التساقط الكثيف للثلوج والانخفاض المحسوس في درجات الحرارة.
فقد تدخلت إسعافات وحدات الحماية المدنية بسطيف وعين تبينت والعلمة، بقيادة مدير الحماية المدنية، وقادة الوحدات السالفة الذكر، صبيحة أول أمس، لأجل انقاذ واسعاف أشخاص كانوا عالقين على متن مركباتهم (حوالي 40 سيارة وشاحنتين) على مقطع حوالي 2كم، حاصرتهم زوبعة ثلجية حجبت عنهم الرؤية تماما وقطعت عنهم الطريق على مستوى منطقة «لحمالات» بتراب بلدية أولاد صابر على الطريق الوطني رقم 05 (8 كم شرق مدينة سطيف).
ودامت عمليات الإنقاذ حوالي ساعتين في ظروف صعبة جدا، دون تسجيل إصابات بشرية، وتم خلالها تحويل امرأتين مريضتين بالقصور الكلوي كانتا في طريقهما إلى المستشفى الجامعي سطيف باستعمال سيارة رباعية الدفع، وبعدها تم فتح الطريق من طرف مصالح الأشغال العمومية.
وفي عملية إنسانية، قامت اسعافات الوحدة الرئيسية للحماية المدنية سطيف بخرجات ميدانية عبر شوارع مدينة سطيف لأجل التكفل بالأشخاص بدون مأوى وعابري السبيل، حيث تم التكفل بسبعة (07) أشخاص (رجال تتراوح أعمارهم بين 18 و 60 سنة) على مستوى مقر الوحدة الرئيسية للحماية المدنية سطيف وذلك بتوفير وجبة عشاء ساخنة وضمان المبيت إلى غاية صبيحة اليوم، إضافة للخرجات اليومية التي تشارك فيها الوحدة مع مصالح مديرية النشاط الاجتماعي للولاية، والبلدية ومصالح الأمن الوطني، حيث قامت المصالح المعنية بالتكفل كذلك بـ14 شخصا.
وعن حصيلة تدخلات مصالح الحماية المدنية خلال ثلاثة أيام، فقد بلغت أكثر من 366 تدخل، تمثلت في إجلاء 194 حالة مرضية، منها 12 حالة قصور كلوي، وإجلاء 34 حالة ولادة، واسعاف وإجلاء 30 مصابا في حوادث الانزلاق والسقوط، والإسعاف والإنقاذ في 23 حادثا مروريا نتيجة للانزلاق والانحراف، دون تسجيل إصابات بشرية هامة.
بالإضافة إلى انقاذ وإسعاف أشخاص في 04 حوادث التسمم بغازات الاحتراق الناجمة عن سوء استعمال أجهزة التدفئة والطهي المنزلية، تم خلالها إسعاف 10 أشخاص وتوفي آخر يبلغ من العمر 51 سنة بقرية اولاد عمران ببلدية القلتة الزرقاء شمال مدينة العلمة، ناهيك عن عمليات الاستطلاع والمعاينة والتدخل المختلفة التي تجاوزت 75 تدخلا.