طباعة هذه الصفحة

لزرق محمد سروري :

الحاجة وراء انتشار هذا النمط الفني

ع. عبد الرحيم

أكد الممثل والكوميدي لزرق محمد سروي لـ«الشعب” أن المونولوغ فن منبثق عن المسرح، وهو عريق عراقة أبي الفنون، وليس وليد الساعة.
وأوضح محدثنا أن الحاجة كانت وراء انتشار هذا الفن الذي يتميز بالانفرادية في العرض بخلاف المسرح الذي يتطلب الجماعية، حيث يعمل على كشف قدرات الممثل فوق الخشبة، بينما ينحصر جهد الممثل في العرض المسرحي الجماعي في علاقته مع الممثلين الآخرين.
وحسب الممثل لزرق محمد فإن المونولوغ بمثابة نافذة تكشف كفاءة الممثل في تقمص الشخصيات وتعدد الأدوار.

وقال الممثل لـ “ الشعب” إن المونولوغ يتضمن أدوات المسرح في العرض، وأن هذا الفن نوعان، نوع ينطلق منذ البداية في العرض الأحادي، وهناك مونولوج ضمن العرض المسرحي الجماعي، يتماشي ومتطلبات النص المسرحي بشكل عام.
وبخصوص الأسباب التي تدفع إلى تبني “المونولوغ” في العرض، فقد كشف محدثنا أن ذلك يعود إلى عملية تجسيد النص المسرحي فوق الخشبة، حيث تقزّم وتكتم جهود بعض الممثلين رغم كفاءاتهم فوق ما يحدده المخرج، لطاعتهم للنص المسرحي، رغم أن لهم  القدرة في فعل أشياء تزيد عن ما هو محدد لهم في النص.
وكشف لزرق محمد سروري عن المشاكل التي تتخبط فيها الفرق المسرحية، والتي عادة ما تتمثل في أزمات مالية أو اجتماعية، الأمر الذي يجعل الممثلين يهربون من هذه الفرق ومن العروض الجماعية ويحبذون العروض الانفرادية.
وأكد لزرق محمد أن المونولوغ عرف انتشارا في الجزائر من خلال جيل من الممثلين وإن كانوا يعدون على أصابع اليد الواحدة.
وعن تقيمه لظهور فن “المونولوغ” في ولاية غليزان، فقد انتقد محدثنا عدم تبني هذا  الفن من طرف الفرق التي تشتهر في المسرح، حيث أرجع سبب ذلك إلى صعوبته باعتبار أن هذا الفن يتطلب كفاءة وحنكة عند الممثل، والذي عليه أن يجاري ـ حسبه ـ حالة تشعب الأدوار، الأمر الذي جعل ممثلي الولاية يخافون هذا الفن ويفضلون العروض المسرحية الجماعية، وأشار لزرق إلى أن الفرق الغليزانية لم تبادر في تقمص هذا الفن، الذي يمثل بحق تجربة جديدة للفنان وإبراز كفاءته في العرض المسرحي، مؤكدا أن هناك أمل في المستقبل لانتهاج هذا النوع الفني.
للإشارة الممثل لزرق محمد سروري واحد من الذين مارسوا فن المونولوغ  خلال مسارهم الفني، وتم تقديم أول عمل خلال المهرجان الوطني للمونولوج الذي نظمته ولاية الشلف سنة 2001، حيث قدم عرضا بعنوان “أنا والجدار”، وهو مونولوج اجتماعي، كما له أعمال إبداعية أخرى في هذا  الفن، وقد تحول في الفترة الأخيرة إلى ممارسة فن “وان مان شو”، الذي يهدف إلى صناعة النكت والضحك وهو ما يريده المجتمع بحسب محدثنا.