تعد بلدية بئر توتة واحدة من اكبر بلديات العاصمة، وعلى الرغم من ذلك لا زالت اغلب احيائها تعاني العديد من النقائص والمشاكل أثرت بشكل سلبي على حياة مواطنيها نتيجة عدم استفادتها من مشاريع تنموية، وكذا التقاعس في الإهتمام بالوضعية المزرية التي باتت تعرفها المنطقة.
الجولة التي قادت «الشعب» الى بعض احياء البلدية; كشفت مدى معاناة مواطنيها، فبرغم ان المدينة حديثة النشأة الا انها تفتقر لعديد المرافق والمنشآت عبر أغلب أحيائها خاصة حي 150 مسكن وحي «بابا علي»، اللذين يفتقدان لمؤسسات تعليمية، بالإضافة إلى مشكل النقل واهتراء الطرقات وانشار القمامة.
ويعد مشكل النقل اكبر مشكل تعاني منه بلدية بئر توتة نتيجة النقص الفادح في عدد الخطوط التي تربطها بالمناطق المجاورة والناتج عن إفتقار البلدية لمواقف الحافلات وكذا عدم تهيئة المقرات القديمة، حيث أفاد أن مواطنين ينتظرون لساعات طويلة ببعض المناطق دون أن يجدوا ما يقلهم إلى أعمالهم، كما أكدوا أنهم يضطرون لتوقيف سيارات «التاكسي» بصعوبة ولا يجدون من بديل سوى ركوب سيارات «الكلوندستان» التي إستغلت - حسبهم - غياب النقل لتفرض سيطرتها على المواطنين البسطاء بأسعارها المرتفعة، كما كشف لنا الأولياء عن غياب النقل المدرسي الذي دفع بأطفالهم إلى الذهاب لمؤسساتهم البعيدة مشيا على الأقدام، عابرين الطرقات السريعة التي تشكل خطرا على حياتهم في ظلّ غياب الجسور.
مثل بلدية أولاد الشبل وكذا أغلب الأحياء التابعة لها وكذا نقص عدد الحافلات وتردي حالتها، ما أدى إلى تذمر المواطنين الذين عبروا لـ»الشعب « عن امتعاضهم الشديد من الوضعية الحالية التي أثرت على تنقلاتهم اليومية، حيث اكد لنا بعض من وجدناهم على حافة الطرقات السريعة، أنهم ينتظرون لساعات طويلة الحافلات التي تقلهم إلى مختلف الوجهات منها وسط المدينة، أولاد الشبل، بابا علي.
كما اكد آخرون افتقاد البلدية الى خطوط نقل والتي تعد اكثر من ضرورية، على غرار خط بئر توتة -الحراش وبئر توتة - جسر قسنطينة، مما يضطر الكثير منهم الاستعانة بالقطار في تنقلاتهم غير ان محطة القطار تبعد كلوميترات عن تجمعاتهم السكنية.
إلى جانب مشكلة النقص الفادح في خطوط النقل، تعرف بلدية بئر توتة نقصا في اعداد المؤسسات التربوية خاصة ببابا علي، خاصة مع تزايد الكثافة السكانية بالمنطقة نتيجة عمليات الإسكان التي شهدتها الأحياء الجديدة، حيث اكد لنا اولياء التلاميذ ممن التقيناهم بأن عدد التلاميذ في القسم الواحد يصل الى 50 متمدرسا وهو الأمر الذي يؤثر على درجة التحصيل العلمي، مؤكدين في هذا الصدد أنهم راسلوا مرارا وتكرارا السلطات المحلية التي وعدت بتسوية المشكل، لكن لم يتحقق من تلك الوعود شيء.
اهتراء الطرقات مشكلة أخرى أصبحت تؤرق مواطني العديد من الأحياء، خاصة حي علي بوحجة، حيث أكد أحدهم أنها صارت في وضع لا يطاق خصوصا في فصل الشتاء، إذ تتحول إلى مستنقعات وبرك مائية، مشيرا إلى غياب المجاري والبالوعات الخاصة بصرف مياه الأمطار، حيث أعرب سكان الحي المذكور عن تذمرهم الشديد من عدم تعبيد الطرقات والأرصفة المهترئة، والتي كانت سببا في عرقلة سير السائقين والراجلين، كما اشتكى آخرون من عدم تزفيت الشوارع الترابية التي تتحول لأوحال تعترض مرورهم، مما يضطرهم لإرتداء الأحذية المطاطية.
كما اشتكى آخرون من عدم تخصيص مساحات خضراء تسمح لهم بالإستجمام، بل أنهم كشفوا لنا أن بعض الحدائق تحوّلت إلى مركز للنفايات والحيوانات الضالة التي باتت تشكل خطرا على المارين، إضافة إلى هذا، يفتقر الحي إلى المرافق الرياضية، الثقافية، خاصة مع التوسع العمراني الكبير الذي شهدته المنطقة مؤخرا، وهو الأمر الذي تحدث عنه شباب الحي، حيث أعربوا عن حاجتهم لذلك، كما يطرح سكان حي علي بوحجة مشكل افتقار المنطقة للمرافق الصحية وحتى الصيدليات، حيث يضطرون لقطع مسافات طويلة للعلاج وشراء الأدوية.
من جهة أخرى، لا يزال سكان بعض المنازل المتواجدة ببعض أحياء بئر توتة، لم يستفدوا إلى حد الآن من إيصال الغاز لمنازلهم، مما يضطرهم للبحث في رحلة طويلة عن غاز البوتان، متحملين شقاء حملها لمسافات طويلة وأحيانا يضطرون للتنقل للمناطق المجاورة نتيجة ندرة قارورات البوتان أو غلاء أسعارها.
وأمام هذه الوضعية المزرية يطالب مواطنو المنطقة بضرورة تخطيط مشاريع تنموية بأحيائهم تخلصهم من الوضعية المزرية للطرقات، كما يأمل شباب المنطقة في تخصيص مساحات خضراء ومراكز ترفيهية إضافة إلى توفير مناصب شغل في أقرب الآجال.