اعتبر سعيد عياشي، رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، أمس، الندوة الدولية الخامسة حول «حق الشعوب في المقاومة: حالة الشعب الصحراوي»، التي تنظمها اللجنة، بالتنسيق مع سفارة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، بمثابة سنّة حميدة ومنبر عادل وقوي للوقوف بجنب الشعب الصحراوي الأبي الذي لم يطلب شيئا سوى حقه المشروع في الحرية وتقرير المصير».
وأكد عياشي خلال الكلمة التي ألقاها عند افتتاح أشغال الندوة، التي يحتضنها ليومين قصر الثقافة مفدي زكريا، أن «مطالب الشعب الصحراوي شرعية ومحصّنة من قبل القانون الدولي» مشيرا إلى أن «حق تقرير المصير حق تثبته اللوائح الأممية وتوصيات كل من الأمم المتحدة، الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، كما يدعمه الاعتراف الرسمي لأكثر من 80 دولة سيدة بالجمهورية العربية الصحراوية».
وندد رئيس اللجنة باسم كل المشاركين في الندوة والقادمين من القارات الأربع، « بقمع الإدارة المغربية وخرقها المستمر لحقوق الإنسان ونهبها لثروات الشعب الصحراوي ومحاولاتها إخماد المقاومة السلمية المستمرة بالأراضي الصحراوية المحتلة»، داعيا الحضور إلى استغلال المناسبة لبعث نداء آخر للأمين العام للأمم المتحدة ولمجلس الأمن الدولي، لمطالبتهم بتحمل مسؤولياتهم تجاه الشعب الصحراوي والتعجيل في تنظيم استفتاء تقرير المصير».
وفي شأن آخر. ذكر عياشي بأن مساندة الجزائر شعبا وحكومة، هي موقف ثابت لأمة صنعت تاريخها وتفتكت حريتها عن طريق المقاومة وهي اليوم مؤمنة بمبدإ حق الشعوب في تقرير مصيرها وماضية على مبادئ نوفمبر التحررية.
وهو الرأي الذي شاركه فيه سفير الجمهورية العربية الصحراوية ابراهيم غالي، مشيدا «بجهود الجزائر شعبا وحكومة وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وبدعمها المستمر، المتواصل واللامشروط وتضامنها مع القضية الصحراوية».
وأضاف غالي، أن الجزائر ماانفكت ترافع عن قضية الشعب الصحراوي في كل المحافل والمناسبات الدولية والإقليمية، إيمانا منها بأن «اكتمال مسلسل تصفية الاستعمار من القارة الإفريقية واكتمال بناء المغرب العربي الكبير لا يكون سوى عن طريق تمكين الشعب الصحراوي من استعادته حقوقه وتقرير مصيره بنفسه».
بيار غلان، رئيس التنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي، قال من جهته في ذات السياق، إن الشعب الجزائري كان ومازال متضامنا ومساندا لكل القضايا التحررية في العالم، كما اعتبر الندوة الدولية للتضامن مع حق الشعب الصحراوي في المقاومة فرصة لتعزيز الجهود والمطالبة بقوة الأمم المتحدة وخاصة الاتحاد الأوربي الكفّ عن امتهان سياسة الكيل بمكيالين وتطبيق الشرعية الدولية واللوائح الأممية التي ستمكن الشعب الصحراوي من استرجاع أرضه وبناء وطنه الصحراء الغربية.
ومن المنتظر أن يخرج، اليوم، المشاركون في الندوة الدولية 5، جامعيون ونشطاء حقوق الإنسان وجمعيات المجتمع المدني وبرلمانيون وقانونيون وممثلو وسائل الإعلام، بتوصيات ورسالة نداء توجه إلى المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة، مطالبين من خلالها الضغط أكثر على المغرب وحمْله على الامتثال للشرعية الدولية وكفّ قواته الاستعمارية عن ممارسة سياسية خرق حقوق الإنسان بالأراضي الصحراوية المحتلة.
الرئيس محمد عبد العزيز:
على الأمم المتحدة تحمل مسؤوليتها تجاه التعنت المغربي
اعتبر محمد عبد العزيز، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية والأمين العام لجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، أمس، أنه قد حان الوقت «لاتخاذ مواقف دولية صارمة ومحددة من قبل القرارات الأممية الصريحة والواضحة، مشيرا إلى أن سنة ٢٠١٥ ستكون سنة مصيرية بالنسبة للقضية الصحراوية، حيث سيستلزم الأمر على مجلس الأمن الدولي وكذا على الأمم المتحدة مراجعة حساباتهما واتخاذ قرارات جديدة، أو سيتعين على الشعب الصحراوي وممثله جبهة البوليساريو اتخاذ تدابير أخرى لاسترجاع استقلاله.
أكد الرئيس الصحراوي من منبر الندوة الدولية الخامسة حول «حق الشعوب في المقاومة: حالة الشعب الصحراوي»، أن المغرب هو الذي يرفض استقبال المبعوث الخاص للأمم المتحدة، ويتعنّت في ارتكاب جريمة الاحتلال التعسفي بالأراضي المحتلة، مواصلا خرقه لحقوق الإنسان ونهبه لثروات الصحراويين الطبيعية، وهو أيضا الذي يمتهن سياسة إغراق المنطقة بالمخدرات التي تغذي شبكات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية وتدخل المنطقة برمتها في دوامة اللاّأمن واللاّإستقرار.
وأضاف محمد عبد العزيز قائلا، إن الحكومة الصحراوية تدقّ اليوم «ناقوس الخطر حول أوضاع السجناء والمعتقلين الصحراويين في السجون المغربية»، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والسريع للضغط على المغرب لإطلاق سراحهم.
كما شدد الرئيس الصحراوي على شرعية كفاح الشعب الصحراوي واستعداده التام والأكيد لمواصلة النضال وتصعيد المقاومة السلمية في الأراضي المحتلة حتى تقرير المصير، مستلهما من مقاومة الشعب الجزائري الذي يحتفل حاليا بالذكرى 54 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 والتي كان لها الفضل الأكبر في مصادقة الأمم المتحدة على القرار التاريخي 1415، الذي يؤكد حق الشعوب في الاستقلال.
حبيبة غريب