طباعة هذه الصفحة

الإستقواء بالغـرب

حمزة محصول
22 ديسمبر 2014

صنعت مطالبة ثلاثة رؤساء من دول الساحل، «الناتو» بالتدخل مجدّدا في ليبيا وإعادة الأمور إلى نصابها ضجة إعلامية، ورأى البعض في ذلك خطوة مشوشة على الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لحل الأزمة سياسيا اعتمادا على الجزائر التي تملك تجربة رائدة في تسوية الأزمات.
الصحيح أن تصريحات الرؤساء في ختام المنتدى الدولي حول التهديدات الأمنية المنعقد الأسبوع الماضي بالسنغال، والتي بدأها الرئيس التشادي إدريس ديبي، كانت تريد ما يمكن اعتباره محاسبة الناتو على خطيئته بحضور وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان الذي شعر بنوع من الضيق  حينما قال ديبي «الناتو تدخل لتصفية القذافي وهناك توقفت مهمته» قبل أن يستطرد «الحل ليس بأيدينا وإنما بيد الناتو الذي لم يكمل عمله».
بغض النظر، عن دعوة الحلف الأطلسي  لاستخدام القوة في ليبيا مجدّدا واعتبار الخرجة الدبلوماسية لهؤلاء القادة موقفا محبطا لجهود الحل السلمي، نضيف قراءة أخرى لكلام إدريس ديبي، الذي تقاطع من حيث لا يدري مع تصريح الوزير الفرنسي لودريان حين قال «أن الجيوش الإفريقية تفتقد لإمكانات التدخل السريع» مبررا تدخل بلاده المستمر في مشاكل القارة.
فمطالبة الناتو بالتدخل، تبين تهرب قادة أفارقة من مسؤولية حل الأزمة الليبية في وقت يرفعون شعار «الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية»، وتؤكد تفشي السياسة الإتكالية على الغرب لمواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة، وعدم الاستثمار في تقوية وتطوير الجيوش الوطنية.
لا يبرر عدم إتمام الناتو لمهمته كما قيل، الاكتفاء بدور المتفرج على العنف اليومي الذي يحصد يوميا أوراح الليبيين الأبرياء، بل وتستدعي تداعيات الأزمة على دول الجوار التي يحكمها هؤلاء تضامنا ومواقف بناءة، بدل التحديق في الغارات الجوية للقوى الغربية.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.