طباعة هذه الصفحة

الرئيس الصحراوي في الاحتفالية بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان بالجزائر:

مسؤولية الأمم المتحدة كبيرة في تصفية الاستعمار بآخر مستعمرة بإفريقيا

فريال بوشوية

أكد، أمس، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية محمد عبد العزيز، أن الجزائر لم تكتف بموقفها المبدئي الداعم لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وإنما سارعت إلى تعزيزه بموقف إنساني يتمثل في احتضانها للأطفال والشيوخ والنساء اللاجئين إلى ترابها، مطالبا في الذكرى 66 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الأمم المتحدة بالتسريع في تصفية آخر مستعمرة في إفريقيا، إذ لا مبرر للتغاضي عن الانتهاكات المرتكبة في حق الصحراويين.

تميز الحفل المنظم، أمس، من قبل اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان وبلدية الجزائر الوسطى، بمعية جمعية مشعل الشهيد، بمناسبة الاحتفال بالذكرى 66 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وحمايتها، بحضور الرئيس الصحراوي وكذا مستشاري رئيس الجمهورية، على غرار محمد علي بوغازي ورزاق بارة، ووزراء وبرلمانيين وممثلي المجتمع المدني، وكذا تكريم الحاج محرز العماري الرئيس الأسبق للجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي.
وخلال كلمة ألقاها بالمناسبة، حرص الرئيس الصحراوي على التذكير بأن تخليد هذا اليوم التاريخي في الجزائر، بلد العزة والكرامة، تحت القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي لم يكتف بموقف مبدئي، وإنما احتضن مختلف شرائح الشعب الصحراوي الفار من بطش قوات الاحتلال المغربي.
ولدى حديثه عن ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تأسف، بشدة، لعدم انتهاء أحد أبشع انتهاكات القانون الدولي المقترفة من المملكة المغربية في حق الشعب الصحراوي.
وبعدما عرج على فظاعة ما ارتكبه المحتل المغربي منذ 1975 من عمليات إبادة جماعية والقتل بالحرق والدفن والرمي من الطائرات والقتل بالرصاص والتعذيب والاختطاف والتنكيل والاغتصاب والقمع والمحاكمات الصورية، أكد أن المقابر الجماعية عرّت حقيقة المغرب وفضحت كذبه، متحدثا عن 600 مفقود. كما تطرق بالمناسبة، إلى الواقع المزري وغير الإنساني للمعتقلين السياسيين، ذكر منهم مبارك الداودي الذي دخل في إضراب عن الطعام منذ الفاتح نوفمبر المنصرم.
وخلص الرئيس عبد العزيز وهو يتحدث عن واقع آخر شعب محتل في القارة السمراء، إلى القول إن خبزه اليومي القمع الوحشي للمظاهرات السلمية والمتابعة البوليسية للناشطين في مجال حقوق الإنسان. مضيفا في نفس السياق، المملكة المغربية تواصل فرض واقع اللجوء والتشتيت على الصحراويين، وتواصل دولة الاحتلال المغربي تقسم أرضا وشعبا بجدار العار الفاصل الممتد على مسافة 2700 كلم.
وتساءل ذات المسؤول، كيف تبقى الأمم المتحدة مكتوفة الأيدي وعرقلة جهود المبعوث الخاص الأممي إلى المنطقة كريستوفر روس، وعمل ممثلة المينورسو، مسؤولية جسيمة تقع على المجتمع الدولي المطالب بإحقاق الحق والعدالة، مفيدا بأن الأمم المتحدة مطالبة بالتسريع في تصفية آخر مستعمرة في إفريقيا، إذ لا مبرر للتغاضي عن الانتهاكات المرتكبة في حق الصحراويين، في وقت تحرك جيوش في مناطق أخرى.
واعتبر رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان مصطفى فاروق قسنطيني، حقوق الشعب في تقرير مصيره «دينا من الأديان وليس فلسفة ولا حتى إيديولوجية، وإنما الأمر يتعلق بمعركة سياسية يومية في سبيل الكرامة والحريات الطبيعية والمقدسة المرتبطة بها، وتأتي حقوق الدولة متبوعة بحقوق المجتمع ثم حقوق الشعوب».
وقال قسنطيني، «في الجزائر، الدولة والمجتمع المدني والأحزاب السياسية، دون استثناء، وكل الحساسيات لها رغبة في بناء دولة القانون في الجزائر بأتمّ معنى الكلمة وليس واجهة فقط، ودولة الحق والقانون لا تتجاوز طاقة الجزائر وكل الدول العربية التي تتوفر على رجال ونساء قادرين على بنائها، تماما كالصحراء الغربية وفلسطين». وأفاد في نفس السياق، «أن الدولتين الجزائرية والصحراوية تخوضان نفس المعركة المشروعة للاستقلال والحرية، والانتصار أكيد في نهاية المطاف».
سعيدة بن حبيلس رئيس الهلال الأحمر الجزائري، جددت تأكيد تضامن الشعب الجزائري التاريخي والتلقائي النابع من تمسكه بالكرامة والعزة مع الشعب الصحراوي الذي لم يتعلمه من الأمم المتحدة، وإنما من تجربة مريرة مع الاستعمار دامت 132 عاما.
من جهتها مونية مسلم قالت في كلمة ألقتها بصفة مناضلة، إن الجزائر قبلة لحقوق الإنسان. فيما شددت سعيدة بوناب على ضرورة كشف انتهاكات الاحتلال المغربي لحقوق الصحراويين.
الحاج محرز العماري، الذي ذرف دموعا لدى تكريمه، عرّج على كل مسار القضية الصحراوية في كلمة ألقاها بدوره بالمناسبة.