طباعة هذه الصفحة

«الشعب» عنوان لمسيرة 52 سنة من العطـاء

مواكبة التعددية والتطورات من أجل إعلام نزيه وموضوعي

سعاد بوعبوش

قطعت «الشعب» أشواطا في الساحة الإعلامية بمسيرة 52 سنة من العطاء، عرفت خلالها عديد التقلبات سواء في التسيير أو الوضع المادي عكست هي الأخرى تأثر أم الجرائد بمختلف المراحل التي مرّت بها البلاد السياسية منها والاقتصادية، ورغم ذلك بقيت وما تزال واقفة بشموخ تتصدر بتاريخها مختلف العناوين الإعلامية وتحاول مواكبة التعددية والتطورات الحاصلة لاسيما في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال.

«الشعب» العنوان الذي حمل في دلالات حروفه مدى تجذره في أساسات الهوية الوطنية ورافق محترما خطه الافتتاحي كل المراحل التي مرت بها الجزائر ليصل إلى بر الأمان اليوم بخطى ثابتة رغم كل الهزات التي عاشها، ليؤكد من خلال جهود كوادره البشرية السابقة والحالية واللاحقة بأنه موجود ويسهر بكل حرص على تقديم المادة الإعلامية بمختلف أشكالها في أبهى صورة وهو يختزل في ذلك كل الجهود المبذولة في سبيل تحقيق الغاية المنشودة المتمثلة في تقديم إعلام نظيف وموضوعي.
الإعلام الجواري والصفحات الخاصة خيار استراتيجي
و بغية مواكبتها للتطورات، عرفت جريدة «الشعب» خلال السنوات الأخيرة، قفزة نوعية في التسيير وتشبيب كوادرها واعتمادها على الإعلام الجواري باعتبار العنوان يمثل لسان الشعب وتجسّد ذلك من خلال توسيع شبكة المراسلين والموزعين، وإعداد ريبورتاجات تتناول مواضيع محلية ووطنية أماطت اللثام عن الكثير من الملابسات، إلى جانب تخصيص ملفات أسبوعية تتناول فيها القضايا الدولية الاقتصادية والرياضية .
و بهدف تقريب الجريدة من قرائها ارتأت القيادة الجديدة لـ»الشعب» تخصيص صفحات جديدة على غرار صفحة القوة الناعمة، التاريخ، الصحة، الشباب والطفولة، صفحة خاصة بالقضايا الإفريقية وأخرى للتسلية والترفيه في شكل حروف وقطوف ناهيك عن إعادة بعث الصفحة الأمازيغية، تترجم لسان مختلف مناطق الجزائر ليؤكد العنوان أنه بالرغم من تمسكه واعتزازه بلغة الضاد إلا أنه لا ينسى أبدا لغة الآباء والأجداد.
تشبيب الطاقم الصحفي ومرافقته
في هذا الإطار، تسعى مديرية التحرير وعلى رأسها فنيدس بن بلة إلى العمل في محيط شفاف والحرص على المهنية والموضوعية في نقل المعلومة وإسنادها لمصدرها دون تهويل وإثارة، إلى جانب التقاسم الوظيفي الذي يؤدي به كل مسؤولي التحرير دورا من خلال العمل الجماعي.
كما أكد فنيدس في هذا الإطار، حرص التحرير على مرافقة الإعلاميين الشباب من خلال التكوين الميداني وتزويدهم بأبجديات الكتابة الصحفية لضمان اندماجهم بسهولة في المهمة الإعلامية، خاصة وأنه يتم العمل في عالم القرية الواحد الذي كسر فيه الإعلام كل الحواجز آخذين في الاعتبار المتغيرات المتسارعة وسط منافسة حادة.
إعادة الهيكلة تنظيميا وإداريا وضع المؤسسة في مسار جديد
و في الجانب الإداري عرفت الجريدة، هي الأخرى تغييرات جذرية بعد وصول القيادة الجديدة بهدف خلق الظروف والشروط الملائمة للعمل وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص لكل العمال، من خلال معالجة العديد من الأمور التي من شأنها أن تعرقل المسار الجديد والاستراتيجية الموضوعة لتطوير هذا العنوان الإعلامي العتيد.
في هذا الصدد، أكّد مدير الإدارة والمالية سفيان رابحي، أن استراتيجية العمل مسّت عدة جوانب تنظيمية ومالية ومهنية ومادية كتطهير حسابات المؤسسة، و تنظيم وتطهير الملفات الإدارية للمستخدمين، بالإضافة إلى وضع وإدخال حيز التنفيذ إجراءات التسيير المعمول بها على مستوى المؤسسات الأخرى والتي تتماشى مع طبيعة ونشاط المؤسسة.
يضاف إلى ذلك وضع مخطط هيكلي للمؤسسة يتماشى مع الطابع القانوني الجديد للجريدة والمناصب المتوفرة سنة 2012، وعقد اجتماعات دورية لمجلس الإدارة ومختلف اللجان، وذلك من أجل دراسة كل النقاط العالقة وإيجاد الحلول الملائمة، ناهيك عن تسوية كل النزاعات المالية مع المؤسسات والأشخاص المعنويين، و تسديد وتطهير الديون العالقة مع الضرائب والضمان الاجتماعي والمتعاملين والموردين، بالإضافة إلى توفير واقتناء كل الوسائل من معدات وأجهزة لضمان سيرورة العمل في أحسن الظروف.
الحوار والجدية في معالجة القضايا سمة الشريك الاجتماعي
وعلى الصعيد الاجتماعي فبعد انتخابات جوان 2013 التي خرّجت نقابة وأوجه جديدة، عمدت هذه الأخيرة وعلى رأسها الأمين العام صادق سالمي، بالتعاون مع الإدارة إلى حلّ بعض من المشاكل والمسائل العالقة في الجانب الاجتماعي والمهني من خلال تسوية وضعية العمال من المتعاونين والمتعاقدين، والمنح والنظام التعويضي، وكذا شبكة الأجور الجديدة.
وقال سالمي في هذا الإطار، أن تعامل النقابة مع الإدارة برئاسة الرئيسة المديرة العامة أمينة دباش، كان دوما في جوّ يسوده الحوار والسلاسة في تناول القضايا المطروحة، وأحيانا كانت بعض القضايا تفرض الجدية والحزم في علاجها لغاية الوصول إلى الحلول المناسبة، مشيرا إلى وجود بعض النقاط التي ما تزال النقابة تعمل على معالجتها على غرار احتساب أقدمية العمال المتعاقدين، وتسوية الوضعية الاجتماعية لبعض العمال، في الإطار القانوني.