أوضح الدكتور عبد الحفيظ حبيطوش، في حوار مع «الشعب»، الأهمية العلاجية لمضخة الأنسولين لدى فئة المرضى المصابين بالسكري من النوع (1)، بالخصوص الأطفال المرضى والذين هم في حاجة ماسة لمثل هاته الوسيلة العلاجية، دون إهمال الحالات الأخرى والتي يصعب التحكم في نسبة السّكر في الدم لديها. كما أكّد الطبيب أيضا على فوائد جمّة لدواء «السيتاڤلبتين» بالنسبة لمرضى السكري من النوع (2)، ودعا في هذا الحوار إلى ضرورة إدماجه في قائمة الأدوية المعوّضة من طرف الضمان الاجتماعي، والتي تقتنى عن طريق بطاقة الشفاء.
❊ الشعب: هل يمكنكم دكتور شرح وظيفة مضخّة الأنسولين، وما هي الفئات التي تستدعي استعمال مثل هذا الجهاز ؟
❊❊ الدكتور عبد الحفيظ حبيطوش: تمثّل مضخّة الأنسولين جهازا إلكترونيا متطورا مهما جدا توضع بداخله عبوة من الأنسولين، حيث يقوم بتزويد الشخص بالكمية اللازمة للأنسولين، وذلك بعد تسجيل معلومات خاصة بحامله (الشخص المصاب)، حيث تتمثل في كل من قيمة الغلوسيدات المستهلكة أثناء الوجبات ونسبة السكر في الدم التي يقوم الشخص ذاته بقياسها حينها يمكن للجهاز، أن يحدّد كمية الأنسولين اللازمة للشخص المعني ليقوم بتزويد المصاب بما يلزمه من المادة الضرورية طوال فترة الـ 24 سا دون لجوء الشخص إليها بطرق أخرى، لا سيما باستعمال الحقن وغيرها من الوسائل التي تحتاج إلى توفّر شروط صحية معيّنة. لعلمكم طوّرت مضخّة الأنسولين خصيصا لفئة الأطفال المصابين بالسكري من النوع الأول بالنظر لصعوبة التحكم في نسبة الغلوكوز لديهم، كما يمكن استعمالها لدى الأشخاص البالغين المصابين بالسكري من النوع (1)، والذين يعانون من عدم التوازن في كميات السكر في الدم بصفة مزمنة، حيث يتعذّر عليهم أخذ حقنات من الأنسولين يوميا لتجنّب التّعقيدات الخطيرة النّاجمة عن ذلك.
@ هل هذا الجهاز في متناول كل المرضى؟
@@ لا، لا تزال هذه المضخة في طور التجربة بمستشفى وهران تحت إشراف البروفيسور بلحاج، ولم يدمج هذا الجهاز بعد في القائمة العلاجية لمرضى السكري، وهناك القليل من المرضى الذين كانت لهم الفرصة لاقتنائها إلاّ أنّها تبقى وسيلة علاجية باهظة الثمن رغم توفرها في السوق الصيدلانية لدى بعض الخواص داخل الوطن، لكنها لا تعوّض بعد من طرف الضمان الاجتماعي رغم ثبوت نجاعتها لدى مستخدميها من المرضى. نحن بدورنا ندعو إلى ضرورة الاعتراف بها كوسيلة علاج مثلها مثل باقي الوسائل الأخرى التي قامت وزارة الصحة باعتمادها في قائمتها الخاصة بالأمراض المزمنة من أجل إعطاء الفرصة لأكبر عدد ممكن من المصابين لاقتنائها، خاصة وأنها تحسّن من معيشة المريض بإعطائه أكثر حرية لممارسة أعماله اليومية دون قيد.
@ وماذا عن دواء «السيتاڤلبتين»، ما هو الجديد؟
@@ دواء «السيتاقلبتين» موجه لمرضى السكري من النوع (2) وهو دواء يؤخذ على شكل قرص واحد مرة في اليوم وهو يمثل آخر الاكتشافات الدوائية، فهو يعتبر ذو فائدة ايجابية على صحة المصابين بهذا النوع من السكري لأنه لا يتسبب في ارتفاع نسبة السكر في الدم، ويحمي المصاب من السمنة عكس بعض الأدوية الأخرى التي ينتج عن تناولها مثل هذه التعقيدات الخطيرة، لذلك يعدّ من المهم والضروري إدماجه في قائمة الأدوية المعوضة من طرف الضمان الاجتماعي، والتي تقتنى عن طريق بطاقة الشفاء لتحسين حالة المريض الصحية.
@ هل من إضافات أخرى دكتور؟
@@ إضافة إلى توفير تلك الوسائل والأدوية العلاجية الوقائية التي نأمل أن تكون متداولة عن قريب عند المرضى المصابين بالسكري (1) و(2) بفضل التغطية الصحية التي توفرها الدولة للمرضى المزمنين. نوصي أيضا مرضى السكري والأصحاء أيضا باتباع نمط غذائي سليم، لأنّ الحمية الغذائية تمثل 50 بالمائة من علاج مرض السكري، علما أنه ينقسم إلى ثلاثة أجزاء: التغذية، الرياضة بالإضافة إلى العلاج، وهذه الثلاثية مهمة جدا إذا أراد الشخص المصاب أن يتحكّم في مرض السكري.