طباعة هذه الصفحة

نظرة استشرافية للتحولات الجيوستراتيجية

”الجيش” تعرض إنجازات ومكاسب 2014

فنيدس بن بلة

تضمن عدد مجلة “الجيش” لشهر ديسمبر مواضيع ثرية تخص مختلف ميادين النشاط العسكري، كاشفا عن مهنية في رصد الأحداث ومتابعة التطورات في محيط متغير لا يقبل الجمود.
تصدرت مواضيع المجلة، التي تناولت حصيلة القطاع العسكري لسنة 2014، والتعاون الثنائي، رسالة رئيس الجمهورية إلى المشاركين في مؤتمر “التطورات في القانون الدستوري في إفريقيا”، مما يعني اهتمام المجلة لكل ما يجري في القارة السمراء.
ولم تترك المجلة الأيام الوطنية والأحداث التاريخية تمر مرور الكرام، حيث توقفت بزاوية “أيام في الذاكرة” عند مظاهرات 11 ديسمبر 1960 التي دوت صرخات الشعب الجزائري المنتفض من أجل الحرية شوارع العاصمة ومدن أخرى، وصل صداها إلى منهاتن.
وتترجم هذا القرار التاريخي 15-14 الصادر عن الجمعية العامة الأممية بعد مظاهرات ديسمبر بالجزائر، المشدد على حق الشعوب في تقرير مصيرها وتصفية الاستعمار.
في مجالات أخرى، اهتمت “الجيش” بما تعرفه الدول العربية من حراك سياسي اجتماعي، أفضى إلى حالة من الفوضى العارمة في ظل مشاريع متسارعة لقوى خارجية تريد العودة إلى هذه الرقعة الجيواستراتيجية الفسيحة الممتدة على مساحة 14 مليون كلم2، لفرض أجندات التقسيم وتجزئة المجزأ من أجل أمن اسرائيل وابقائها قوة إقليمية بلا منازع إلى يوم الدين.
أكدت “الجيش” على هذا الخطر الداهم للمنطقة العربية التي تعيش هزات ارتدادية تحت ما يعرف “بالربيع”. وهي اهتزازت تجد امتدادات لها في أكثر من موقع دولي تناولته المجلة بالتحليل المعمق والرؤية الاستشرافية، محذرة من الآتي مرافعة لاحترازات أمنية توضع ضمن الأولوية في الجزائر.
وجاء في افتتاحية المجلة “أن مرحلة التحول التي تشهدها عديد المناطق من شأنها إحداث صدمات وشروخ في موازين القوى وتغيير المعطيات والقوانين. هذه الحالة التي تدخل في إطار ما يسمى بالفوضى الخلاقة تقف وراءها أطراف تعمل على نشر الفرقة والتناحر والعنف بتغذية النعرات الطائفية والمذهبية والفتنة، ليتسنى لها التحكم والسيطرة وإعادة تشكيل خريطة العالم وفقا لأهدافها ومصالحها، دون مراعاة أمن واستقرار الدول واستقلال وسيادة الشعوب”.
من هنا كانت توجيهات الفريق ڤايد صالح خلال جولاته التفقدية لوحدات الجيش، تصب في ضرورة التحلي باليقظة والوفاء لرسالة نوفمبر من أجل إعلاء صوت الجزائر وتعزيز مكانتها في عصبة الأمم قوية واستقرارا.
لهذا كان للمجلة جولة إعلامية واتصالية في مختلف جهات الوطن، تنقل جهود الجيش في السهر على أمن الحدود ومكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب. وهي مهمة واقعة على عاتق مختلف الوحدات القتالية المجهزة لها، لا سيما رجال المهام الخاصة. وهم رجال رصدت “الجيش” تحركاتهم وتدريبهم بمركز المغاوير ببوغار عبر استطلاع ميداني، كشفت خلاله جهود المؤسسة العسكرية في كسب رهان العصرنة والاحتراف التي تزيل أمامها كل متاعب وصعاب، ويحول المستحيل إلى ممكن في جزائر الانتصارات.