طباعة هذه الصفحة

أمين قويدر يبدع في العرض الأوبرالي الضخم «دون جيوفاني»

الأركسترا السيمفونية الوطنية تخلد روائع الموسيقار العالمي موزار

هدى بوعطيح

خلدت الأركسترا السيمفونية الوطنية روائع الموسيقى الكلاسيكية العالمية، في حفل فني ساهر شهده أول أمس المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، حيث كان الموعد بقيادة المايسترو أمين قويدر، مع العرض الأوبرالي الضخم «دون جيوفاني» إحدى روائع الموسيقار الألماني العالمي موزار.

عرف هذا الحفل الفني الضخم حضورا غفيرا لمحبي الموسيقى الكلاسيكية من الجماهير الجزائرية، وشخصيات سياسية وثقافية، حيث اكتظ مسرح محي الدين بشطارزي عن آخره، ليستمتعوا لمدة قاربت الساعة والنصف من الزمن بروائع الموسيقار العالمي موزار، الذي حول مغامرات دون جيوفاني إلى أوبرا من فصلين لتصبح واحدة من أشهر الأوبرات الألمانية وأكثرها شعبية وانتشارا.
وقد أثارت «أوبرا دون جيوفاني» والتي تنتسب لمسرح موليير، والمعروفة بـ»الدراما البهيجة» عند مؤلفها إعجاب الحاضرين، الذين وقفوا عند قصة زير النساء المتكبر والمتعجرف الذي امتهن هواية إغواء النساء ثم هجرهن، ضاربا بالأخلاق عرض الحائط.
وتنطلق المسرحية بمحاولة دون جيوفاني الاعتداء على الفتاة «دونا آنا»، وحين يحاول والدها نجدتها يقتله دون جوان، متخفيا بقناع كي لا تتعرف «آنا» والتي تقسم على الثأر لوالدها، وبعد أن تكتشف قاتل والدها، تقرر اختيار الحب على الانتقام.
وبالمقابل تقدم المسرحية قصة «دونا ألفيرا» الفتاة التي تسعى إلى الحفاظ على حبيبها دون جيوفاني الذي هجرها بحثا عن مغامرة أخرى، ليضعه القدر في طريق المزارع ما زيتو، والذي كان يحتفل بزواجه من الفلاحة زرلينا، ويقرر إغواءها وإبعادها عن زوجها مغريا إياها بزواج وهمي ووعود كاذبة، إلى أن تقرر الفتيات الثلاث الالتقاء مع بعض لمواجهة دون جوان المخادع، الذي ينتهي أمره على يد والد دونا أنا.
من جهة أخرى زادت براعة المايسترو أمين قويدر الأوبرا روعة، حيث قدم عرضا مبهرا في الأداء الموسيقي، وهو ما أبرز القدرات الفنية الكبيرة للأركسترا السيمفونية الوطنية والاحترافية التي وصلت إليها، والتي تتفوق في كل مرة في تجسيد روائع الفن العالمي على الركح، كرائعة «دون جيوفاني»، هذا العرض الذي استعمل فيه كل متطلبات العمل الأوبرالي من اكسيسوارات سواء من لباس، ماكياج، وحتى الإخراج الذي يعود للفرنسي «نيكولا ريغاس».
عرض «دون جيوفاني» والتي تم تأليفها في الأساس قبل الثورة الفرنسية، فتح المجال لعشاق الأوبرا والمسرح الغنائي لاكتشاف هذا النوع الفني العريق، والاستمتاع بأعمال الموسيقار العالمي موزار والتي أضفت لمسة خاصة على هذا العرض الذي جاب مختلف دول العالم.